عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

فاتنات من «ورق»!

عمرو الديب

الأحد، 27 مارس 2022 - 08:20 م

مأخوذ أنا بالنصوص الحسناء شعرا ونثرا، مأسور بالكلمة الفاتنة سردا أو نظما، وأمامها أجد نفسى محلقة فى العلياء، تصعد إلى آفاق السمو الشاهق، ولهذا أقف مذهولا تجاه لآلئ المتنبى، أو ومضات البحترى، أو نغمات أبى تمام، أو تغاريد شوقى فى أفلاك الشعر الباهرة، تماما كما تذهلنى أنسجة النثر الخلابة فى مختلف ميادين تجليها سواء فى عالم الخطابة أو دنيا القص الساحر، أو أفق السرد الرائع، وتبلغ الفاتنات فى ذلك الأفق كثرة هائلة يضيق المقام -ولا شك عن الإحاطة بها- أو حصرها، ولكن هناك نصوصا سردية تلوح لى دائما فى الأفق كالنغمات الآسرة التى تتردد دوما بين جنبات النفس، وتلح على الذاكرة، ومن هذه النصوص مثلا رواية الأديب اليونانى الأشهر كازانتزاكيس «زوربا»،

ورواية صاحب «مائة عام من العزلة» للأديب الفنزويلى ذائع الصيت ماركيز «سرد وقائع موت معلن» وأحسبها ليست فقط إحدى أروع إبداعاته، بل درة فى جبين الأدب العالمى كله، وهناك أيضا «قنديل أم هاشم» يحيى حقى، و»أيام» طه حسين، و»أصداء السيرة الذاتية»، و»الحرافيش»، و»الثلاثية» لأديب مصر العالمى نجيب محفوظ، فكل هذه نصوص خلابة تأسر الوجدان، وتستطيع أن تضيف الكثير من العناوين إلى تلك النصوص الخالدة، ولا شك أن من بينها ستكون حتما رواية «مالك الحزين» للأديب الكبير الراحل إبراهيم أصلان، فهى نص مذهل نابض بالغ الحيوية، وهى من النصوص التى أذهلتنى حقا بخصوبتها وثرائها، وربما تبدو روايات وقصص أصلان ساطعة مثل روايته الأشهر، ولكن مالك الحزين تظل هى النغمة الآسرة الهائمة فى الذهن والمستقرة فى الوجدان، ولا أقول ذلك بمناسبة مرور ذكرى إبراهيم أصلان منذ أيام من دون أن يهتم الكثيرون،

أو ينتبه الضمير الأدبى المصاب دوما بفقدان الذاكرة، ولكن لأن أصلان ونصه الخلاب وسائر أعماله الرائعة مستحقون للتذكر طوال الوقت، ونصوصه المذهلة مثل «عصافير النيل» و»حجرتان وصالة» إلى جانب «مالك الحزين» التى تحولت إلى فيلم شهير بعنوان «الكيت كات» تفرض سطوتها على الوجدان، وتتأبى على النسيان، سواء فى ذكراه أو فى غيرها من الأوقات، ومن وجهة نظرى المتواضعة أن رائعته «مالك الحزين» لا تقل حضورا وتأثيرا وألقا عن بدائع «تولستوى» أو روائع «تشيخوف» أو بؤساء هيجو أو إخوة ديستوفسكي.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة