خالد جبر
خالد جبر


أضواء وظلال

مئوية استقلال مصر.. ذكرى نسيناها

خالد جبر

الإثنين، 21 مارس 2022 - 06:26 م

منذ أيام.. مرت علينا ذكرى مهمة لم نحتفل .. وهى الذكرى المئوية لاستقلال مصر.
فى الثلاثين من يونيو٢٠١٣ .. كان استقلال مصر من حكم الظلام والارهاب والانحراف عن الدين والوطنية .. ونحمدالله انه لم يستمر سوى عام واحد فقط.
.. وفى١٨ يونيو ١٩٥٦ كان جلاء اخر قدم بريطانية احتلت مصر واستمر احتلالها لمصر سبعين عاما .. وفى ٢٣ يولية١٩٥٢ كانت ثورة القضاء على الملكية والاقطاع وحكم العائلة العلوية التى حكمت مائة وسبعة واربعين عاما.

ولكن قبل هذا كله هناك يوم مهم فى تاريخ مصر وهو يوم.. ٢٨ فبراير ١٩٢٢ .. وهو اليوم الذى أصبحت فيه مصر رسميا دولة مستقلة ذات سيادة ولها ملك يحكمها واصبحت عضوا فى عصبة الأمم وهو تعبير انجليزى يعنى جامعة الأمم التى تحولت بعد ذلك الى منظمة الامم المتحدة كأول دولة أفريقية عربية شرق أوسطية.

فى 28 فبراير 1922 صدر التصريح البريطانى الشهير الذى حصلت مصر بموجبه على «استقلال رسمي» عن بريطانيا وفى 15 مارس من نفس العام..أعلنت المملكة المصرية دولة حرة مستقلة لها ملك وعلم أخضر بهلاله الأبيض مع النجوم الثلاث ونشيد وطنى وهو اسلمى يا مصر تأليف مصطفى صادق الرافعى وتلحين صفر على
وعلى الرغم من أن كثيرين يعتبرون ما جرى فى تلك الفترة مجرد مناورة بريطانية واستقلال صورى، إلا أن التصريح والاستقلال والإعلان عن إنشاء المملكة المصرية «نقل القضية المصرية خطوة إلى الأمام، لأن مصر قد كسبت فيه اعتراف إنجلترا صاحبة الحماية على مصر وأقوى امبراطورية فى العالم باستقلالها»، بحسب تقدير المؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعى فى كتابه « فى أعقاب ثورة 1919».
الشعب المصرى أجبر بريطانيا على حصوله على الاستقلال بعد سقوط العديد من الشهداء.

كان تصريح 28 فبراير هو مفتاح إعلان استقلال مصر عن الحماية البريطانية، و هذا التصريح الذى صدر من سلطة الاحتلال الإنجليزى لم يصدر من فراغ، بل صدر نتيجة لجهود ثورة 1919 التى استمر كفاح المصريين منذ اندلاعها على مدار سنوات طويلة تالية

أن مجرد صدور تصريح 28 فبراير هو اعتراف رسمى بأن الشعب المصرى أجبر الإمبراطورية البريطانية التى لا تغيب عنها الشمس، الإمبراطورية التى كانت منتصرة فى الحرب العالمية الأولى، بإعلان استقلال مصر، أنه عقب إصدار التصريح قال عبد الخالق ثروت باشا رئيس الوزارة إن مصر لن تقبل بتصريح 28 فبراير إلا إذا كان سينص على سيادة الدولة المصرية وإنشاء وزارة خارجية لتأكيد السيادة المصرية والقرار الداخلى والخارجى لها، ولذلك حرص عبد الخالق باشا ثروت عندما تسلم مهمة رئاسة الوزراء بعد هذا التصريح، على أن يتولى مهمة وزارة الخارجية تأكيدا منه على أهميتها.

ذكرى استقلال مصر هى ذكرى مهمة يجب ألا ننساها.. وهى لا تقل عن الاحتفال بمئويات الاندية الرياضية.. لأنها انهت احتلالا بريطانيا استمر سبعين عاما واحتلالا تركيا عثمانيا استمر اربعمائة عام.. وان كنا نسينا الاحتفال بالمئوية هذا العام فالسنوات القادمة كثيرة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة