محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

شهر من الحرب

محمد بركات

السبت، 26 مارس 2022 - 08:07 م

 

فى بداية الشهر الحالى وفى اليوم الأول منه، الذى وافق الثلاثاء «واحد مارس»، لم يكن قد مضى على اقتحام القوات الروسية للأراضى الأوكرانية، إيذاناً باندلاع المعارك واشتعال الحرب سوى أربعة أيام فقط.


فى هذا اليوم ورغم الضبابية وعدم وضوح الرؤية، فى ظل الغموض المسيطر على المواقف، والأخبار المتضاربة الصادرة عن الجانبين الروسى والأوكراني، ذكرنا فى هذه الزاوية «بدون تردد»، أن الحقيقة الوحيدة المؤكدة على أرض الواقع، تقول بأن أحدًا لا يستطيع التنبؤ بموعد لانتهاء المعارك وتوقف الحرب.


واليوم وبعد مرور شهر كامل على اشتعال المعارك فى فجر الخامس والعشرين من فبراير الماضى، نستطيع القول أيضا بأن كل الدلائل مازالت تؤكد صعوبة التكهن أو التنبؤ بموعد لوقف القتال وانتهاء الحرب.


ليس هذا فقط، بل لعلى لا أبالغ إذا ما قلت، إن هناك من الشواهد ما يشير بوضوح إلى وجود أطراف دولية ذات تأثير تعمل بإصرار على إطالة أمد الحرب واستمرار التورط الروسى فى أوكرانيا.
ومن الواضح أن الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية تعمل بكل الطرق لوضع العراقيل أمام أى فرصة متاحة لإنهاء الحرب وانها تسعى بقوة  للحيلولة دون تمكين الجانب الروسى من تحقيق أهدافه والخروج الآمن من أوكرانيا، دون أن يصاب بأضرار جسيمة على المستويين المادى والمعنوي.
وفى اعتقادى أن هذه المحاولات وتلك المساعى قد بدأ تطبيقها مع الساعات الأولى للغزو، وفقا لخطة معدة سلفا من الجانب الغربى وقبل الغزو الروسي، وتم تنفيذها فور توغل القوات الروسية فى أوكرانيا.
وفى تقديرى أن ما جرى بالفعل من جانب الولايات المتحدة ومجموعة الدول الغربية، هو تهيئة الظروف التى تدفع روسيا للغزو، ثم مفاجأتهم بالمقاومة وحجم القتال الذى سيواجهونه على الأرض الأوكرانية، نتيجة ما تم من دعم عسكرى مسبق ومستمر من الجانب الأمريكى والأوروبى.


ومن الواضح أن الهدف الغربى هو إعاقة القوات الروسية ومنعها من تحقيق أهدافها بالسرعة التى كانت تريدها وتكبيدها أكبر قدر من الخسائر، فإذا ما أضفنا إلى ذلك.. الكم والحجم الكبير من العقوبات الاقتصادية، التى قررتها أمريكا وأوروبا على روسيا والآثار الخانقة لها، نجد أننا بالفعل أمام مخطط متكامل لجر روسيا إلى فخ اعد سلفا للإيقاع بها، فى إطار الصراع بين الديناصورات والقوى العالمية حاليا، للسيطرة على مقعد القيادة للنظام الدولي، وتحديد ما إذا كانت هذه السيطرة لقطب واحد كما تريد أمريكا.. أم لأقطاب متعددة كما تريد روسيا.
«وللحديث بقية»

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة