صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


مطلقة بأمر «الابن»

جودت عيد

الخميس، 31 مارس 2022 - 05:01 م

وقفت أمام القاضى تندب حظها، لا تعرف من أين تبدأ سرد مأساتها، كل ما كانت تريده هو حل لمشكلتها قبل أن تصبح فى ليلة وضحاها طريدة من قريتها بأمر من نجل زوجها «العجوز».

داخل محكمة الأسرة بالمنيا.. فاجأت الزوجة القاضي، قائلة: «أنا لا اختصم زوجى ذلك العجوز الذى بلغ عامه السبعين بل إن خصمى الوحيد هو نجله الأكبر المتحكم فى كل شىء، وهو الآمر والناهى وصاحب مأساتى منذ أعوام».

اقرأ أيضًا| المؤبد لتاجر قتل زوجته داخل محكمة أسرة المنيا

اضافت: «تزوجت من زوجى وعمره قد تجاوز الستين عاما، وأنا فى منتصف الأربعين من عمرى،عشت معه سنوات فى هدوء، ننفق على بيتنا من معاشه البالغ 6500 جنيه، لكننا لم ندرك ان هناك أعينا أخرى تتربص بنا وتطمع فى الخير الذى لدينا، بل وتنتظر الوقت المحدد للانقضاض علينا وسلب كل شىء منا».

وأضافت الزوجة: «بعد ان تجاوز عمر زوجى السبعين عاما، تعرض لغيبوبة سكر، افاق بعدها على بتر قدمه، ومنذ هذه اللحظة لم أره، أخذه نجله الأكبر الى بيته، ورفض ان أتواصل معه نهائيا، حاولت كثيرا ادخال اقاربى للتوسط بيننا، لكنه رفض وخيرنى بين التنازل عن كل حقوقى، أو مغادرة قريتى طريدة لا حول لى ولا قوة».

تابعت: «رفضت أوامره وتهديداته، تمسكت بحقى كونى زوجة لأبيه، إلا انه بعد ايام، ارسل الىّ شقيقه الأصغر ليخبرنى ان والده ألقى عليّ يمين الطلاق، وانه ليس لى حقوق عنده، فكل شىء اصبح بيده، من معاش الزوج، وبطاقة التموين والمنزل الذى أسكن فيه.

صرخت سيدى القاضى، توجهت الى كبار القرية للتدخل، لكن بلا مجيب أو منقذ لى، فعائلة زوجى تملك النفوذ الأكبر، استغثت بالأمن، طلبت حقوقى كزوجة، أخبرت الجميع انه لم يعد لى مصدر رزق أنفق به على نفسى، فقد اختفى زوجى فجأة ولم أره منذ ٦ اشهر، واصبحت بعده طريدة فى الشوارع بلا سكن أو مأوى».

وتضيف الزوجة: «لم يتوقف نجل زوجى عن استفزازى سيدى القاضي.. اجبر والده على الزواج من ارملة لديها خمسة اولاد، واسكنها منزلنا، بل ومنحها نصف معاشه، ذهبت إليه أستغيث من ظلمه، اخبرته اننى اصبحت طريدة فى الشارع، وانه لم يعد من حقى الاستفادة من بطاقة التموين أو جنيه واحد من معاش زوجى للإنفاق به على نفسى، لكنه طردنى، واتهمنى أننى أهملت فى رعاية والده عند مرضه»، رغم اننى كنت بجواره على مدار ١٥ عاما من الزواج، ولم يكن يسأل احد منهم عليه.

طلبت الزوجة من القاضى حقوقها، توسلت إليه ان يلزم زوجها، بتوفير سكن لها، ومنحها بطاقة التموين وجزءا من معاشه للإنفاق عليها.. وما زالت القضية متداولة حتى الآن.

اللواء أسامة القاضى

انقذوها

استغاثة الزوجة كانت موجهة خصيصا الى اللواء أسامة القاضى محافظ المنيا، ومنظمات حقوق المرأة والإنسان بالمحافظة للوقوف بجانبها، فهى مهددة بالطرد من القرية اذا حاولت البحث عن حقها.. والآن هى شريدة بلا مأوى.. تخشى نفوذ نجل زوجها وتهديداته المستمرة.. تأمل أن يتدخل المسئولون حتى ولو لإقناع زوجها بمنحها بطاقة التموين لصرف احتياجاتها الشهرية من سكر وأرز وزيت، وجزءا من معاشه تستكمل به ما تبقى لها من أيام، وحجرة فى البيت تقيها من برد الشتاء.. لدى بيانات الزوجة وكل المستندات التى يحتاجها المسئولون للوقوف بجانبها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة