وجيه عزيز
وجيه عزيز


المُطرب وجيه عزيز: أنا بغنى بشروطي لهذه الأسباب !

أخبار النجوم

الأحد، 27 مارس 2022 - 02:16 م

عمر السيد

مع اختفاء الموسيقى المستقبلة بشكل شبه كامل عن الساحة الفنية المصرية والعربية أيضا، أصبح صمود بعض الفنانين المستقلين في وجه الأعمال التجارية أمر في غاية الصعوبة، لكن هناك بعض المقاومين، وعلى رأسهم المطرب والملحن وجيه عزيز، الذي يرفض بشكل قاطع الرضوخ لشروط شركات الإنتاج الغنائية، بل ويرفض أن يغني سوى ما يختاره ويشعر به.. في السطور التالية يتحدث وجيه عن تجربته المستقلة، وعن تجربته المميزة والمختلفة مع منير في أكثر من 12  أغنية، وأيضا عن علاقة الحب المستمرة منذ عقود مع رباعيات صلاح جاهين..   

 في البداية.. تعود للغناء بـ”نهدى شوية”، وقبلها أغنيات رباعيات صلاح جاهين.. لكنك قبل ذلك تغيبت لفترة طويلة عن الغناء.. ما السبب؟

أحب رباعيات صلاح جاهين، ولطالما كان عندي فكرة أن أغني كل رباعية بشكل منفرد، وجاءتني فكرة تجميع الرباعيات في عمل فني واحد ومتكامل، وهو ما قدمته في المسرح من قبل، لكن سبب تغيبي لفترة طويلة أنني أحب أن أقدم الأغنية دون الإهتمام بالتوقيت، ففي بعض الأوقات قد أنتج 4 أو 5 أغنيات، وأحيانا لا أقدم شيء لمدة عام أو أكثر، فأنا لا أهتم بتقديم عمل غنائي لمجرد الإستمرار والتواجد، حتى ولو لم أرضى عنه، لكن أترك الأغنية حتى تكتمل في مخيلتي، وحتى يكون هناك ضرورة أن تخرج للناس، فمن المهم أن يعرف الفنان متى يغني، ومتى يسكت.

 متى يسكت الفنان؟

الأمر أشبه بتقليب الأرض، لأن الأرض لا تطرح زرعها مباشرة، لكن هناك توقيت لرمي البذور، ثم رعايتها لفترة، قبل أن تظهر النبتة ثم الحصاد.   

 وسط تراجع إنتاجات الألبوم بشكل عام.. كان لديك إلتزام مع جمهورك بإصدار ألبوم جديد كل فترة.. لكن هذا لم يحدث.. لماذا؟

بالفعل لدي إلتزام بطرح ألبوم جديد كل فترة، بدأ هذا الإلتزام بألبوم “بليل” عام 1997، و”زعلان شوية” عام 2003، و”ناقص حتة” عام 2007، بعد هذا حدثت لدي حيرة في فترة الانتقال من الكاسيت إلى السي دي، ثم سريعا ظهرت السوشيال ميديا والمنصات الإلكترونية وأصبحت الوسيلة الأكثر إنتشارا، وأصبحت الأمور صعبة للغاية في إنتاج الألبومات، خاصة أنني طوال مسيرتي لا أعتمد على شركة إنتاج ألبوماتي، وأغلب الألبومات شاركت في إنتاجها سواء باللحن والغناء، أو قمت بإنتاجها من الألف إلى الياء، لهذا ففكرة الإستقلالية مهمة لدي، لأنني أسعى أن أقدم ما أحب، لذلك فتلك الفترة ليست مناسبة لإنتاج ألبومات جديدة، لأن الإستقلالية تحتاج لوقت حتى تتاح لها الفرصة.

 بماذا تفيد إستقلالية الفنان؟

الإستقلالية هي أن تقدم ما تقتنع به، وأن لا تفكر في حسابات المكسب والخسارة، أو التفكير بشكل تجاري، أي التفكير يكون فني بحت، وأن لا يتدخل أحد في تغيير لونك، لأن شركات الإنتاج تبحث عن الذي يريده السوق، وما يريد الناس سماعه، لذا أرى أن الإستقلالية شيء عظيم، وهي بديل جيد لفن مختلف عن المطروح تجاريا، والنموذج على ذلك تجربة “الرحبانية” مع فيروز، فهذه العائلة قدمت لون غنائي وموسيقي بما يتوافق معهم، ثم يقومون ببيعه لشركات الإنتاج بشروطهم وليس بشروط الشركات، وأنا شخصيا تلقيت عروض من شركات إنتاج عدة، لكن أكتشفت أنني لن أستطيع العمل معهم ووفق شروطهم، وهناك فرق بين ما يريده الناس، وإحترام من يستمع لي.

 لماذا لم يستطع العديد من الفنانين المستقلين الصمود في وجه شركات الإنتاج وفي النهاية قبلوا بشروط تلك الشركات؟ 

بالفعل، هناك من لا يستطيع أن يستمر مستقلاً لأنه وجد نفسه في مكان أقل مما توقعه لنفسه، وأضطر للتعاقد مع شركة، لكن هذا ما حاولت الإبتعاد عنه، حتى أنه كانت هناك شركات حاولت التعاقد معي على الغناء على أن يختاروا لي الكلمات، لكني رفضت لأني أغني الكلمات التي أحبها فقط، ولن أستطيع تقديم شيء لا أشعر به، لكني لا ألوم هؤلاء، كما أنني لا أستطيع أن أقيم ظروف الآخرين.

 ما تفاصيل فيلم “كرباج سعادة”؟

بسبب حبي للراحل صلاح جاهين، قمت بجمع الرباعيات في سيناريو أسمه “كرباج سعادة”، وفيه 40 رباعية من أشعاره، وعرضت هذا السيناريو على أبنه الشاعر بهاء جاهين، والمخرج عادل أديب، لكننا وجدنا أنه سيحتاج إنتاج كبير، لذلك المشروع متوقف منذ 10 سنوات،  والرباعيات الأخيرة التي قدمتها هي جزء من المشروع.

 لحنت أغنيات كثيرة لمحمد منير.. هل هناك تعاون قريب بينكما؟ 

آخر أعمالي مع منير كانت أغنية “ذوق” ضمن ألبوم “باب الجمال” منذ عام، وهي كلمات مجدي نجيب، وتعد الأغنية هي الـ12 مع منير، حيث قدمنا سويا من قبل أغنيات “هاي، عصفور، صغير السن، من أول لمسة، حاضر، ولو كان لزاماً، إيديا في جيوبي”، وغيرها، لكن ليس هناك مشروع مشترك في الفترة المقبلة.

 ما الذي يميز تجربتك مع محمد منير؟

منير جريء في اختيار موضوعاته، ومتنوع، وليس من النوع الذي يحب الكلمات “المتذوقة”، فمثلا أغنية “قلب الشاطر” كلماتها صعبة على أي مطرب، وأنا سعيد بتجربته التي تنوعت بين الأغنية الخفيفة والعميقة والشعبية.

 في الفترة الأخيرة ظهرت أنواع جديدة من الموسيقى مثل المهرجانات والراب المصري.. ما تقييمك لها؟

لدي تحفظ على “المهرجانات”،لأن بها مشكلة خطيرة، وهي سرقة الألحان، حتى أن أغنية “ممكن” و”مش نظرة وابتسامة” تحولا  لمهرجانات، وهو أمر لا تستطيع أن تحترمه، لذلك فهي أشبه بـ”صناعة تحت السلم”، ولا يمكن أن تطلق عليه لفظ “فن”.. أما الراب فهو لون موجود منذ مدة طويلة في الخارج، وهنا نطرح سؤالاً عن سبب اتجاه الشباب لهذا النوع من الموسيقى الآن، وأحمل المسئولية لنجوم الغناء في مصر لأنهم يقدمون نفس المنتج منذ سنوات، ويغنون نفس الموضوعات، والتغيير الوحيد يكون في تقديم الأغنية الوطنية أو الدينية، حتى الألحان أصبحت نمطية، لهذا الشباب يهرب سريعا إلى أي لون موسيقي جديد، فالأمر أشبه بإعتراض وتمرد على نمط الوتيرة الواحدة التي لا زال يقدمها نجوم الغناء، ولا ألوم الشباب على هذا لأنه مل ولا يجد من يتحدث لغته.

 هل هذه الأنواع من الموسيقى هي المشروع الجديد لهذا الجيل؟

ما يحدث الآن هو الخط الفاصل لبداية الموسيقى الجديدة التي ستظهر في مصر، لكنه ليس المشروع الذي ننتظره، فالنوع الحالي من الموسيقى جرس إنذار ومرحلة انتقالية لموسيقى أخرى نستطيع أن نطلق عليها المشروع الجديد، لأن من يغني ليس مطرب بالمعنى المتعارف عليه، فمن غير المقبول أن أحضر حفل لشخص يغني “بلاي باك”، وأعتقد أن الجمهور سيتقبل هذا الأمر لفترة، لكنه لن يستمر. 

هل ذوق الجمهور تغير؟

أنا أثق في ذوق الجمهور المصري، لأنه ذكي أيا كان مستواه الإجتماعي، خاصة في سماعه للأغنيات والموسيقى، لأن الأغنية والموسيقى هي الشيء الوحيد المتاح أن يسمعه الجمهور بكامل إرادته وحريته، وأن يقول رأيه فيها بصراحة مطلقة، وعندما يجد الجمهور فن حقيقي يخرج من القلب سيتجه إليه فورا، وهو ما حدث مع حفل “موكب المومياوات”، بموسيقاه وإستعراضاته، فرغم أن الأغنيات كانت باللغة المصرية القديم، لكنه وصل حتى للطبقات الفقيرة، لأن القائمين عليه قدموا فن صادق.. لذلك أقول أنه لن يستطيع أحد أن يضحك على الناس، لأن الجمهور يفهم جيداً ويريد أن يصدق الفنان.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة