دوس العنب بالأقدام.. عادة سنوية حولها صانعو النبيذ لـ«مهرجانات»
دوس العنب بالأقدام.. عادة سنوية حولها صانعو النبيذ لـ«مهرجانات»


حكايات| دوس العنب بالأقدام.. عادة سنوية حولها صانعو النبيذ لـ«مهرجانات»

محمد رمضان

الثلاثاء، 29 مارس 2022 - 10:48 ص

من المؤكد أن الصور التي تشاهدها رفقة هذا الموضوع تعيد ذاكرتك إلى مشاهد رأيتها في الأفلام أو شاشات التلفزيون.. لكن يبقى السؤال: لماذا يضع الناس أقدامهم في أوعية كبيرة من العنب ويسحقونها بأصابعهم؟

 

«داس العنب» أو ما يعرف بـ«دوس العنب» يقوم فيه أشخاص بسحق حبات العنب الطازجة بأقدامهم لاستخراج العصير.. وهي عادة تاريخية ترتبط بقدرة جلود البشر على استخراج لون ونكهة ورائحة العنب.


 
كان هذا التقليد موجودًا منذ قرون، بداية من الإغريق ثم الرومان عندما تكيفوا مع عملية زراعة العنب، بل إن الأدلة تظهر أن أنصاف الآلهة تدوس العنب في مهرجان روماني على تابوت وكذلك المصريين.

 

 

ومع ذلك، فإنه منذ العصر الصناعي أصبح «الدوس» مخصصًا للاحتفالات فقط، وفي الولايات المتحدة تم حظر صنع العصير من الدوس على العنب منذ نهاية القرن العشرين لأسباب صحية واضحة، ولكن هذا لم يمنع الناس من الدوس لمجرد التسلية.

 

ففي بعض دول العالم، مثل إسبانيا والبرتغال وبشكل متزايد في مناطق الولايات المتحدة مثل كاليفورنيا، لا تزال تلك العادة مستخدمة، ومن المفاجآت أنه في عام 2017، اكتشف العلماء أواني خزفية بها بقايا نبيذ ومزينة بصور عنب ورجل يرقص في تبليسي عاصمة جورجيا.. لكن لماذا لا يزال صانعو النبيذ يدوسون على العنب؟

 

يؤمن البعض حتى الآن بأن قدم الإنسان توفر مزيدًا من التحكم في نكهة النبيذ المصنوع من العنب.. ويقول ديفيد ديلاسكي أحد صناع النبيذ في كاليفورنيا: «يعتبر مداس القدم أمرًا مهمًا بشكل خاص إذا كنت تقوم بالتخمير العنقودي الكامل.. كما نفعل نحن».

 

 

بات واضحا أن القدرة على تشكيل النكهة والشخصية النهائية للنبيذ ترتبط بدهسه بالقدم معتمدين على أن عملية التخمير تقلل بشكل كبير من مستويات الأكسجين في عصير العنب (النبيذ) جنبًا إلى جنب مع مستويات السكر الطبيعية التي تتحول إلى كحول والحموضة الطبيعية في العنب تقضي بدورها على مسببات الأمراض، وفقا لما نشره موقع winemag.

 

اقرأ أيضًا| «إعادة بناء الوجوه».. الملامح الحقيقية لملوك المصريين القدماء

 

كما أصبح من الممارسات المعتادة لمصانع النبيذ أن تقيم مهرجانات الخريف التي تعيد دوس العنب، ويحولها البعض إلى منافسة، بينما يدور البعض الآخر حول التجربة أكثر من كونها منتجًا يمكن بيعه، مثل الاحتفال السنوي لإحدى الشركات العالمية والتي تتيح لموظفيها القيام بذلك.. وهنا يقول أحدهم إن شعور دوس العنب «مثل القفز في المحيط.. ربما تعتقد أنه سيكون مقززًا لكنك تدرك بعد ذلك أنه رائع».


وفي الولايات المتحدة، وتحديدًا سونوما بولاية كاليفورنيا، يوجد أكبر منطقة لإنتاج النبيذ وهي بمثابة مكان رائع للذهاب إليها إذا كنت ترغب في تجربة يدك (أو قدمك) في بعض دوس العنب، وتستضيف المنطقة كل عام مهرجانًا يُعرف باسم مهرجان وادي القمر العتيق؛ احتفالًا ببداية موسم حصاد العنب، وهناك جائزة للزوج الفائز الذي تمكن من دوس معظم حبات العنب. ويقام هذا المهرجان سنويًا في سبتمبر من كل عام.

حتى أن الفرنسيين لديهم كلمتهم الخاصة لـ«سحق العنب»، وهو المصطلح الأصلي لتلك العملية، وتمثل «إيكس إن بروفانس» واحدة من أكثر مناطق صناعة النبيذ في فرنسا وهي المكان المثالي للاستمتاع بقليل من دوس العنب، وعلى نفس الخطى تسير مناطق بإيطاليا ونيوزيلندا وكرواتيا.

 

 

 

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة