مراكز مزيفة للتجميل
مراكز مزيفة للتجميل


مراكز للتجميل أم للتشويه؟| صرخات المرضى بعد إصابتهم بعاهة مستديمة

أخبار الحوادث

الأحد، 20 مارس 2022 - 01:31 م

نعم؛ جراحات التجميل مكلفة لذا يجب أن تكون سليمة 100% أو كما يقولون على الشعرة؛ لذا السؤال هنا، متى يجب أن يفكر الإنسان في إجراء جراحة تجميل؟! الإجابة ببساطة أن كل شخص رجل أو امرأة من حقه أن يرى نفسه في صورة جميلة خاصة عندما يشعر بضيق نفسي جراء تشوه أصاب وجهه أو قدمه مثلًا لأي سبب من الأسباب..

 

ولكن احيانًا وعلى هذا الوتر الحساس يعزف ضعاف النفوس واطباء الابواب الخلفية ويقنعون ضحاياهم بالخضوع لعمليات تجميل بدون ان يكون لديهم الخبرة والكفاءة لاجراء هذه العمليات التجميلية والنتيجة تشويه وعاهات مستديمة وأقلها مضاعفات تلاحق الضحايا، كل جراحي التجميل المشهورين أكدوا على حقيقة واضحة لا لبس فيها أو جدال وهي؛ أن جراح التجميل لابد أن يتدرب من 5 إلى 10 سنوات تحت أيدي خبراء تجميل؛ والأن يبقى السؤال، كيف نواجه هذه التجاوزات الاخلاقية والمهنية؟، وكيف نتصدى لضعاف النفوس ممن يسيئون لمهنة الطب السامية.

انتشرت خلال الفترة الاخيرة اعلانات براقة وبرامج مكثفة لبعض أطباء التجميل على شاشات التليفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي، مما جعلها تلفت أنظار السيدات الباحثات عن وجه جميل وقوام رشيق، ومن ضمن مشاهدي هذه الاعلانات والبرامج المغرية «مريم» التي جذبها برنامج تليفزيوني لاحد الاطباء المتخصص في جراحات التجميل، بحسب ما ذكره في البرنامج، واستطاعت مريم أن تحصل علي رقم الطبيب وحاولت الاتصال به من اجل استشارة طبية، والتقت الطبيب الذي نصحها ان تقوم بعمليه تجميل وبالفعل حصلت على ميعاد معه في أحد المستشفيات بالدقي وتم تحديد موعد العملية وبعد اجراء جراحة التجميل اشار عليها الطبيب بدواء محدد ليساعدها بالشفاء، وبعد فترة وجيزة بدأت مريم تشعر بمضاعفات بعد العملية وآلام لا تنتهي، فاتصلت بالجراح الذي اجرى لها العملية، طمأنها قائلا؛ «انه امر طبيعي بعد العملية، ومرت ايام والالم لا ينتهي فحاولت الاتصال بالطبيب مرة اخري لكنها لم تستطع الوصول إليه، مما جعلها تذهب الي طبيب آخر، الذي صدمها بأنها اصيبت بعاهة مستديمة نتيجة خطأ طبي، والأدهى أن العلاج الذي كانت تتناوله غير مرخص علي حسب قولها.


توجهت مريم الى محاميها د.هاني سامح الذي توجه الي نقابة الأطباء ليستعلم عن الطبيب المعالج وكانت المفاجأة؛ بأن الطبيب غير مختص بجراحات التجميل بل هو مقيد ممارس عام بسجلات النقابة.

بلاغ

تقدمت مريم ببلاغ للنائب العام، وشكوى في وزارة الصحة، قالت؛ ان الطبيب المشكو في حقه ارتكب أخطاءًا طبية فادحة، وأخل بواجباته وأصول المهنة وتعامل برعونة مع الحالة الطبية بالمخالفة للأصول الطبية، واستخدم علاجات غير مرخص بها وبالأخص دواء مجهول وغير مرخص ومغشوش والذي تسبب في تدهور الحالة، مؤكدة في بلاغها، إن الوصف المنطبق هو ارتكاب خطأ جسيم ناتج عن الإخلال البين بأصول مهنة جراحات الطب، وكذلك إخلال الطبيب عند تصرفه بواجبات الحيطة والحذر التي يفرضها القانون وعدم حيلولته حدوث تلك التبعات حين كان ذلك في استطاعته ومن واجبه، واستند البلاغ إلى مسؤولية المستشفى عن العملية الجراحية وتبعاتها والواجب المنوط بها بمراقبة اتباع الأصول الطبية، وأن الطبيب زعم بأنه أخصائي جراحة تجميل، رغم قيده كممارس عام بسجلات نقابة الأطباء «على حسب البلاغ «.وأشار المحامي د.هاني سامح، انه سوف يتقدم بشكوى مماثلة بنقابة الأطباء ضد الطبيب المعالج .


قضايا أخرى

 قضية مريم التي يُجرى التحقيقات بشأنها حاليًا لم تكن الوحيدة؛ ففي سياق مشابه أعلنت وزارة الصحة إغلاق عيادة جراح التجميل «محمد.غ»، المتهم بإجراء عمليات خاطئة لعدد من المشاهير، موضحة أن العيادة الجديدة رغم أنه تم غلقها في الشيخ زايد، لا يزال يزوال المهنة في عيادة جلدية، وهو ما يعد مخالفًا لشروط الترخيص، تم تحريز الأدوية واتخاذ الإجراءات القانونية ضده.


كما تعرضت فتاة تدعى «ش. ف»، لتشويه شفتيها بسبب خطأ طبى لطبيب أجرى لها جراحة تجميل، ما أدى لإصابتها بعاهة مستديمة؛ ففى يوم العملية أجرت حقنًا للشفة العليا والسفلى بنصف أمبول فيلر، لكنها وبعد إجراء الجراحة فوجئت بآلام شديدة لا تحتمل، وبدأت شفتاها فى التورم وطغى عليهما اللون الأسود، وعندما كانت تسأل الطبيب عن السبب كان يرد بأنها التهابات بسيطة، وسيتم علاجها بالمسكنات والمضادات الحيوية.


واكتشفت المريضة فيما بعد ان هناك خطأ طبى وقالت؛ إن سبب تشوه شفتيها يعود لقيام الطبيب بحقن شعيرة دموية، ما تسبب بالضغط على الأوعية الدموية المغذية للمنطقة المحقونة، وقدمت شكوى ضد الطبيب حملت رقم 192 لسنة 2017، وأيضاً رفعت دعوى قضائية ضده، انتهت بصدور حكم بحبسه سنة .

 

ماذا يقول جراحو التجميل عن هذه الأخطاء؟!

أكد د. توفيق عبد الله جزيلان استشاري جراحة عامة وتجميل؛ بأن أطباء الجراحة العامة يستطيعون إجراء عمليات تجميل فلا يوجد بكليات الطب في الماضي تخصص أنه تجميل، ولكن يختلف طبيب عن اخر على حسب الخبرة، والعمل في مجال محدد مثل التجميل او المناظير وغيرها هنا يستلزم اشتراك الطبيب بعضوية جمعية جراحات التجميل، ولن يحصل على تلك العضوية إلا بعد ممارسة وخبرة ليستحق العضوية فلا يمكن لطبيب ان يدخل العمليات بدون خبره، الا إن كان مجرمًا ويراهن بسمعته، ولكن قد تحدث مضاعفات للمريضه بعد العملية والتي تختلف من شخص الي اخر.


وأشار د.جزيلان، للاسف هناك بعض الأطباء لا يشرحون مضاعفات العملية للمريض، وكيف أنه سيكون شكل العضو بعد العملية الجراحية التجميلية، لذلك يعتقد المريض أنه تشوه، هذا كان في الماضي، حاليا كلليات الطب بدأت في اقامة تخصص تجميل مثل جامعه الاسكندرية تخصص جراحة يد، وكذلك جامعة عين شمس إقامت تخصص جراحة تجميل، اما ما نطلق عليهم خبراء تغذية هم خريجي معهد التغذية ومتخصصون في التخسيس والنحافة، ولكن هؤلاء الخبراء ليسوا أطباء وبالتالي لا يستطيعون القيام بعمليات بشفط الدهون لانها جراحة .


القانون هو الحل

وأكد د. إيهاب الطاهر عضو مجلس نقابة الأطباء قائلا، في حاله تقديم شكوى من مريض ضد طبيب؛ النقابة تستدعي الطبيب لأخذ أقواله وتطلب النقابة صورة من الملف الطبي للمريضة، من المستشفى الذي تم العلاج به، ويتم عرض الامر على لجنه طبية متخصصة، للتأكد هل هناك خطأ طبي ام لا فإذا تم التأكد ان هناك خطأ طبي يتم احاله الطبيب الي لجنه تأديب، وللأسف الأخطاء الطبية ليس لها قانون للمحاسبة، فالنقابة طالبت بمشروع قانون المسؤولية الطبية لكيفية محاسبة الأطباء في قضايا الأخطاء الطبية بموجب الأصول العلمية والمحاسبة الآن تكون وفقا قانون العقوبات، فمشروع قانون المسؤولية الطبية داخل مجلس النواب ولكن لم ينته حتى الان فذلك المشروع سوف يعطي الطبيب والمريض حقه، وللأسف اصبح يمتنع بعض الأطباء عن اجراء عمليات خطيرة نسبة نجاحها ضئيلة خوفاً من الوقوع تحت المساءلة القانونية، لذلك مشروع قانون المسؤولية الطبية سوف يحمي حق الطبيب وحق المريض.


بينما أشار د. مصطفي سعداوي أستاذ القانون الجنائي؛ ان الخطأ الطبي يقاس على حسب عدم مراعاه الأصول العلمية والقواعد الطبية المتعارف عليها وقت حدوث العمل الطبي، فيجب ان يكون الطبيب مختصًا في جراحات التجميل ويراعي الأصول العلمية وفي حالة ان الطبيب غير المختص عندما يمارس عمل طبي غير مختص بأجرائه، فالعقوبة تحدد على حسب الخطأ الطبي، واذا تسبب بعاهة مستديمة تصل العقوبة الي 5 سنوات سجنًا.

اقرأ ايضا| السجن 7 سنوات لطبيب و3 آخرين لإحداث عاهة مستديمة لمدير مستشفى بطنطا

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة