كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

عصا القانون!

كرم جبر

الإثنين، 21 مارس 2022 - 05:37 م

بحسبة بسيطة ذكرها الرئيس عبد الفتاح السيسى أثناء جولته الميدانية الجمعة الماضي، فإن صاحب الفرن الذى يكسب 20 قرشاً فقط فى الرغيف، يحقق مكسب 120 ألف جنيه شهرياً، ربحاً صافياً بعد كل المصاريف الأخرى.

ولم يكن منطقياً أن تسكت الدولة على ماراثون ارتفاع الأسعار واستغلال الأزمة، دون وازع من ضمير، وكان ضرورياً أن تتدخل بقوة وحسم، حماية للمواطنين.

قال البعض إن تدخل الدولة ضد الاقتصاد الحر وقوانين السوق، ولكن مع كل الاحترام والتقدير، فالدول التى اخترعت الرأسمالية تحمى الناس بإجراءات مشددة، حتى لا تتحول إلى وحش كاسر لا يعرف الرحمة.

أيام صعبة ولا يعرف أحدٌ متى تنتهى، وتتطلب الوعى والفهم والقوة والحسم، وأن نكون جميعاً على قلب رجل واحد، فنحن نتحدث عن دولة تحمى نفسها وشعبها، ويجب أن يصطف الجميع من أجلها.

استطاعت الحكومة أن توفر السلع الغذائية فى موسم زيادة الاستهلاك بمناسبة شهر رمضان، ووقف الإعلام فى ظهرها شارحاً وموضحاً ومبرزاً لجهدها ومدى توافر السلع.
 أما المسئولية الكبرى فتقع على الناس:
أولاً: بعدم التكالب على شراء وتخزين السلع منعاً لحدوث أزمات مفتعلة، فالرصيد يكفى عدة شهور من السلع الرئيسية، ولن تحدث اختناقات، والمهم أن يشترى كل إنسان حاجاته الأساسية دون اللجوء إلى التخزين.
ثانياً: بمساندة ودعم الحكومة والإبلاغ عن حالات الاستغلال، خصوصاً بعد تسعير رغيف الخبز المسمى السياحى، والحد الأقصى للرغيف جنيه واحد، بعد أن وصل فى بعض المناطق إلى جنيهين ونصف الجنيه.
ثالثاً: بترشيد الاستهلاك، وهذا لا يعنى شد الحزام، ولكن أن نحترم الطعام ونصون المواد الغذائية، وزمان حين كنا نرى قطعة خبز ملقاة على الأرض، كنا نقبلها ونضعها بجوار الحائط، احتراماً للنعمة التى منحها المولى عز وجل.
رابعاً: بالإقلال قدر الإمكان من الولائم والعزومات، واستغلال باقى الأطعمة ووضعها فى عبوات نظيفة وتوزيعها على المحتاجين، لتعم الفائدة ويستفيد الجميع.

أما رجال الأعمال والمنتجون والمستثمرون والتجار والغرف التجارية والصناعية وجمعيات حماية المستهلكين وغيرهم.. فقد حان وقت المبادرات الإيجابية، حتى لا يكونوا مجرد كيانات تبحث عن الأرباح والحوافز والامتيازات، حتى فى وقت الأزمة.

فى كثير من الدول يقف هؤلاء كخط دفاع قوى عن الأمن الاجتماعى لبلادهم، ويرتفعون فوق المنافع الشخصية، ويكتفون بهامش معقول من الأرباح، من أجل استمرار دولهم قوية وقادرة.

أثق تماماً من قدرة الدولة على الحسم والقوة فى مواجهة من يستثمرون الأزمة، ويمتصون دماء الناس، بقوة القانون العادل الذى لا يظلم أحداً، ولكنه يحقق العدالة والطمأنينة، والردع الخاص والعام، حتى لا يتصور أحدٌ أن المسألة فوضى، وأن فى وسعه أن يفعل ما يشاء.
 حفظ الله مصر من كل سوء، وكتب الأمن والسلامة لكل المصريين.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة