أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

أوكرانيا ضبط المواقف

أسامة عجاج

الثلاثاء، 22 مارس 2022 - 08:34 م

 بالمنطق والعقل، يستبعد النظر الغزو الروسى لأكرونيا، وفقا لمعادلة الاختيار بين تأييد الغرب وفى القلب منه أمريكا، أو دعم روسيا فى جريمة الغزو، فهناك بديل ثالث، يدفعنا باتجاه التعامل مع الأمر.

وفقا للقانون الدولى، وللأسف الشديد، فإن الكثير من النخب العربية ذهبت إلى البديل الثانى، فقط  فى نكاية سذاجة لأمريكا، ومن البديهى تماما التذكير، بأننا لا نتماهى مع سياسات الغرب، خاصة أن التاريخ يقول لنا.

إنه هو المسئول عن استمرار حالة عدم الاستقرار فى المنطقة العربية، بدعم وتأييد بل وزرع إسرائيل، على حساب الشعب الفلسطينى، الذى يتعرض إلى أكبر مشروع استيطانى فى العصر الحديث، كما أن نفس الغرب، المسئول عن التدهور الحاصل فى العراق.

الذى لم يتمتع بالاستقرار منذ بداية الثمانينات، يخرج من حربين، إلى غزو بقيادة أمريكا، جاء بالخراب والدمار، ومازال الشعب يدفع ثمنه حتى الآن، ولم يختلف الأمر فى ليبيا، حيث سعى حزب الناتو إلى التخلص من نظام القذافى، مع ترك البلد مرشحا للتقسيم، والصراعات المسلحة. 


 كل ذلك صحيح، ولكنى أطرح سؤالا على تلك النخبة، ما هو الفرق بين الغزو الأمريكى للعراق، الذى حظى بإدانة واسعة ومن كل العالم والنخب العربية، والفعل الروسى تجاه أوكرانيا، نفس العقلية الاستعمارية، التى تحاول بسط نفوذها على دول بعينها، تحت مزاعم الحفاظ على الأمن القومى الروسى، بل نفس السلوك، روسيا - كما أمريكا - تسعى إلى إزاحة النظام القائم فى أوكرانيا.

وهو فى نهاية الأمر اختيار شعبى، لصالح آخر عميل وتابع، موسكو - ثانيا - تسعى إلى تدمير أوكرانيا، قدراتها العسكرية وبنيتها التحتية، ومنعها من قرار الانضمام إلى حلف الناتو، وإذا وافقنا على مبررات الغزو الروسى، فعلينا القبول بإعادة احتلال إسرائيل للأراضى الفلسطينية.

واقتحام غزة، تحت ذريعة أنها تهدد أمنها القومى، وإذا تماشينا مع تلك الرؤية فنعطى المبرر لإيران أن تغزو العراق وكل دول الخليج، ردا على الوجود الأمريكى فيها، كما يحق لتركيا أن تحتل سوريا والعراق، مخافة إقامة دولة كردية فى شمال البلدين، إنها وصفة لفوضى عالمية وسيادة لقانون الغاب، وشكوى من نفس المعاناة ازدواجية المعايير. 


 أقول ذلك، - بعيدا عن الكيد السياسى - رغم الموقف المخزى للرئيس الأوكرانى زيلينسكى الإسرائيلى الهوى الصهيونى الانتماء، فقناعاتى مرتبطة بانحيازى لمبادئ القانون الدولى، ودفاعا عن حق الشعب الأوكرانى فى العيش فى أمان واستقرار.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة