صلاح سعد
صلاح سعد


بقلم مصرى

أنياب الفن

الأخبار

السبت، 26 مارس 2022 - 08:52 م

صلاح سعد

ليس كل ما يبرق ذهبا وأيضا ليس كل الدراما التى تعرض فنا.. فمن الأبجديات المتعارف عليها أن الفن الجيد هو أطول عمرا مما عداه من اعمال أخرى تكتفى بمشاهدتها مرة واحدة وكفى ولا تفكر فيها ابدا بعد ذلك وتصبح نسيا منسيا!! فكل اشكال الفن التى انفردت بالتميز كان يحكمها ضوابط نابعة من داخل اصحابها دون حاجة الى فرض قرارات او وصاية من أحد.. وكمثال على ذلك عندما قدم الشاعر مأمون الشناوى اغنيته «آدى الربيع» لكوكب الشرق أم كلثوم فقد استحسنت كلماتها ولكنها طلبت إجراء بعض التعديلات ولكنه اعترض على ذلك بشدة لإيمانه بأنه لو أجرى تغييرا فكأنه يفرق بين أبنائه فى المعاملة.. ودفعه اعتزازه بفنه الى تقديم الأغنية إلى فريد الأطرش وكانت أحلى ما غنى..

حدث رغم ان مأمون كان يتمنى ان تغنى ام كلثوم احدى اغنياته!! وكثيرا ما شهدت الكواليس صداما بين الرقابة على المصنفات الفنية ومؤلفى الدراما ولكنه كان يحسم فى النهاية لصالح الأعمال التى تحوى قيمة وفكرا ولا تتعارض مع القيم والاخلاقيات العامة ولذلك فإن هذه الأعمال عاشت وظلت فى الذاكرة دون ان يطمسها الزمن كغيرها من الاعمال التى يمكن ان نطلق عليها منزوعة الدسم والقيمة الفنية أيضا التى تسعى من أجل الربح فقط !! إن الفن هو بالفعل القوة الناعمة التى تعلو بالقيم وتسمو بالنفس ويجب أن تكون أنيابها فى النهاية مسلطة على كل ما يتعارض مع ذلك!!

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة