الأربعاء، 23 مارس 2022 - 01:13 م

يحتفل العالم في مارس من كل عام بشهر المرأة، وهو مناسبة للاحتفاء بالعظيمات اللاتي قدمن الغالي والنفيس لبناء الأوطان والحضارات.

وبمناسبة شهر المرأة العالمي، نشر موقع «ناشيونال جيوغرافيك» بالإنجليزية، تقريرًا تساءل فيه قائًلا: هل يجب أن تحكم المرأة العالم؟، كما سلط الضوء على ملكات مصر القديمة.

يقول التقرير: «عند  قراءتنا للأخبار التي يتم إذاعتها كل يوم، فنجد حروب بين بلاد وتغيرات مناخية وفيروسات عالمية وقنابل نووية، وإذا ركزنا في الأمر نجد أن جميع قيادات العالم من الرجال، فمن هنا يأتي السؤال ماذا لو قادة المرأة العالم، وهل يمكنها فعل ذلك؟».

واستشهد التقرير بملكات مصر القديمة اللاتي قادن مصر في ذلك الوقت، وبرعن في ذلك مما أدى إلى ازدهار الحضارة المصرية القديمة، وضرب أمثلة متعددة لذلك، نبرزها في السطور القادمة..

-الملكة ميرنيث 

في الأسرة الأولى (حوالي 3000-2890 قبل الميلاد) ، عندما توفي الملك دجيت، صعدت الملكة ميرنيث زوجته الملك إلى السلطة نيابة عن ابنها الصغير، بدلاً من السماح لعمه بالعمل كوصي والتلاعب بابن أخيه.

 كانت ميرنيث أول ملكة موثقة وصية على العرش، رعت ابنها إلى العرش وضمنت الاستقرار في مصر.

-الملكة نفروسوبك

 في الأسرة الثانية عشرة (حوالي 1985-1773 قبل الميلاد)، لم يكن هناك ولي للعهد لتولي العرش على الإطلاق، فتقدمت نفروسوبك  زوجة الملك الميت، للحكم، وقادت مصر حتى سلالة أخرى كانت مستعدة للحكم.

-الملكة حتشبسوت

في الأسرة 18 (حوالي 1550-1295 قبل الميلاد)، قادت سيدة عصر النمو والازدهار، فعندما مات الملك بعد ثلاث سنوات فقط على العرش، كان الفرعون الجديد طفلًا صغيرًا، فدخلت عمة الصبي لتحكم، ومن هنا بدأ عهد الملكة حتشبسوت.

وقادت "حتشبسوت" مصر لأكثر من عقدين، وهي الفترة الأطول بين أي ملك، وتركت المملكة أفضل مما وجدتها.

اقرأ أيضًا:- احتفالات غريبة بـ«عيد الأم».. شراء ورد إلزامي ومنع السيدات بأي مهام منزلية

-الملكة نفرتيتي 

في وقت لاحق من الأسرة الثامنة عشرة، عندما فرض الملك إخناتون التطرف الديني على شعبه، جعل زوجته نفرتيتي شريكة له في الحكم، وقامت نفرتيتي بتنظيم الفوضى والاضطرابات التي شهدتها البلاد في ذلك الوقت، فكان خيار الملك بدخول زوجته للسلطة هو الأخيار الأمثل. 

-الملكة كليوباترا 

كليوباترا السابعة  (يناير 69 ق.م - 30 قبل الميلاد) ملكة مصر، الشهيرة في التاريخ والدراما بعلاقتها بيوليوس قيصر ثم ماركوس أنطونيوس ووالدة بطليموس الخامس عشر (قيصرون).

أصبحت ملكة عند وفاة والدها بطليموس الثاني عشر، في العام 51 قبل الميلاد، وحكمت تباعا مع شقيقاها بطليموس الثالث عشر وبطليموس الرابع عشر(..،67) وابنها بطليموس الخامس عشر قيصرون بعد انتصار جيوش الروم أوكتافيان (الإمبراطور وأغسطس الجديد فيما بعد) على قواتها المشتركة، انتحرت كليوباترا وكذلك فعل أنطونيوس، ووقعت مصر تحت سيطرة الرومان.

ما يقره التاريخ لنا بخصوص كليوباترا كونها إحدى ملكات مصر العظيمات، أيًا كانت الخلافات حول علاقتها بسياسات الإمبراطورية الرومانية، فقد كانت على سبيل المثال الوحيدة من بين الأسرة البطلمية التي أخذت على عاتقها تعلم اللغة المصرية حينها، وتشبهت بالإلهة إيزيس وادعت بأنها تجسد حياتها على الأرض، حتى إنها لقبت نفسها بـ "إيزيس الجديدة"، ما يعكس مدى ذكائها السياسي وجديتها في أن تحكم مصر بنجاح.

وكانت كليوباترا ملكة موهوبة، فقد تحدثت بعدة لغات، وقادت الجيوش في سن الواحد والعشرين، وتعلمت في منارة العلم في عصرها، الإسكندرية.

وقد عملت على استرداد أمجاد أسرتها الحاكمة، وتمكنت من بسط الاستقرار والسلام في البلاد أثناء فترة حكمها، ومكافحة الفساد.

كما شُهد لها بفتح مخازن الحبوب لشعبها أثناء فترة المجاعات ورفع الضرائب عنهم، فكانت مصر حينها دولة مزدهرة، تحت حكم ملكة لم يرى الشعب في جنسها عيبًا، فما شغله إلا حسن إدارتها للبلاد.