إنتصار دردير
إنتصار دردير


الاحتفاء بـ«خيري بشارة»

إنتصار دردير

الجمعة، 25 مارس 2022 - 06:16 م

أن تشاهد أفلام المخرج الكبير خيرى بشارة شىء، وأن تلتقيه فى جلسة محبة شىء آخر، وقد جاء حواره بمهرجان الإسماعيلية ليعكس كثيراً من ملامح شخصيته التى تميزها روح الدعابة والسخرية، مثلما يعكس بساطته وتواضعه الجم، وترفقه بالأجيال الشابة والتى أكدتها مواقفه قبل كلامه» «أنا ضد الآراء القاسية فى الحكم على أعمال الآخرين، ولا أحب أن أسمع اسمى يتردد كثيراً،  فهذا مقتل لأى فنان، أنا مثل أى إنسان عادي، مثل الزبال والبواب كلنا سواسية»، وبينما طالبه سينمائيون كبار بالعودة إلى منهجه الواقعى الذى بدأه فى فيلم «الطوق والاسورة»  قال المخرج الكبير أنه هجرالواقعية حينما قال له أحد المتفرجين إنه أصيب بذبحة بعدما شاهد فيلمه «يوم مر ..يوم حلو»، وفيلم «أحلام هند وكاميليا» لمحمد خان، وأنه رأى أن يقدم أفلاما تسعد الناس، مؤكدا أن علينا أن نكون متسقين مع ذواتنا، وأن للواقعية مخرجين شباب يقدمونها ويحصدون جوائز أهم مما حصلنا عليه.

يحب خيرى التمثيل، وحين يتحدث عن أدواره كممثل يدهشك برأيه: ليس لى ذاكرة الممثلين ولا أجيد حفظ المشاهد الطويلة، وكثيراً ما أوقعنى ذلك فى مواقف محرجة.  

اختار بشارة أن يكتب بنفسه كتاب «السينما والواقع» ولأول وهلة تمنيت لو كان كتبه الآخرون عنه، وحينما قرأته أدركت أنه لايمكن أن يكتبه سواه ، فهو يحمل روح بشارة ورؤيته لتلك المرحلة وظروف الأفلام وميزانيتها وآراء النقاد فيها، والتى كشفت عن إختيارات واعية لمخرج ظل مهموماً بالوطن، ففى فيلمه «صائد الدبابات» يبدو مفتوناً ببطولة صاحب السيرة الرقيب أول محمد عبد العاطى أحد أبطال حرب أكتوبر 1973 الذى لقب بصائد الدبابات، وفى «طبيب فى الأرياف» يصحبنا فى رحلة لإحدى القرى مع بطله الطبيب الشاب الذى يؤمن برسالته الإنسانية رغم ضعف الإمكانات، وفى فيلم «النورس» يدهشنا بحكايات البسطاء المفعمة بروح الإنسانية.

لقد جاء احتفاء مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة فى دورته الـ23 بالمخرج الكبير خيرى بشارة بأفضل ما يكون لمخرج أثرى السينما المصرية بأعمال مهمة سواء عبر أفلامه الوثائقية الأولي، أو الروائية الطويلة كأحد مخرجى الواقعية الجديدة، وحتى أحدث أفلامه «يوم الحداد الوطنى فى المكسيك»، يظل بشارة يعمل بروح شاب على مشارف الـ75 .

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة