فى أحد لجان تقديم اوراق الترشيح للانتخابات اللبنانية
فى أحد لجان تقديم اوراق الترشيح للانتخابات اللبنانية


لبنان.. الإنتخابات بين «سيطرة شيعية» و«تشرذم مسيحى» و«غياب سنى»

أسماء حجاج

الأحد، 27 مارس 2022 - 05:06 م

أغلق باب الترشح للإنتخابات النيابية فى لبنان منذ أيام، لتبدأ بذلك مرحلة جديدة هى التحالفات بين المرشحين وتشكيل القوائم التى تخوض الإنتخابات لتسجيلها فى مهلة زمنية أقصاها 5 أبريل القادم، و ذلك بعد فشل محاولات التأجيل التى دعا إليها البعض منهم جبران باسيل رئيس «التيار الوطنى الحر».

البعض يرى أن الخطوة هى مجرد إجراء إدارى روتينى لا يثبت جدية إجراء العملية الانتخابية و البعض الآخر يرى أن الدولة جادة فى ذلك لإحداث تغيير و إصلاح، ولكن يبقى السؤال ما مدى استعداد مرشحى الطوائف المختلفة و ما موقف السنة بعد انسحاب القيادى الأبرز سعد الحريرى؟.


وأعلن بسام مولوى وزير الداخلية أن 1043 مواطنا تقدموا بأوراق ترشحهم للانتخابات النيابية المرتقبة فى مايو المقبل بينهم 155 سيدة و ذلك بزيادة قدرها 67 مرشحا عن العدد المتقدم فى الانتخابات الأخيرة التى أجريت فى عام 2018، و التى تقدم لها 976 مرشحاً.


وتعد مرحلة التحالفات وتشكيل القوائم هى الأصعب فى العملية الإنتخابية إذ يشترط على كل قائمة أن تستوفى عددا معينا من طوائف المسلمين و المسيحيين وفقا للدائرة الانتخابية ولا تقبل القائمة ما لم تستوف العدد المطلوب وفق التوزيعة المعتمدة فى قانون الإنتخابات.


ما يزيد صعوبة تشكيل التحالفات فى الانتخابات هذه المرة هوغياب القيادات السنية المؤثرة و أبرزهم النائب سعد الحريرى رئيس الحكومة الأسبق، و نجيب ميقاتى رئيس الحكومة الحالى والنائب تمام سلام رئيس الحكومة الأسبق و لحق بهم فؤاد السنيورة رئيس الحكومة الأسبق التى تعلقت عليه الآمال فى تشكيل قائمة يقود بها الطائفة السنية.


و يرى مراقبون أن غياب الحريرى وتيار المستقبل فى بلد يقوم نظامه السياسى على المحاصصة الطائفية قد يفيد خصومه لاسيما حزب الله الذى سيدعم مرشحين سنة مقربين منه ويحصد جزءا من المقاعد النيابية وتسهل عليه الأغلبية التى يسعى إليها فى البرلمان خاصة أن حزب الله هو المسيطر على الأرض.

وقد بدأ حزب الله حملته الانتخابية عبر تخوين المعارضين واستعمال لغة التهديد وهدر الدم، و يستخدم خطابا شعبيا يتبرأ فيه من الفساد والأزمة المالية التى تعصف بلبنان، كما يسعى للتحالف مع «حركة أمل» بقيادة نبيه برى و «التيار الوطنى الحر»  بقيادة جبران باسيل صهر الرئيس ميشال عون.


و فى المقابل هناك تأثير واضح لخطاب القوى السياسة المقاومة لتوغل حزب الله، وخصومه السياسيين مثل حزبى «القوات اللبنانية» و»الكتائب» والزعيم الدرزى وليد جنبلاط، ووسعت تلك القوى تحالفاتها لتشمل المجتمع المدني والأحزاب الجديدة التى انبثقت عن التحركات الشعبية فى 17 أكتوبر 2019 وبدأت تطرح برامجها السياسية المطالبة بحصر السلاح بالقوى الشرعية اللبنانية.


وعن الطائفة المسيحية، تشهد الدوائر المسيحية معركة شرسة واتهامات متبادلة بين القيادات الأبرز و هى محاولة من كل طرف لجمع أصوات على حساب الآخر، فجبران باسيل رئيس «التيار الوطنى الحر» يحاول الدفاع عن ضعف موقفه وعن تحالفه مع «حزب الله» أمام جمهوره الذى فقد كثيرا منه بقوله إنه «الوحيد الذى مد لنا يده للتحالف».

و برر وجوده على قائمة واحدة مع «حركة أمل» بقيادة برى الذى يتهمه بالفساد وعرقلة القوانين الإصلاحية و قال «نتحالف انتخابيا و نبقى أحرارا سياسيا»، و من جانبه هاجم سمير جعجع رئيس حزب «القوات اللبنانية» «التيار الحر»  بقوله إن هناك من دعوا إلى الإصلاح و بعد أن وصلوا للحكم (يقصد الرئيس ميشال عون) اكتشفنا أنه كان خداعا و قال إن دعوة «التيار الحر» إلى استحداث الميغاسنتر (مراكز اقتراع فى أماكن السكن لمن لم يتمنكوا من الذهاب إلى محل قيدهم) ما هى إلا محاولة لتعطيل الانتخابات و حب فى الكراسى.


المشهد السياسى فى لبنان يتغير بين عشية وضحاها، فيمكن أن تسير فى طريقها لإتمام العملية الانتخابية فى مايو المقبل خاصة أن هناك ضغطا دوليا فى هذا الاتجاه و قد أصدر مجلس الأمن الدولى بيانا شدد فيه على «أهمية إجراء انتخابات حرة و نزيهة و شفافة و شاملة فى الموعد المحدد لها».

و يمكن أن يتم التأجيل تحت أى حجة و هو ما اعتادت الطبقة السياسية فعله فى السنوات الماضية، و على الأرجح التأجيل هو الخيار الأقرب و هو ما قد يعمل عليه حزب الله لأنه هو الخاسر.

و ذلك عندما يرى أن حليفيه الرئيسيين فى موقف ضعف بسبب تراجع شعبية «حركة أمل» و «التيار الوطنى» بعد احتجاجات أكتوبر 2019 مما يهدد بفقد الأغلبية البرلمانية التى يسعى للحصول عليها.


يذكر أن لبنان شهد فى أكتوبر 2019 انتفاضة شعبية عارمة طالبت بسقوط كل الطبقة السياسية و حمّلتها مسئولية التدهور المالى و الاقتصادى و الفساد الذى نخر فى كل مؤسسات الدولة.​​​​​

اقرأ ايضا | محلل سياسي ليبي يكشف أخر التطورات على الساحة السياسية الليبية| فيديو

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة