صالح الصالحي
صالح الصالحي


وحي القلم

الضمير العالمى

صالح الصالحي

الأربعاء، 23 مارس 2022 - 06:02 م

 

تتسارع وتيرة الحرب الروسية على أوكرانيا.. تتهدم المدن.. ويتشرد الملايين.. وتتأثر اقتصادياً الدول الفقيرة.. وتحقق الدول الغنية مزيداً من المكاسب فى أرصدة الذهب وأسعار النفط.. وكأن العالم كله حكمته المصالح الاقتصادية على جثث الموتى وأرواح البشر. التى أصبحت لا تساوى شيئاً.. مقابل حديث وكلام لم يعد يقدم أو يؤخر.. تصريحات من دول فى الظاهر متحالفة مع أوكرانيا.. التى باتت وحيدة مشردة، تتلقى بعض المعونات العسكرية فى الخفاء.. ليس لشيء سوى لإطالة أمد الحرب.. ودفع المزيد من المقاومة لأوكرانيا.. ليست لأنها دولة حليفة ولكن حتى تزداد مقاومتها التى تحقق خسائر هامشية لروسيا.. التى يفرض عليها عقوبات لا تقدم ولا تؤخر.. كل ذلك فى غيبة الضمير العالمى.

من أجل مصالح مجموعة من الدول وصفت بالقوية. تخوض معركتها عن بعد.. تدفع روسيا لمزيد من الانزلاق فى معركة بعد تهديد مصالحها.. وفى نفس الوقت تستنزفها اقتصادياً.. بتورطها فى حرب مع جارة لها كانت بالأمس القريب حليفة لأوروبا والولايات المتحدة.. لكن أين هى الآن؟..وحيدة لجأت للجميع ولم تحصل على أى دعم حتى إسرائيل التى خاطبتها بالقومية اليهودية.

لا شيء أمام شاشات التليفزيون سوى الرئيس الأوكرانى يتحدث ويتحدث وأوروبا تتحدث وتتحدث وبايدن يتحدث ويتحدث، فى أجواء مدمرة طالت كل أنحاء العالم.. وبدأت آثار الجوع والتجويع تؤثر على بعض الدول التى يعتمد غذاؤها عليهم.. وغابت الأمم المتحدة.. وغابت مواثيق الشرف والأخلاق وحقوق الإنسان عنها.. فما يحكمها أو يتحكم فيها سوى مصالح بعينها!!

الجميع يترقب وينتظر انتهاء هذه الحرب.. لكنها تشتعل كل يوم أكثر من اليوم السابق.. وبيزنس الكوارث يملأ الجيوب.. وتزداد الدول الغنية غنى وتبسط سيطرتها على اقتصاديات ناشئة وصاعدة ولا أحد يحكم ضميره.

قد أبدو ساذجاً فى حديثى فى ظل أجواء تحكمها المصالح فقط ويغيب عنها الضمير الإنسانى، كما لو كنا اعتدنا على هذه المشاهد التى اكتوت بها الشعوب فى سيناريوهات مختلفة.
 تباً للنظام العالمى وصراع القطب الأوحد.. فما وجدنا منه غير الغباء الإنسانى ومعاناة الشعوب!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة