الحرب.. تعيد الحياة لحلف شمال الأطلنطى
الحرب.. تعيد الحياة لحلف شمال الأطلنطى


الحرب.. تعيد الحياة لحلف شمال الأطلنطى

الأخبار

الأحد، 20 مارس 2022 - 07:47 م

كتبت : سميحة شتا

تواجه منظمة حلف شمال الأطلسى (الناتو)، التى اعتبر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى 2019 أنها دخلت فى «حالة موت دماغي»، تحديا أوروبيا جديدا مع الاجتياح العسكرى الروسى لأوكرانيا. اعتبرها البعض بمثابة بداية لإحياء دور الناتو من جديد.


فقد أعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج لأول مرة نشر قوات التدخل السريع للدفاع عن الحدود الشرقية للحلف، وذلك على خلفية العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا وهذه الوحدة المشتركة.


تضم فى صفوفها 40 ألف عسكرى لم يتم نشرها لحد اليوم سوى فى حالة وقوع كارثة طبيعية أو لتنسيق الانسحاب من أفغانستان العام الماضى . ضمن هذا السياق، من المتوقع نشر 500 جندى فرنسى فى رومانيا حيث تتواجد القاعدة الأساسية للناتو، إضافة إلى إرسال كتائب مكونة من الف جندى من دول مختلفة لدعم صفوف قوة الردع فى بولندا ودول البلطيق. كما تم نشر طائرات قتالية لضمان أمن الأجواء فى الدول المجاورة لأوكرانيا وروسيا.


وقد شجعت استجابة الناتو للأزمة، فى تراجع فنلندا والسويد، الدولتان غير المنتسبتين تاريخيا إلى الناتو، لأول مرة عن رفضهما الانضمام إلى المنظمة.. واعتبرت الباحثة سامانثا دى بندرن فى مركز « ثينك تانك تشاتام هاوس، بأن حلف الناتو، الذى تأسس فى 1949 خلال الحرب الباردة للدفاع عن دول أوروبا ضد الكتلة السوفيتية، قد عاد على الأرجح إلى نزعته الأولى مع حماسة غير مسبوقة، وبعد انقسام دام سنوات، أزال التهديد الروسى نقاط الخلاف الرئيسية بين الدول الأعضاء فى الحلف..

وقد أدى ذلك إلى حل الخلافات القائمة منذ فترة طويلة بين أعضاء دول الشرق والغرب، فبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، انضمت دول الكتلة السوفيتية السابقة مثل المجر وبولندا للناتو للدفاع عن أراضيهما فى مواجهة جارهما الروسى القوية.

وقد بررت الأحداث الأخيرة بأن تلك الدول كانت على حق، فيما كانت فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة تسعى لجعل تركيز الناتو منصبا على المخاطر الإرهابية، ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، والصين


وقد سمح «التهديد الروسي» أيضا بالتخلص من الانتقادات الأمريكية تجاه نقص التمويل العسكرى للأوروبيين، وخاصة ألمانيا، وقد أعلن المستشار أولاف شولتز رصد ميزانية 100 مليار يورو ستنفق على قطاع الدفاع، ستخصصها برلين من الآن وحتى 2024.. كما انهت هذه الأزمة، الشكوك حول ولاء بعض الدول الأعضاء، حيث قال الرئيس الأمريكى جو بايدن مؤخرا أنه سيدافع عن كل شبر من أراضى الناتو ضد روسيا. من جانبها، أظهرت تركيا موقفا مخالفا للمخاوف المسبقة حيالها. فقد بدد الرئيس رجب طيب أردوغان الذى لديه علاقة وثيقة مع فلاديمير بوتين الشكوك، بإرساله الأسلحة إلى أوكرانيا وإغلاقه البوسفور ومضيق الدردنيل (بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود) أمام السفن الحربية.


ومع ذلك، ليس هناك ما يضمن أن تؤدى الجبهة المتحدة الحالية إلى إجماع طويل الأمد ضد روسيا، على الرغم من أن أوكرانيا ليست عضوًا فى الناتو، إلا أن انجراف البلاد نحو الحلف كان مبررًا للغزو الروسي. وبالتالي، قد لا تخاطر فنلندا والسويد بالانضمام على الفور فى حال تحولت التهديدات الروسية ضدهما إلى أعمال انتقامية.


بعد الحرب العالمية الثانية، أعلنت فنلندا الحياد تجاه موسكو التى لم تحابى الشرق ولا الغرب، وكذلك السويد، امتنعت عن إرسال أسلحة إلى مناطق الصراع فى الماضي، الا أنهما تراجعا عن حيادهما وأعلنتا أنهما سترسلان الأسلحة إلى أوكرانيا ومع ذلك ليس هناك ما يضمن أن أعضاء الناتو سيقبلون تحمل خطر إثارة الغضب الروسى بالسماح لفنلندا بالانضمام.


إقرأ أيضاًالخارجية الصينية: توسع الناتو سيسمح بقصف الكرملين خلال دقائق ..فيديو


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة