صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


مبتكر «إيثيريوم» يدعم جهود زامبيا للتحوّل إلى مركز تكنولوجي بأفريقيا

عواد شكشك

الأحد، 27 مارس 2022 - 08:13 م

ربما تشتهر زامبيا بتعدين النحاس أكثر من شهرتها في مجال العملات المشفرة، لكن مجموعة من روّاد الأعمال الشباب يتطلعون إلى إعادة استكشافها كمركز تكنولوجي أفريقي، وذلك بدعم من فيتاليك بوتيرين، أحد مبتكري عملة "إيثيريوم".

يجري مؤسسو الشركات الناشئة بالدولة الواقعة في جنوب إفريقيا وخارجها، محادثات مع الحكومة حول إرساء بيئة تنظيمية وتجارية من شأنها جذب المزيد من شركات التكنولوجيا ورؤوس الأموال. وتعتزم هذه المجموعة تنظيم مؤتمر في العاصمة الزامبية لوساكا خلال مايو المقبل، بهدف صياغة مقترحات لإنشاء سياسة مفصّلة، يعتقدون أنها ستحقق نجاحاً لزامبيا في الوقت الذي تتعثر مراكز التكنولوجيا الأفريقية السابقة.

قال مويا موسوكوتوان، وهو من أوائل المؤيدين للمشروع، ونجل وزير المالية الزامبي سيتومبيكي موسوكوتوان: "الأمر يعود في نهاية المطاف إلى القبول. فإذا كانت السياسة لا ترقى حقاً إلى مستوى توقعات الناس، فلن يشارك أحد.".

وأعرب "بوتيرين"، الذي ساهم في إنشاء ثاني أكبر عملة مشفرة في العالم في عام 2013، عن دعمه للمشروع خلال اجتماع افتراضي مع الرئيس الزامبي هاكيندي هيشيليما، في وقت سابق من هذا العام. وجاء ذلك بعد زيارة للبلاد في عام 2019، والتي استضافه خلالها "مويا"، الذي أراده أن يشاهد مدينة جديدة ذات وضعية قانونية خاصة خارج لوساكا، وتحظى في الوقت نفسه بمكانة تمكّنها من استقطاب الشركات. وقال الرائد في مجال التشفير خلال مقابلة: "تأثرتُ برغبة كل من التقيتُ بهم لتحقيق أشياء كبيرة."

حملة توظيف
تمثل هذه المحادثات إشارة أخرى للدور الحديث والمزدهر لأفريقيا كمركز للشركات الناشئة، خاصة في قطاعي التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية، فالشركات التي تقدم خدمات مالية للملايين من سكان القارة الذين لا يستخدمون الخدمات المصرفية عبر الإنترنت حتى الآن تجذب اهتمام المستثمرين الأجانب، خاصة من الولايات المتحدة، حيث تمكّنت الشركات الأفريقية من تحصيل رقم قياسي يقدر بـ 5 مليارات دولار في عام 2021.

أضاف "مويا" أن الشركات مهتمة أيضاً بتوسيع حضورها في زامبيا، بما فيها شركة المدفوعات النيجيرية "فلاترويف" (.Flutterwave Inc)، التي قُدّرت قيمتها وفق أحدث جولة لجمع الأموال 250 مليون دولار، بـ 3 مليارات دولار.

يرى "هيشيليما" أن جذب شركات التكنولوجيا يمكن أن يكون وسيلة للوفاء بأحد تعهداته الانتخابية الرئيسية، وهو تعزيز التوظيف. فهناك أكثر من شخص من كل أربعة زامبيين دون سن الـ 24 عاماً ليس لديهم دخل، وفقاً لبيانات منظمة العمل الدولية، وقد ازدادت النسبة منذ عام 2013. وقد كان لالتزام الرئيس الزامبي بحل القضية دور رئيسي في فوزه بالانتخابات في أغسطس الماضي بعد خمس محاولات فاشلة سابقة.

وأنشأ منذ ذلك الحين وزارة التكنولوجيا والعلوم، في إطار حملة لدعم القطاع والمساعدة في تقليص الاعتماد على النحاس، الذي يمثل 75% من عائدات التصدير. وتحرص الحكومة على التشاور مع رواد الأعمال بشأن السياسات الجذابة لصناعة التكنولوجيا، بما في ذلك تقديم حوافز ضريبية، وفقاً لما قاله جيتو كايومبا، المساعد الخاص لـ "هيشيليما" للشؤون الاقتصادية والتنمية والمدير السابق في شركة "كوكولا كابيتال" ( Kukula Capital)، التي تستثمر في الشركات الزامبية الواعدة. وأضاف "كايومبا" في مقابلة من لوساكا: "نريد أن يكون لدينا نهج أكثر انفتاحاً. فلا يمكنك جني ثمار لم تنضج بعد".

محرك مبكر
كان بيرسيوس ملامبو، وهو في الأصل من زيمبابوي المجاورة، من أوائل المحركين في هذا المجال، حيث بدأ منصة المدفوعات " زازو أفريكا" (.Zazu Africa Ltd) في زامبيا قبل خمس سنوات، وهي شركة تمثل الآن نصف معاملات "ماستر كارد" (.Mastercard Inc) في البلاد.

وواصل جمع ثلاثة ملايين دولار العام الماضي من مستثمرين بقيادة الصندوق الأمريكي "تايغر غوبال" ( Tiger Global LP) لمشروع جديد يسمى "يونيون 54" (Union54)، والذي يتيح للشركات إصدار بطاقات الخصم الخاصة بها دون الحاجة للبنك. كما قدمت "تايغر"، وهي شركة استثمار تابعة للملياردير تشيس كولمان، الدعم لـ "فلاترويف" وشاركت في محادثات بشأن مركز زامبيا.

قال "ملامبو" في مقابلة من بيلونو، شمال البندقية بإيطاليا: "النحاس عتيق وممل. وتغامر الحكومات "بعدم استغلال الفرصة الثمينة من خلال الإفراط في الاستثمار بالصناعات الاستخراجية وضعف الاستثمار في البرمجيات. وتعمل التكنولوجيا على رفع مستوى أعداد كبيرة من الأشخاص، كما أن العوائق التي تحول دون تبنيها منخفضة للغاية".

ولكن نجاح المشروع في نهاية المطاف مرهون بالتشريعات. ويتعين على زامبيا تحسين سهولة وتكلفة الحصول على تصاريح العمل، وذلك وفقاً لما قاله ويزا جالاكاسي، وهو من مالاوي، ويشغل نائب رئيس علاقات المطورين العالميين في "شيبر كاش" (Chipper Cash)، وهي شركة ناشئة أخرى في مجال التكنولوجيا المالية تركز على إفريقيا. وقال ملامبو إنه ينتظر الموافقة على تصريح إقامة منذ سبتمبر الماضي.

ومع ذلك، فإن الدولة التي غيّرت الحزب الحاكم ثلاث مرات خلال ثلاثين عاماً لديها بالفعل تشريعات تقدمية داعمة للخدمات المالية، مما يجعلها جذابة، على حد قول جالاكاسي.

وأضاف: "هي ليست أكبر سوق في المنطقة، ولكن يمكنك اختبار الأشياء بسهولة بالغة. سيتحسن ذلك بمرور الوقت مع تنفيذ هذه السياسات."

 

إقرأ أيضاً|«العملات المشفرة» ملاذ الروس للالتفاف حول العقوبات الروسية


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة