لقطة من الفيلم اليابانى « قودى سيارتى»
لقطة من الفيلم اليابانى « قودى سيارتى»


فى عام «دعم الضعفاء».. من يفوز بالأوسكار؟

سر « قوة الكلب» وسيطرة النساء على الجوائز

هويدا حمدى

الثلاثاء، 22 مارس 2022 - 05:26 م

من يفوز بالأوسكار؟ من يتوج بأفضل أفلام العام؟ أسئلة كل عام قبل الحفل المنتظر، والإجابة غالبا معروفة أو متوقعة، وفى أحيان قليلة جدا تأتى المفاجآت.

أعتقد أن هذا العام لن يشهد مفاجآت حقيقية، فخريطة الجوائز - تكاد تكون واضحة وضوح الشمس. بالنسبة لى المفاجأة الوحيدة التى أتمناها ولا أتوقعها هى فوز الفيلم الرائع «Drive my Car» «قودى سيارتى» بأوسكار أفضل فيلم، لكنها أمنية مستبعدة، أولا لأنه فيلم يابانى، وللأمريكان والأوسكار حسابات مختلفة تحكمها السياسة وأشياء أخرى تخصهم، لذلك لن تتكرر مفاجأة الفيلم الكورى «طفيلى»  «Parasite». فكوريا ليست كاليابان أبدًا، و«قودى سيارتى» ليس «طفيلى» أيضا، هو فيلم يغرد وحده خارج سرب أفلام العام، ولا علاقة له بحسابات هوليوود السياسية أو الفنية، ولا يقدم للمشاهد الأمريكى ما يحب أن يراه فى اليابان.

وعليه ستكتفى الأوسكار بمنحه أفضل فيلم ناطق بلغة غير إنجليزية، وهى الجائزة التى احتكرها هذا العام فى كل السباقات، وتذهب الجوائز الأهم وفى مقدمتها أوسكار أفضل فيلم وأفضل إخراج للفيلم المضلل «قوة الكلب» ومخرجته النيوزلندية چان كامبيون، وهو بالمناسبة ليس أفضل أفلامها أبدًا، لكنه عامها وفرصتها بالتأكيد.

وتوزع معظم الجوائز وفقا لنظرية «الفئات المستحقة للدعم»، والسائدة حاليا، وقد ساعد على تطبيقها، عدم وجود أفلام عظيمة هذا العام، وهو ما فرض الاختيار بين أفضل «المعروض»!


منذ فترة طويلة تسود أمريكا والغرب ثقافة إنصاف ودعم الفئات المستضعفة والمهمشة، كمحاولة جادة للتطهر والخلاص من ذنوب تلاحقهم بعد تاريخ مظلم من الظلم والعنصرية والاستعباد، نغمة ستبقى معنا طويلا وعلينا أن نتفهمها، خاصة والسينما العالمية تعزف هذه النغمة واللحن نفسه، ولابد أن تصفق لها المهرجانات وتدعمها بالجوائز، كمساعدة بسيطة لمجتمع يريد تكفير ما تقدم من ذنوبه ضد ضحاياه من الضعفاء - وإن أصبحوا الآن جماعات ضغط لا يستهان بها.


فى المقدمة يأتى السود الذين عانوا من تمييز عنصرى فج ويكافح المجتمع كله الآن لرأب الصدع الذى تسببت فيه سنوات القهر والاستعباد، ثم مجتمع الميم الذى أصبح الآن «لوبى» لا يستهان به، واقتنص حقوقا كانت منذ سنوات حلما مستحيلا، ثم المرأة التى عانت من تمييز نال من حقوقها الكثير، فأصبحت الآن كلمة السر خلف كثير من الجوائز لأفلام عادية!


لو نظرنا لخريطة الجوائز هذا العام، ليس الأمريكية فقط ولكن حول العالم، لأدركنا نجاح قوى الضغط الجديدة، واستغلال العامل النفسى قبل الفنى لدى لجان التحكيم لإنصاف «ضعفاء ومظاليم» هذا العصر، ويبدو أن أفلام اليهود والمحرقة  خرجت من هذا التصنيف  لتفسح المجال  للفئات الأكثر احتياجا للدعم!
سيطرت النساء على جوائز المهرجانات العالمية الأهم ومنها «برلين» و«كان» و«ڤينيسيا»، واعتبرت الحركات النسوية ما حدث انتصارا لنضال طويل، واعتبره البعض تفوقًا فنيًا ملحوظًا على الرجال، وفى كل الأحوال هو اتجاه عام ومقصود.

فازت چوليا دوكورنو بسعفة كان  الذهبية عن فيلمها «Titans»، وهى المرة الثانية التى تفوز امرأة بهذه الجائزة بعد جان كامبيون عن فيلمها «البيانو» ..

وفى برلين فازت كارلا سيمون بالدب الذهبى عن فيلم «Alcatraz» «الكاراس»، وفازت كلير دينيس بجائزة أفضل مخرج عن فيلمها «بمحبة وتصميم» وفازت ليلى شتيلر بجائزة أفضل سيناريو عن «رابى كورناز ضد چورچ دبليو بوش».

وفى مهرجان ڤينيسيا فازت أودرى ديوان بأسد فينيسيا عن فيلمها «L،evenement» «الحدث»، وفازت بجائزة أفضل إخراج چان كامبيون عن فيلمها «قوة الكلب»، وهو الفيلم الذى استأثر وحده بجوائز العام، ٢٥٠ جائزة تقريبا، وسيطر على جوائز كل روابط النقاد فى أمريكا، وفاز «الجولدن جلوب» و«بافتا» فى طريقه للأوسكار وكان له نصيب الأسد فى الترشيحات (١٢ ترشيحا).


والفيلم يمتلك كل كلمات السر، تشريح الذكورية والهوية الجنسية واختيار ذكى للأبطال فى مجتمع الكاوبوى بكل غروره الفج والهش أيضا، والتوقيع لمخرجة بارعة غريبة الأطوار.
أجمل ما فى نظرية دعم الفئات المستحقة، هى فوز ويل سميث بأفضل ممثل عن دوره فى «الملك ريتشارد» فيلم عن السيرة الذاتية لبطلتى التنس العالميتين الأمريكيتين من أصل أفريقى، سيرينا وڤينوس ويليامز وهو الفيلم الذى يعرض كفاح أسرة من السود وأب رائع مدهش ناضل التمييز العنصرى حتى أصبحت ابنتاه أيقونتين فى عالم التنس لعبة البيض الأثرياء، ولعب سميث  دور الأب ريتشارد ويليامز ببراعة تستحق الأوسكار التى سيحملها للمرة الأولى.


فى محبة السود أيضا وخطب ودهم، ستقدم حفل الأوسكار الـ ٩٤  ثلاث ممثلات كوميديات، الموهوبتان السمراوان ريچينا هول وواندا سايكس، والبيضاء إيمى شومر، إلى جانب نجوم هوليوود الذين يشاركون فى تقديم الجوائز والفقرات الفنية..

يقام الحفل الأحد القادم  ٢٧ مارس، ويذاع على قناة ABC وتبثه لأكثر من ٢٠٠ دولة حول العالم، ويواجه أزمة حقيقية بانخفاض متابعيه، فلم يشاهده العام الماضى إلا ١٠٫٤ مليون متفرج فقط، وهو ما دفع الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما المنظمة للحفل لاختلاق جائزة جديدة هى جائزة الجمهور والتى ستذهب لفيلم «سبايدرمان : لا عودة للوطن».

إقرأ أيضاً|ويجز يؤدي الأغنية المصورة لفيلم كباتن الزعتري

 

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة