جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

الخطأ ممنوع.. و«زلات اللسان»!!

جلال عارف

الإثنين، 28 مارس 2022 - 05:54 م

«زلات لسان» الرئيس الأمريكى بايدن كثيرة فى الأغلب كانت تمر بسلام. أنصاره وخصومه فى الداخل كانوا يتوقعونها. بعض التوضيح كان يكفى الأنصار، وبعض التعليقات الساخرة من الخصوم كانت تسعدهم. ثم تقلب الصفحة!!

هذه المرة الوضع يختلف. هناك حرب تشتعل وأمريكا طرف أساسى فيها. وهناك مخاطر بأن تمتد الحرب من أوكرانيا إلى خارجها. والعالم كله يراقب ويعانى من آثار الحرب ويخشى من أى خطأ يقود إلى الأسوأ. والرئيس بايدن نفسه يدرك خطورة الموقف، ويعلم أن بعض تصريحاته ضد روسيا ورئيسها أدت إلى تصعيد الموقف والتهديد بقطع العلاقات.

كان واضحا بالفعل فى حديث بايدن الأول أمام الجنود الأمريكيين فى بولندا أن هناك خطأ غير مقصود حين خاطب بايدن جنوده على أنهم ذاهبون للقتال فى «أوكرانيا». الكل- بمن فيهم روسيا- كان يعرف التزام أمريكا بعدم المشاركة المباشرة فى الحرب الدائرة فى أوكرانيا، وبايدن نفسه يعرف أن الشعب الأمريكى يرفض الدخول فى أى حرب خارج حدوده وهو ملتزم أمامه بذلك.. ولهذا كله مر الخطأ بسلام بعد التوضيحات الرسمية المناسبة.
لكن زلة «اللسان» الثانية كانت أخطر بكثير. والحديث عن «إسقاط بوتين من السلطة» كان صادما للمسئولين الأمريكيين والحلفاء قبل أن يكون صادما لروسيا«!!» ولهذا توالت محاولات تخفيف آثاره من المسئولين الأمريكيين، وتصريحات الحلفاء الكبار «مثل الرئيس الفرنسى والمستشار الألمانى»، التى تؤكد أنهم لا يستهدفون النظام الروسى، بل يريدون إنهاء الحرب التى تكلف الجميع أثمانا باهظة.

الروس -من جانبهم - لن يتعاملوا مع الأمر على أنه مجرد «زلة لسان». ما قاله «بايدن» عن إسقاط الحكم فى روسيا يمنح الرواية الروسية لأسباب الحرب ما يؤيدها«!!».. فى تبرير غزو أوكرانيا أكدت روسيا أنها تتعرض لمؤامرة تقودها أمريكا لمحاصرتها عسكريا واقتصاديا ولمنع تقدمها كقوة كبرى.. قبل اشتعال الحرب قالت موسكو إن اجراءات المقاطعة ستفرض عليها سواء قامت الحرب أو لم تقم، لأن أمريكا تريد ذلك«!!»
وكانت أمريكا تنفى ذلك بالطبع، وتؤكد أنها لا تريد إلا السلام، وأن المقاطعة كانت وستظل وسيلة لإنهاء الحرب لا لتدمير روسيا.

«زلة لسان» بايدن الأخيرة تعطى الانطباع بأن الحرب ليست فى أوكرانيا أو عليها فقط، وإنما هي- بالنسبة لأمريكا- حرب اسقاط روسيا. كل التوضيحات فى هذا الشأن لا تكفى.

بدء التفاوض الحقيقى بين روسيا وأمريكا هو الطريق لحل الأزمة  ومنع الكارثة. «زلة لسان»، بايدن تدق الأجراس وتنبه الجميع إلى خطورة وضع يرتبط فيه مستقبل العالم بخطأ فى الحسابات أو«زلة لسان» مهما كان قائلها!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة