الأربعاء، 30 مارس 2022 - 06:13 م

من منا لم يمر يوم بجوار تمثال «نهضة مصر»، المنتصب بشموخ بجوار حديقة الحيوان بالجيزة، من منا لم يلتقط معه صورة تذكارية ؟.. صاحب هذا التمثال الشامخ هو المثال العظيم «محمود مختار» الذى مرت علينا ذكرى رحيله الـ 88 فى السابع والعشرين من مارس الموافق لليوم الحزين الذى عاشته مصر فى عام 1934.

بعد أن عاش 43 عاما فقط أنجز خلالها إبداعات خلدت اسمه فى تاريخ مصر الحديث.. ولد محمود مختار بقرية «طنبارة» بالقرب من مدينة المحلة الكبرى فى 10 مايو 1891.

ونشأ فى رعاية الأمير يوسف كمال عندما تلقى أول دروسه فى الفن بالمدرسة التى أنشأها الأمير من ماله الخاص، ولتفجر موهبته أرسله الأمير إلى باريس عام 1911 لاستكمال دراسته، تماما مثلما نشأ «مايكل أنجلو» فى رعاية الأمير الفلورنسى «لورنزو دى مديتشى»، وقد أعجب «جيوم لا بلانى» فى باريس بموهبة مختار وتفوقه على كل زملائه.

فعينه مديراً لمتحف « جريفين » فى حى « مونماتر» فكانت المرة الأولى التى يعين فيها فنان من مصر والشرق الأوسط فى هذا المنصب الرفيع، ويعتبر محمود مختار أعظم نحات مصرى أفرزته ثورة 1919، وتجلت عظمته فى تمثال «نهضة مصر» الذى يعبر عن روح مصر الجديده بعد الثورة.

وتعددت إبداعاته الكبيرة فى نحت عدة تماثيل منها: « ابن البلد - الحزن - بنت الشلال - زوجة شيخ البلد - سعد زغلول - حارس الحقول - حاملات الجرار - الفلاحة - نحو نهر النيل - رياح الخماسين - كاتمة الأسرار »، وقد ساهم فى إنشاء مدرسة الفنون الجميلة العليا، وشارك فى إيفاد البعثات الفنية للخارج، واشترك فى عدة معارض خارجية.

وأقام معرضا خاصاً لأعماله فى باريس عام 1930 وكان ذلك المعرض سبباً فى التعريف بالمدرسة المصرية الحديثة فى الفن وسجلت مولدها أمام نقاد الفن العالميين، ونال الميدالية الذهبية لمعرض السراى الكبرى بالشانزليزيه عن نموذج تمثال نهضة مصر.

وجائزة معرض عام 1925 عن تمثال أم كلثوم، وكان يحلم بنحت تماثيل للإسكندر الأكبر والزعيم أحمد عرابى وكليوبترا لكن المرض لم يمهله فتوفى يوم 27 مارس 1934، وبعد وفاته طالبت الصحافة المصرية والفرنسية.

والسيدة هدى شعراوى ورواد الحياة الثقافية بالحفاظ على أعماله لحمايتها من الاندثار والضياع، فقامت وزارة المعارف عام 1938 بإنشاء متحف محمود مختار على نفقة الدولة.
من صفحة «الملك فاروق»

إقرأ أيضاً|ذكرى زواج «الأميرة فوزية» ابنة الملك فؤاد من ولى عهد إيران