إبراهيم ربيع
إبراهيم ربيع


( خربشة )

«ثلاثاء» تقشعر فيه الأبدان

إبراهيم ربيع

الأحد، 27 مارس 2022 - 08:18 م

لم أشهد حجم هذا الشغف الشعبى بمباراتى المنتخب والسنغال إلا فى الأحداث المحورية فى تاريخ مصر.. رأيت حزب الكنبة العملاق متمترسا أمام شاشات التليفزيون كما كان يفعل فى ثورتى يناير ويونيو.. الشباب ذهب إلى الاستاد أو إلى أماكن يسهل فيها التجمع والتعبير الجماعى عن المشاعر.. وبقى الملايين من الرجال والنساء والأطفال داخل مقرات حزب الكنبة تخرج صيحاتهم وانفعالاتهم من نوافذ المنازل وكأنها تهتف إرحل يامانى ياسنغالى.. الأطفال يصرخون والرجال ينتقدون وينفعلون وكبار السن يتمتمون بالدعاء والآيات القرآنية ويستعيذون بالله من شر هدف سنغالى.

. معركة عاطفية وطنية خاضها الناس فى المباراة الأولى ويستعدون لخوضها فى المباراة الثانية.. هذا الشعب العظيم يتعلم ويفهم الكرة وينجذب إليها من هذه المباريات الكبيرة اللصيقة بقامة وقيمة أم الدنيا.. هذا الوصف ليس خيالا بل حقيقة وواقع يبهرك وأنت ترى سيدة لا علاقة لها بالكرة تشتم بحرقة لاعبا سنغاليا ضرب محمد عبد المنعم ولا تفهم لماذا يتجادلون فى الملعب على بطاقة حمراء.. تسأل عن هذا الحكم الذى لا يترك مهاجما مصريا متسللا اقترب من المرمى وتصرخ فيه وكأنه أمامه: ''سيبه ..سيبه هو وقفه ليه''..لا تعرف من المباراة إلا أن شبابا فى عمر أبنائها يرتدون فانلة مصر ويحاربون على الجبهة.. ثم تطلب من ابنتها الاتصال بشقيقها للاطمئنان عليه وهو الملتحم هناك فى الاستاد يدافع من الميدان عن حلم بلده..

ويأتى صوت الشقيق مبحوحا وهو يستنكر ترك الأسود خارج الغابة تندفع فى الملعب للانقضاض على حلمنا فتسأله شقيقته: ليه قراقوش (كيروش) مبيلعبش زيزو ومرشوش وهى لم تسمع عنهما إلا من تعليق مدحت شلبى ..والله هذا كان حال المصريين يوم الجمعة الماضى وحالهم الذى سيكون غدا.. ومن أجلهم نحن نخاف من ''ثلاثاء'' تقشعر فيه الأبدان.. أسترها يارب.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة