الأربعاء، 30 مارس 2022 - 06:34 م

● لو كان هناك طريق أكثر قربا للعدالة، لكانت مصر والسنغال معا فى مونديال الدوحة. لكن ـ للأسف الشديد ـ كان لابد أن يذهب أحد الفريقين فقط، وقد اختارت ضربات الجزاء الترجيحية أو "ضربات الحظ" أن تعطى بطاقة التأهل لمنتخب السنغال كما منحتها ـ قبل شهر ونصف الشهر ـ بطولة إفريقيا.

● كنا نتمنى فوزا يسعد الملايين، وكان الفوز متاحا حتى اللحظات الأخيرة.. لكنها كرة القدم، والحظ الذى لم يكن معنا ولا مع منتخب الجزائر الشقيقة الذى خسر التأهل بسيناريو أكثر غرابة وهو المصنف فى صدارة فرق إفريقيا مع السنغال.

● لم نكن نواجه فريقا ضعيفا، ولو حالفنا التوفيق وحققنا الفوز بنفس الأداء الذى قدمه المنتخب.. لكان الفوز كفيلا بنسيان كل شىء إلا أننا فى المونديال "!" لكن الهزيمة ـ ولو بضربات الحظ ـ تجعل الكل يقف أمام السلبيات ويتناسى الحقيقة البسيطة وهى: أن المنتخب قدم أقصى ما يستطيع تقديمه فى حدود إمكانياته. سواء فى بطولة إفريقيا أو فى مباراتى الحسم للمونديال. وليس هذا بالطبع ما نتمناه، لكنه الواقع الذى تعيشه الكرة المصرية، والذى يحتاج تغييره للكثير.. وتلك هى القضية الأساسية التى نرجو ألا ننساها ـ كالعادة ـ بعد حين!!

● نجمنا الكبير صلاح تحمل عبء قيادة المنتخب بكل مسئوليته وإذا كان الحظ عانده فسيبقى عطاؤه الجميل هو الباقى يعطى  الأمل بالأفضل له، وللكرة المصرية التى تعتز بأنها منحت كرة القدم العالمية أفضل لاعبيها. ولا شك أن صلاح قادر على تجاوز صدمة ضياع حلم المونديال كما تجاوز عقبات كثيرة فى مسيرته.

● وتبقى الحقيقة التى ينبغى أن نتعامل معها بكل موضوعية.. المنتخب بقيادة صلاح ومع المدرب كيروش قدم أقصى ما تتيحه إمكانياته. وحتى لو كنا فزنا وتأهلنا للمونديال ولم يعاندنا الحظ، لظلت الحقيقة كما هى، وهى أننا نعانى فى كرة القدم ـ ميراث سنوات من سوء الإدارة، وغياب التخطيط، وتجاهل العلم.. والنتيجة أن كل عناصر اللعبة تتراجع، ولا تتقدم إلا أجور اللاعبين وعمولات المنتفعين من بقاء الأوضاع على ما هى عليه!!

● الكرة المصرية تستحق إدارة أفضل، وتنظيما أحسن، وفسادا أقل.. تلك هى القضية التى لابد أن نتوقف عندها، والباقى كله تفاصيل!!.. ولنسأل أنفسنا: ماذا لو تأهلنا؟ وهل كان الوضع سيختلف عما حدث فى مونديال موسكو ومر دون حساب؟ وهل سنتعلم هذه المرة أم تبقى هذه هى حكاية كل مونديال مع الكرة المصرية؟!