داليا جمال
داليا جمال


أما قبل

نتسول.. آه.. نشتغل..لأ !

داليا جمال

الجمعة، 25 مارس 2022 - 07:32 م

خلال الشهر الماضى كنت شاهدة عيان على مواقف عابرة لكنها استوقفتنى كثيرا.. فقررت أن أراقب الأحوال وأوزن الأفعال.
صديقة عزيزة لجأت إلى تطلب أن ارشح لها بواباً للعمل فى فيلتها بمنطقة راقية جدا، شريطة أن تصاحبه زوجته لمساعدتها فى تنظيف المنزل، مقابل راتب للإثنين يفوق راتب ٣ من خريجى الجامعات! قمت بالاتصال بمن اعرفهم ممن يعملون فى هذه المهنة لعل منهم من يرغب فى تحسين أوضاع أسرته بهذا الراتب الكبير ويقيم وأسرته فى غرفة مستقلة بمرافقها، إلا أن الثلاثة قد فاجأونى بالاعتذار لارتباط اولادهم بمدارس فى مناطق أخرى .. وقام كل منهم بترشيح أخوه وزوجته، أو اخته وزوجها للعمل نظراً لظروفهم الصعبة، وحاجتهم الشديدة للمال.  وانتظرت الرد لشهر كامل ....ولم يذهب احد !

يومين ..وشكت إلى أستاذة جامعية عجزها عن إيجاد جليسة لوالدتها المسنة من الصباح وحتى الثامنة مساء براتب يماثل ٣ أضعاف راتب صحفى فى مقتبل العمر !! وأيضا قمت باتصالات ومحاولات للبحث وأنا كلى يقين بأن هذه فرصة ذهبية، لأى شابة أو سيدة تبحث عن عمل محترم، خاصة أنها لا تشترط خبرة أو درجة علمية أو مهارات خاصة !! وكانت المفاجأة أننى سمعت كماً رهيباً من الحجج الغريبة والمبررات الواهية للتهرب من الشغل! والمطالبة بأرقام خيالية لم أتوقعها من سيدات كن فى أمس الحاجة لعشرة جنيهات  !!.

تيقنت أن هناك أصنافا من البشر قد أستمرأت التسول، ترفض فرصة عمل، لكنها لن تتورع عن ذرف أنهار من الدموع لإقناعك بظروفها الصعبة وأحوالها البائسة، واتبرع ولو بجنيه!

فياريت قبل شهر رمضان الكريم .. كل واحد مننا يختار أسرا متعففة لمساعدتها، أو طفلا يتيما فى رعاية أمه ليكفله ماديا، وكفانا من دموع المتسولين الكاذبة، ومن جهات التسول الوهمية على الفضائيات، وكفانا دفع اموال لسيدات اخترن السجن مقابل تجهيز البنات بفشخرة كذابة، لأن كل واحدة فيهن كانت تشترى جهازا فاخرا تعلم مقدما انها لن تدفع قيمته، وأنها هتتحبس شهر ولا اتنين وفاعل خير يدفع ويطلعها..وحبس يفوت ولا حد يموت...ونتسول آه..لكن نشتغل ..لأ.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة