محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


حروف ثائرة

الدوحة يارب.. وماذا بعد؟!

محمد البهنساوي

الإثنين، 28 مارس 2022 - 07:01 م

«يا رب» كلمة يرددها أكثر من 100 مليون مصري، مكثفين دعائهم اليوم، فها هى ساعات تفصلنا عن اللحظة التاريخية التى يواجه فيها رجال منتخبنا الوطنى نظيره السنغالى بالعاصمة دكار لعبورها الى الدوحة حيث نهائيات كأس العالم، المهمة صعبة لكن التفاؤل الشديد يتملكنا جميعا بأن منتخبنا الشجاع سيفعلها ويصرع أسود التيرانجا فى قلب عرينهم، أعلم أن البعض يتوقف كثيرا أمام أداء منتخبنا بمباراة الذهاب، وكيف توقفت قلوبنا امام الهجمات الخطرة لمانى ورفاقه، واعلم كذلك الميزة القوية للسنغال فى مباراة اليوم بملعبها وامام جماهيرهم، وإن فريقهم بطل أفريقيا وأفضل فرقها وجميع لاعبيه من المحترفين بأندية كبري، فى المقابل يأتى تفاؤلنا مرتكزا لحقائق أكثر منها امنيات فمنتخبنا نفسه الذى ذهب لأمم أفريقيا الأخيرة، وتوقعات ألا يتجاوز الأدوار التمهيدية، فإذا به فى النهائى أمام السنغال كذلك ويخرج بضربات الحظ الترجيحية، ورجالنا وخلفهم مدرب ذكى وقدير ومتمكن صرعوا بمشوارهم كبار القارة بما فيهم الكاميرون بأرضها ووسط جمهورها، والميزة الأهم على الأطلاق أن شباب منتخبنا رجال مخلصون شديدو الحب لوطنهم، شجعان وحريصون على فعل أى شيء لإسعاد جمهورهم ورفع علم بلادهم، ولنتذكر جسارة محمد عبد المنعم رافضا مغادرة الملعب رغم إصابته الشديدة، وهو نفس ما فعله أبو جبل فى كأس الأمم مغادرا بدموع منهمرة، ودموع جميع اللاعبين بعد خسارة النهائي.
اليوم لا مجال للفتى والتناحر والجدل العقيم، فقط الدعاء أن يوفق الله رجالنا ويسعدوا ملايين المصريين والعرب، واعلم أنه فى حالة الصعود بإذن الله سنندفع جميعا للإحتفال والإشادة، وهذا ما نتمناه، لكن هناك ملفات من الضرورة أن نفتحها فورا بعد إنتهاء مباراة دكار وأى كانت نتيجتها ، فى مقدمتها أن نبدأ وبإصرار إنهاء التعصب الأعمى والعودة لروح المنافسة والتشجيع الذى يجعل من كرة القدم أداة للمتعة والرقى لا للتشاحن والتفرقة ، ويرتبط بها عودة الجمهور للمدرجات وهى نقطة مهمة خاصة جمهور الدرجة الثالثة القادر على إلهاب حماس اللاعبين ، وبالطبع نريدها عودة مدروسة لروابط المشجعين تضمن التشجيع والحماس دون أى خروج عن النص.

وهناك ميزة كبرى تفتقدها كرة القدم المصرية لعقود ونسير فيها ببطء شديد وهى ملف الإحتراف الخارجى ، فقوة الفرق الأفريقية فى لاعبيها المحترفين فى حين يوجد عدد لا يتجاوز أصابع اليدين من اللاعبين المصريين ومعظمها تجارب احترافية متواضعة ، منتخبنا الآن من الشباب الموهوب صغير السن . وتلك ميزة كبرى ، لابد أن تتكاتف جهود وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة والأندية خاصة الكبرى لوضع نظام علمى مدروس ومنضبط  يجعل أنديتنا مفرغا للمحترفين وبما يحقق مكاسب للاندية و لمنتخبنا ولكرة القدم المصرية بشكل عام وهناك ملف الكرة وأفريقيا سواء سياسيا أو رياضيا ، فسياسيا ثبت أن الكرة تستطيع ربطنا وبقوة بالأفارقة شعوبا وحكومات ،وهذا مطلب مهم للغاية لمصر التى تسعى لإستعادة مكانتها وعلاقتها الأفريقية ،أما رياضيا فهناك نقاط عديدة فى مقدمتها وبصراحة موقف التحكيم الأفريقى من المنتخب والفرق المصرية والذى أصبح علامة إستفهام كبيرة ، بجانب ضرورة التواصل مع الدول الأفريقية بإستضافة فرقهم وإقامة مباريات ودية معهم على مستوى المنتخبات والاندية بما يقوى الروابط سياسيا ورياضيا وشعبيا .
وختاما أدعو الله أن تمتلأ شوارعنا الليلة محتفلين بصعودنا لكأس العالم ، قولوا أمين

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة