خالد رزق
خالد رزق


مشوار

مشوار إنسانية تحت الطلب

خالد رزق

الأحد، 20 مارس 2022 - 08:07 م

المتابع لوسائل الإعلام الغربية كالسى إن إن والبى بى سى منذ بدء الغزو الروسى لأوكرانيا لابد أن يظن بأن حالة التعاطف مع الشعب الأوكرانى التى تسوقها هى انعكاس لواقع إنسانى متحضر يرفض الحروب احتراماً للحياة الإنسانية، وإلى ذلك فربما هى تنطلق من مبادئ الانتصار إلى المستضعفين فى الأرض.
والحق أن هذه النغمة فى الإعلام الغربى

ربما تخدع المحدثين من متابعيه ولكنها أبداً لا تنطلى على من اعتادوا على متابعة ما يبثه ويسوقه هذا الإعلام فى كل حدث مهم حول العالم ومن بين ذلك حروب سابقة ولاسيما حروب دارت على أراضينا العربية، فنفس وسائل الإعلام التى تدعى مع الحرب الأوكرانية انحيازها المجرد لبلد ضعيف يواجه واحدة من أعتى القوى العسكرية بالعالم هو الإعلام الذى سوق لمشروعية العدوان على العراق وغزوه ثم احتلاله، والذى سوق لتدمير ليبيا تحت زعم مواجهة الدكتاتورية والانتصار للديمقراطية، والذى شرعن للولايات المتحدة وحلفائها احتلال أقسام من سورية تصادف أنها تضم حقول النفط، وهو الإعلام الذى طالما أوجد للكيان الصهيونى المسوغ لارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين العزل.


والصحيح أن الإعلام الغربى الذى يدعى الاستقلالية له أبواب خلفية مفتوحة مباشرة على أجهزة المخابرات لبلاده، وهذه تستدعى تسويق الحرب أو الوقوف ضدها وفق مصالح ترسمها وتحددها هذه الأجهزة ولا صلة لها بالتحضر وإنما الإنسانية هنا هى بضاعة تستجلب على الشاشات عند الطلب، وتستبعد حال عدم الحاجة وإذا ما كان الطرف الذى يمارس العدوان ويشن الحرب غربياً أو كان البلد والشعب الواقع عليه العدوان عربياً، فهؤلاء الذين يدعون الإنسانية اليوم لم نعرفهم غير قساة وقتلة يسترخصون دماءنا ويستبيحون أراضينا وثرواتنا.


ولست أكتب هنا فقط لأنقد الإعلام الغربى وإنما لأنبه البسطاء ممن بدأوا بمتابعة ما يبثه مع هذه الحرب الجارية إلى أننا أمام إعلام لا يعرف الحياد وسبق أن سوق وربما هو يسوق اليوم أكاذيب عن مذابح ومجازر ضد المدنيين تماماً كما سوق إبان ثورتنا العظمى على تنظيم الإخوان الإجرامى، فلا يصدق أحدكم كل ما يرى على شاشاتهم ولا حتى نصفه.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة