أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

جنون حوثى

أسامة عجاج

الثلاثاء، 29 مارس 2022 - 07:16 م

 كما هى عادة جماعة الحوثى اليمنية، فى إضاعة فرص السلام، أعلنت منذ البداية، أنها لن تشارك فى الدعوة الخليجية عبر مجلس التعاون، لحوار يمنى يمنى خالص، الأبرز والأكبر للمشاورات هى التوصل إلى (خريطة طريق للانتقال من الحرب إلى السلام)، مع السعى إلى توحيد الصف، ورأب الصدع بين الأشقاء، عبر العديد من المحاور، من الأمنى والعسكرى حتى التعافى وإعادة إعمار اليمن، وحسنا ما فعله المشرفون على المؤتمر من مجلس التعاون، فى التأكيد على عقده، والمشاورات التى بدأت منذ أمس الثلاثاء وتستمر حتى السابع من أبريل القادم، بالتأكيد على استمراره (بمن حضر)، فمن غير المقبول رهن إرادة اليمنيين، فى توحيد الصف، بموقف جماعة الحوثى، صحيح أنها جزء كبير من الأزمة اليمنية، ولكنها ليست كلها.   


 الغريب فى الأمر هنا، هذا العبث والجنون الذى تمارسه الجماعة، باتباع أسلوب (التقية) التى تجيده السياسة الإيرانية، والمذهب الشيعى بصفة عامة، وهو (اختلاف الظاهر عن الباطن)، ففى الوقت الذى تعلن فى مراوغة مفضوحة، عن هدنة عن وقف إطلاق من طرف واحد - ويا للهول - لمدة ثلاثة أيام، نجدها وقبل هذا الإعلان تقوم بتصعيد جديد فى عملياتها، باتجاه تهديد عصب الاقتصاد الدولى، بالهجمات على منشآت نفطية سعودية، وآخرها فى جدة الجمعة الماضية، وأخرى اقتصادية، منها محطات كهرباء وخزانات مياه فى الظهران، دون أدنى اهتمام بمبادرة المبعوث الأممى هانس جروندبرج، بإعلان هدنة فى رمضان بالكامل، والعجيب أن الجماعة تتعامل كما لو أنها قد انتصرت، حيث تسعى إلى تحقيق أهدافها فى فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، مع ضمان خروج كافة القوات غير اليمنية. 


 الاستقواء الحوثى، منبعه الدعم غير المحدود، الذى تتلقاه من إيران، خاصة بعد التصريح الأخير الذى أشار فيه  المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، إلى أن إيران (لن تتخلى عن وجودها الإقليمى)، مما يعنى أنها مستمرة فى دعم أذرعها والجماعات الموالية لها فى المنطقة العربية، خاصة فى ظل الأجواء التى تمر بها مفاوضات جنيف حول البرنامج النووى الإيرانى، والتسريبات التى تتحدث عن رغبة واشنطن فى إنهاء اعتبار الحرس الثورى جماعة إرهابية.


المطلوب لإنهاء هذه المأساة، وقف شامل لإطلاق النار، والذهاب إلى طاولة المفاوضات برعاية دولية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة