صلاح ومانى
صلاح ومانى


وجهاً لوجه.. مع التاريخ وأحلام الشعوب

صلاح ومانى.. صراع المجد والأمانى

محمد العقاد

الخميس، 24 مارس 2022 - 06:08 م

«مشهد متكرر» هكذا هو وصف «أصدقاء الأمس.. منافسى اليوم»، والحديث عن مواجهة محمد صلاح المحترف العالمى فى ليفربول وكابتن منتخبنا الوطنى أمام زميله ساديو مانى أحد نجوم الريدز ومنتخب السنغال، مباراتا الفراعنة وأسود التيرانجا لهما حسابات خاصة نحو التأهل للمونديال وسيودع منتخب حلم التأهل على حساب الآخر، وفنيًا يحضر البرتغالى كارلوس كيروش المدير الفنى لمنتخبنا فخ وخطط كيفية اصطياد أسود أليو سيسيه مدرب السنغال فى القاهرة على «ستاد القاهرة - الرعب»، قبل الإياب فى ستاد ديامنيديو بالعاصمة السنغالية داكار، لكن كلنا نعلم أن صلاح ومانى لهما أيضًا حساباتهما الخاصة، فهو لقاء «صراع المجد والأمانى».

صحيح أن منتخب السنغال يتفوق على مصر من حيث القيمة التسويقية لكن هذا التفوق يعود إلى أن  لاعبى منتخب السنغال محترفون فى دوريات عالمية كثيرة على عكس الفراعنة  فالاعتماد على المحترفين ونجوم الدورى الممتاز، وبالنظر إلى الإجمالى فتبلغ قائمة السنغال تقريبيًا 335 مليونًا و150 ألف يورو، بينما منتخبنا 152 مليونًا و900 ألف يورو، لكن بما أن الحديث عن مواجهة الأصدقاء فيتفوق صلاح على مانى فى القيمة التسويقية بـ100 مليون يورو كأغلى لاعب فى مصر، نفس الحال بالنسبة لمانى الأغلى فى كتيبة السنغال لكن قيمته وصلت لـ80 مليون يورو، والأرقام فى المباريات ليست مقياسا لأى شيء، فهناك فائز وخاسر وعلى سبيل الذكر وليس الحصر البرتغالى كرستيانو رونالدو نجم مانشستر يونايتد خرج هذا الموسم بدون أى لقب وهو حدث بالنسبة له لم يحدث من 16 عامًا وهو يعتبر واحدًا من أساطير اللعبة ويكفى أنه ينفرد بأهدافه وتخطى الرقم القياسى للتهديف بشكل عام فى كرة القدم.

إقرأ أيضاً | فيفا ينشر تقريرا مطولا عن مواجهة محمد صلاح وساديو ماني بتصفيات المونديال

حذاء جديد
صلاح منتعش مع ليفربول فشارك هذا الموسم 36 مباراة وسجل 28 هدفًا و10 أسيست وهداف البريميرليج حتى الآن بـ20 هدفًا وشارك فى 80 مباراة مع منتخبنا وسجل 45 هدفًا و25 أسيست، ومن ألقابه الدورى الإنجليزى مع «ليفربول» ودورى أبطال أوروبا ومرة لكل من كأس العالم للأندية وكأس الرابطة الإنجليزية وكأس السوبر الأوروبى بخلاف جوائزه الفردية على مدار السنوات الماضية منذ أن انضم لقلعة الريدز فى صيف 2017، أما عن مانى فشارك فى 36 مباراة أيضًا لكنه سجل 14 هدفًا وصنع هدفين، وبشكل عام مع السنغال لعب 86 مباراة سجل 28 هدفًا و20 أسيست، وحصل على مونديال الأندية ودورى الأبطال والبريميرليج وكأس الرابطة الإنجليزية والسوبر الأوروبى بخلاف ألقابه الفردية أبرزها أفضل لاعب فى أفريقيا الموسم الماضى.

ومن المنتظر أن يلعب مانى فى هذه المباراة بحذاء جديد انتشرت صوره على السوشيال ميديا الساعات الماضية أصفر اللون وبه أيقونة شعار أسد منتخب السنغال ومن الأسفل أحد احتفالات اللاعب مع منتخب بلاده، وهو نفس الحال الذى حدث مع صلاح فى كأس الأمم عندما لعب بحذاء مخصص له فى البطولة.. فهل يظهر به مرة أخرى أما سيرتدى حذاء آخر؟

كسر العقدة
الثأر بينهما واضح، وبخلاف تاريخ مباريات مصر والسنغال فقد لعبا ضد بعضهما 14 مباراة وفاز منتخبنا 7 مرات مقابل 4 للسنغال وتعادلا 3 مباريات، لكن يسعى صلاح ورفاقه فى تخطى عقبة المنافس، خاصة أنهما مواجهتان حاسمتان نحو حلم المونديال، بالإضافة إلى كسر عقدة آخر 3 مواجهات بينهما، حيث كان آخر فوز لمصر على منافسه بكأس الأمم 2006 بينما فاز السنغال 2014 على مصر 2/صفر ذهابًا وبهدف إيابًا وفى المواجهة الأخيرة خسر منتخبنا لقب كأس الأمم الأفريقية أمام السنغال بركلات الجزاء.

وبالعودة إلى مباراة النهائى التى لم يمر عليها وقت طويل فنتذكر أن صلاح لم يحالفه الحظ فى الحصول على فرصة للتسديد بركلات الجزاء وأنهى مانى الحلم الأفريقى بأقدامه فى الركلة الخامسة وكان الدور على صلاح فى التسديد حال ضياع ركلة مانى أو التصدى لها من قبل محمد أبوجبل حارس منتخبنا آنذاك الذى تألق فى هذه البطولة بعد أن أصيب محمد الشناوى حارس المنتخب والنادى الأهلى، وظهر الحزن على صلاح بضياع اللقب خاصة أن طريق مباريات مصر لم يكن سهلا فى البطولة، فبعد التأهل من المجموعات اصطدم صلاح والمنتخب بالكوت ديفوار قاهر العرب وفزنا بركلات الترجيح، ثم تخطى المغرب فى 120 دقيقة، يليهما الإطاحة بالكاميرون أصحاب الأرض بركلات الترجيح، وأخيرًا مواجهة السنغال فى مباراة وصلت لركلات الترجيح، ولعب منتخبنا منذ دور الـ16 حتى وصوله للنهائى 90 دقيقة زائدة اى مباراة كاملة فوق المعدل الأساسى بوقت قصير وراحة قليلة بين كل مباراة والثانية.. ويأمل صلاح فى الوصول لكأس العالم مع مصر وتقديم كل ما لديه بقميص بلاده وتعويض مونديال روسيا ٢٠١٨.
الإنسان المخادع!

مانى رغم إنسانيته لكنه خدع زميله «مو» وأبو جبل فى مباراة النهائى عندما حصل على ركلة جزاء فى المباراة وقبل التسديد لها كان يتحدث صلاح مع الحارس وذهب لهما مانى وقال لأبوجبل على مكان التصويب وعندما سدد لعبها فى مكان آخر عكس ما قال عليه لكن الحارس لم يسمع له وتمكن من اصطياد الكرة وأثبت انه تحرك مع الكرة وليس الكلام.

وبرغم أيضًا تتويج مانى بكأس الأمم الأفريقية إلا أنه لم يحتفل مع ناديه باللقب عقب عودته على عكس ما حدث مع رفاقه مع أنديتهم وقيل فى التقارير الأوروبية حينها إن هذا طلب مانى من ليفربول بقيادة الألمانى يورجن كلوب المدير الفنى للريدز وهذا رفقًا بمشاعر الحزن التى سيطرت على صلاح عقب العودة وظهرت فى الصور بالتدريبات والمباريات حتى أن استفاق وعاد سريعًا.. وهناك من قال إن هذا الطلب لم يحدث من مانى وأن هناك أسبابا أخرى ولكن هذا لا يشغلنا ولا يثير فتنة بين الثنائى على المستوى الشخصى أو حتى جماهيريًا فهولاء لا يستطيعون تكذيب ما قاله مانى فى كأس الأمم «من الصعب الاحتفال باللقب أمام اقرب الأصدقاء» وبالفعل اكتفى السنغالى حينها بالاحتفال وهو «حق مشروع» مع المنتخب فور عودته لبلاده فى حدث تاريخى لهما كأول لقب من أفريقيا تاريخيًا.. صلاح ومانى مهما كانت النتيجة فهى كرة قدم.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة