القرية التى وقعت فيها الجريمة
القرية التى وقعت فيها الجريمة


هربًا من سداد الديون.. خنق شقيقة زوجته ووضع الجثة في الثلاجة 4 أيام

أخبار الحوادث

الأحد، 27 مارس 2022 - 02:54 م

إسلام عبدالخالق

لم تدرِ شيماء، 26 سنة، أن نهايتها ستكون مأساوية وأن جثمانها سيعرف الاحتجاز مرتين قبل أن توضع في قبرها وهي قتيلة، ذنبها الأكبر أنها أرادت يومًا فك كرب زوج شقيقتها فأقرضته من المال كل ما تملك، لا لشيء إلا لأجل المساهمة في دفع عجلة الحياة في منزل شقيقتها والمساهمة في رأب الصدع الذي يتسع يومًا بعد الآخر بفعل امتناع العمل عن الزوج لأسبابٍ عدة.

 

داخل إحدى البنايات في المجاورة السادسة والأربعين بمدينة العاشر من رمضان، كانت «شيماء» في منزل شقيقتها «فاطمة» تعيش هناك منذ فترة رفقتهم، راحت تسأل زوج شقيقتها وتُطالبه برد النقود التي اقترضها منها وانقضت فترة سدادها، لكن الزوج علا صوته حد التعنيف، وزاد الطين بلة بأن عرف رد فعله الخطأ في شقيقة زوجته لتتحول دفة المطالبة من مشادة إلى مشاجرة أطبق خلالها الزوج بكلتا يديه على عُنق شقيقة زوجته، وهوى بها وهو يخنقها أرضًا ليرطم وجهها ببلاط المنزل، وما هي إلا لحظات حتى عم الصمت المكان بعدما صعدت روحها إلى بارئها، فيما كانت شقيقتها «فاطمة» تقف منزوية وقد تكوم جسدها ويدها تلطم وجهها تندب قلة حيلتها في إنقاذ حياة شقيقتها من براثن الزوج الغدار، العاطل.

 

حذر الزوج زوجته، بألا تستغيث بأحد حتى لا يقتلها كما قتل شقيقتها، قبل أن يتجه إلى ثلاجة المنزل وينزع منها الأرفف، في حركات متسارعة وغريبة تبعها بأن حمل جثة شقيقة زوجته ووضعها في الثلاجة وربطها، وعاد إلى زوجته وربطها هي الأخرى في أحد المقاعد ليمنعها من الحركة، وأعاد عباراته التحذيرية على مسامعها.


 بدموعٍ وصمت، سعت «فاطمة» لاحتضان طفليها وهي تهمس بحركاتها لهم ألا يتحدثا، وتكوم الثلاثة في أحضان بعضهم البعض على بعد خطوات من الزوج القاتل وضحيته التي تقبع جثتها في ثلاجة المنزل، أربعة أيامٍ بلياليها كانت المُحصلة لفترة الاحتجاز حتى رأى القاتل أخيرًا أنه لا سبيل للاستمرار في ذاك الحصار وأن رائحة الجثة بدأت تفوح من الثلاجة، ليُقدم أخيرًا على فك وثاق زوجته ويترجل معها رفقة طفليهما إلى منزل والدها في مركز مشتول السوق،.

روت «فاطمة» لوالدها ما حدث، ليجذب الأب يدها ويهرولان إلى قسم ثان شرطة العاشر من رمضان، يُبلغان في محضر رسمي حملَّ رقم 30748 إداري ثانٍ العاشر من رمضان، وفور ذلك انتقل فريق من رجال المباحث الجنائية إلى موقع ومكان حدوث الواقعة، بمعرفة الرائد كريم العمري، معاون مباحث القسم، ورئاسة الرائد دكتور محمد عبدالغفار، رئيس مباحث قسم ثانٍ العاشر من رمضان، بإشراف العقيد مصطفى عرفة، رئيس فرع البحث الجنائي بقطاع العاشر من رمضان، وفي مسرح الجريمة كانت التفاصيل كما روتها فاطمة ووالدها، وجثة المجني عليها كانت في ثلاجة المنزل تفوح رائحتها لتزكم أنوف الجميع.

توصلت جهود فريق البحث الجنائي إلى صحة الواقعة وصدق الاتهام، إذ تبين العثور على جثة المجني عليها « شيماء م س»، ربة منزل في العشرينيات من عمرها، عُثر عليها داخل ثلاجة منزل شقيقتها فيما توصلت تحريات رجال المباحث الجنائية إلى أن وراء ارتكاب الواقعة زوج شقيقة المجني عليها المدعو «شادي.م ط» 36 سنة، عاطل، مُقيم بدائرة قسم شرطة ثانٍ العاشر من رمضان، والذي تبين هروبه فور ارتكاب الواقعة.

تتبع رجال المباحث الجنائية مكان اختباء المتهم، وبالتنسيق مع قطاع الأمن العام تبين أن المتهم قد لاذ بالفرار والهرب ليستأجر مسكنًا في مدينة دمياط الجديدة، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية في مديرية أمن دمياط، وعقب تقنين الإجراءات، تمكنت مأمورية أمنية من استهداف المتهم وضبطه، وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة على النحو المبين في التحقيقات وما أفادت به تحريات رجال المباحث الجنائية، وأنه قد أقدم على جريمته إثر مشادة بينه وبين المجني عليها لوجود خلافات مالية بينهما، فيما جرى اقتياد المجني عليه إلى الحجز، وبالتزامن مع إلقاء القبض عليه احيل لمحكمة جنايات الزقازيق.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة