فانوس ومسحراتى.. الحنين إلى أيام زمان
فانوس ومسحراتى.. الحنين إلى أيام زمان


ألف عيلة وعيلة | والله بعودة يا فانوس ومسحراتي.. الحنين إلى أيام زمان!

دينا درويش

الأربعاء، 30 مارس 2022 - 08:16 م

رغم أنه لا يخلف وعده كل عام، إلا أننا سنظل فى شوق لشهر رمضان، وأيامه المباركة، وطقوسه الخاصة التى تملأ البيت بالخير والمحبة والتراحم والألفة، من خلال نهارات الصيام، وانتظار مدفع الإفطار، وصلاة التراويح، وزيارات الأهل والأصدقاء.


يرتبط رمضان بطفولتنا، بروائح الطعام التى تفوح من المطابخ فى كل مكان، بحلقات خواطر الشيخ الشعراوى، وصوت الشيخ رفعت، وقراءة القرآن الكريم، ودعوات الامهات والآباء، وشوارع مصر التى تتزين بالأعلام والفوانيس، وأغانى رمضان المبهجة التى تذاع على مدار اليوم وبكار وبوجى وطمطم. 


يومان فقط هما كل ما يفصلنا على تلك المتعة الكبيرة، نعد الساعات، ونترقب الوقت، ونستعد بكل ما نملك من مشاعر لاستقبال الأيام المباركة.


«ألف عيلة وعيلة» فجر الذكريات الحلوة مع الأمهات والآباء مع الشهر والكريم، وتقارن بين مظاهر احتفالات زمان التى كانت تجرى على الأرض، واحتفالات اليوم التى تتم على الفضاء الإلكترونى.

 

«زينة الشوارع الورق والفوانيس الكبيرة الملونة دى كان ليها بهجة كبيرة» بهذه الكلمات بدأت رانيا الغندور ربة منزل حديثها عن ذكرياتها مع شهر رمضان.


وقالت، لم تكن الشوارع تخلو من موائد الرحمن مصدر للبهجة والحميمية بين الجميع وكانت نفوس الجميع طيبة والقلوب مليئة بالحب، وتتذكر انه بعد ثبوت رؤية هلال رمضان كان الجميع يسهر للفجر ويطوف الأطفال بالفوانيس أم شمعة ويهتفون «رمضان بكرة…حضروا السحور»، وكانت الأمهات يتبادلن الطعام على الإفطار وتجتمع الأسرة لمشاهدة «ألف ليلة وليلة»، وتأسف لاختفاء هذه المظاهر، وتتحدث عن عزومات رمضان التى أصبحت «تيك اواى» فى مقابل غياب الأجواء الروحانية للشهر الكريم. 


البهجة المفقودة

وتقول دينا سيف منسقة تنمية موارد «كنا بنعمل الزينة من ورق الكارتون الملون وبعدين نعلق بين البلكونات الفانوس الكبير، وكل الشوارع كانت تخصص مائدة يلتف حولها الجميع لتناول طعام الإفطار سويا»، وأضافت، كان للشهر مذاق خاص رغم بساطة الطعام الذى كانت تعده الأمهات فى ذلك الوقت، وكذلك حلقات بكار وبوجى وطمطم وصوت الشيخ رفعت، التى نفتقدها هذه الأيام.


وأضافت أن الوجبة المفضلة للجميع هى التمر باللبن وكان الأطفال يستمتعون باللعب بالفانوس أبو شمعة وكانت النفوس مليئة بالرضا والحب، وأوضحت أن الجميع يتبارى الآن لشراء أغلى الفوانيس وياميش رمضان ويتباهون بإعداد أفخر العزومات المليئة بالأطعمة الفاخرة بكميات كبيرة ورغم ذلك ضاعت بهجة رمضان وبساطته وروحانياته الجميلة.


نيللى وشريهان

«يلا يا ولاد السحور».. بهذه الكلمات البسيطة تذكرت هدى حمدى مرشد نفسى وتربوى، ذكرياتها مع الشهر الكريم بتلك الكلمات التى كانت ترن فى أذنيها كل يوم وقت السحور وقيام المسحراتى بالنداء عليها هى وكل أفراد الأسرة والجيران للاستيقاظ لتناول السحور وتأكيد والدها وهو يقول «كلو زبادى وخيار علشان متعطشوش» وخروجها معه لشراء الياميش وصوته الضاحك وهو يقول للبائع مازحا «خلى قلبك عليا»، وكيف كانت هى وأشقاؤها يقرأون القرآن فى صلاة التهجد خلف والدهم ويودعون والدهم وهو ذاهب لصلاة الفجر فى المسجد.


وتقول إن رمضان الآن يفتقد لاجتماع العائلة على الإفطار وفوازير نيللى وشريهان وألف ليلة وليلة، وخواطر الشعراوى، وافتقد همس والدتى بالدعاء فى السجود وانا احاول الاقتراب منها واقول لها «ادعى ربنا اقول ايه»، وتنهى حديثا بحزن قائلة «زمان كنا بنعيش فى بساطة وحب وكان الكل راضى باللى ربنا قسمهوله دلوقتى محدش مرتاح لانهم مش عارفين الرضا».


المدفع اليدوى

 

وتحكى مروة عبد العظيم - مدرسة - عن أكثر مظاهر رمضان التى تفتقدها وتقول إن قرص الكنافة الذى كانت تعده جدتها على البوتجاز فى الطاسة الالمونيوم البسيطة لا يقاوم وكانت تزور أقاربها وهى تحمل الفانوس الملون وكل هذه المظاهر البسيطة اختفت تماما الآن.. وقالت، مع سرعة إيقاع الحياة وظهور التكنولوجيا أصبح الاحتفال بالشهر الكريم يقتصر على محيط الأسرة بعد أن كان يمتد للشارع والمدينة ويقوم الجميع بتعليق الزينة وبناء أفران الكنافة ومدفع رمضان اليدوى.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة