جماهير السنغال أثارت الشغب قبل وخلال وبعد المباراة وأشعة الليزر على وجه الشناوى
جماهير السنغال أثارت الشغب قبل وخلال وبعد المباراة وأشعة الليزر على وجه الشناوى


مسئولية الفيفا عن العنف السنغالى

دراسة من قاضٍ مصري تكشف للفيفا: أخطاء الحكم وتجاهل الفار وراء النتيجة

محمود المخبزي

الخميس، 31 مارس 2022 - 06:58 م

فى دراسة قانونية مهمة من قاض مصرى إلى قضاة الفيفا للفقيه المصرى القاضى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة المعروف بأبحاثه الوطنية فى الشأن العام ، بعنوان «مسئولية الفيفا عن العنف الكروى السنغالى خارج الملعب وداخله وتعمد الحكم إهمال ال var وتأثيره على نتيجة المباراة» وجاءت هذه الدراسة فى ضوء ما أصدره المجلس الدولى التشريعى لكرة القدم «إياف» (IFAB) من أحدث التعديلات على قانون كرة القدم وفقاً لقوانين اللعبة ، وذلك لبيان الأحداث التى تتصف بالعنف والإيذاء من اللاعبين السنغاليين أو الجمهور ذاته على اللاعبين المصريين وجمهورهم أو المخالفات الجسيمة من الحكم الجزائرى الذى أدار اللقاء بين المنتخبين المصرى والسنغالى والتى تُخالف فى جملتها قوانين لعبة كرة القدم الدولية مخالفة جسيمة ، مما يثير فكرة مسئولية الفيفا عن تفعيل قوانين اللعبة فى أداء اللعب النظيف ونزاهة الحكام وحماية اللاعبين وتأثير تلك المخالفات على حقوق المنتخب المصرى المشروعة وتأثيرها على نتيجة المباراة. ونعرض لأهم ما جاء فى هذه الدراسة فى ست نقاط رئيسية على النحو التالى:

أولاً: سلطات حكم المباراة ليست مطلقة بل مقيدة بقوانين اللعبة (IFAB)  خاصة اللعب العنيف والسلوك المشين الواجب الطرد :
يقول الدكتور محمد خفاجى طبقا للقواعد التى استنها المجلس الدولى التشريعى لكرة القدم «إيفاب» (IFAB)  لقوانين اللعبة فإن كل مباراة تدار بواسطة حكم له السلطة الكاملة فى تطبيق قوانين اللعبة المتعلقة بالمباراة.

لكن سلطات الحكم ليست مطلقة بل مقيدة بتطبيق قوانين اللعبة ، والسيطرة والتحكم فى المباراة بالتعاون مع حكام المباراة الآخرين  وليس المجال لسردهم وبيان دورهم ، بل وعليه تسجيل وقائع المباراة وتقديم تقرير عنها إلى السلطات المختصة وليس له من حرية تخالف الواقع بل يتضمن معلومات بشأن الإجراءات الانضباطية وأى أحداث وقعت قبل أو أثناء أو بعد المباراة وليس له أن يتجاهلها.

العدالة والنزاهة أهم من تحصين النتيجة .. وأين دور الفيفا فى الحفاظ على اللعب النظيف

لا يمكن للحكم تجاهل الفار فى 4 حالات

سلطات الحكم ليست مطلقة ومقيدة بقوانين اللعبة

6 مخالفات جسيمة ضد منتخب مصر

ويوجب القانون على الحكم اتخاذ إجراء انضباطى ضد اللاعبين الذين ارتكبوا مخالفات تستوجب إنذارهم أو طردهم ، وعليه اتخاذ إجراءات انضباطية منذ الدخول إلى ميدان اللعب من أجل تفقده قبل المباراة حتى مغادرة ميدان اللعب بعد المباراة بما فى ذلك الركلات الترجيحية من علامة الجزاء ، كذلك عليه اتخاذ إجراءات ضد المسئولين والإداريين الذين لا يلتزمون بالسلوك السليم والمنضبط وله تحذيرهم، او اشهار البطاقة الصفراء للإنذار او البطاقة الحمراء للطرد من ميدان اللعب ومحيطه المباشر بما فى ذلك المنطقة الفنية، وعليه الاستعانة بمشورة ومساعدة حكام المباراة الآخرين بشأن الوقائع والأحداث التى لم يتمكن من رؤيتها وليس له التقدير فى شىء لم يره ، أو التقدير فى التغاضى عما لم يره.

إقرأ أيضاً | حازم إمام: محمد صلاح لن يعتزل دوليا.. جمهور السنغال تعامل معنا بهمجية

إن المجلس الدولى التشريعى لكرة القدم «إيفاب» (IFAB)  هو الجهة المنوط بها وضع القواعد الرسمية لكرة القدم وتحديثها ، وقد أصدر العديد من اللوائح والأنظمة التى تحكم تطبيقات اللعبة، وتعد بمثابة الدستور الأسمى والقوانين الأساسية التى تحكم عالم كرة القدم بحسب تعبير الفيفا نفسها فى لوائحها، وهى كثيرة التطور والتعديل، لم يخلقها سدى بل ضمنتها العديد من العقوبات والجزاءات فوفقاً لتلك القواعد هناك ثمان حالات وجوبية تستوجب الطرد لا يتمتع فيها الحكم الرئيسى بالتقدير حال وقوعها ، أهمها اللعب العنيف والسلوك المشين والعض أو البصق على أى شخص واستخدام ألفاظ بذيئة أو إشارات مهينة ومسيئة ، ومن ثم يعتبر اللاعب مخطئًا ووجب طرده إذا تعمد ضرب أو ركل أو محاولة ذلك للاعب الخصم أو إذا تلفظ بكلام بذيء (السب والشتم) أو سلك مسلكًا خشنًا أو ارتكب خطأ يشكل خطورة على اللاعب الخصم أو استعمال العنف أو الضرب للاعب الخصم.

وهو عين ما فعله اللاعبون السنغاليون من حيث استخدامهم العنف والضرب على ضد اللاعبين المصريين وكان موضع تجاهل من الحكم الجزائرى الذى تعمد عدم الاستجابة لاستدعاء حكم الفار لاشهار البطاقة الحمراء ضد لاعب السنغال .

انتهاك القانون
ثانياً : الحالات الواجبة على الحكم بإيقاف أو تعليق أو إلغاء المباراة نتيجة لأى انتهاكات لقوانين اللعبة أو بسبب تدخل خارجى :
يقول الدكتور محمد خفاجى أنه وفقاً لقانون اللعبة الصادرة من المجلس الدولى التشريعى لكرة القدم «إيفاب» (IFAB)  يجب على حكم المباراة إيقاف أو تعليق أو إلغاء المباراة نتيجة لأى انتهاكات لقوانين اللعبة أو بسبب تدخل خارجى ، ومن أمثلتها:

1- عدم كفاية الإضاءة فى الاستاد

2- اصطدام شيء ما تم إلقاؤه من قبل أحد الجماهير بأحد حكام المباراة أو لاعب ما أو إدارى بالفريق، ويتمتع الحكم بسلطة بمواصلة المباراة أو إيقاف أو تعليق أو إلغاء المباراة وهذه السلطة ليست طليقة من كل شئ بل مقيدة  بمدى خطورة وعنف الحادثة .

3- قيام أحد الجماهير باستخدام صافرة تتداخل مع مجريات اللعب حيث يتم إيقاف اللعب ثم استئنافه بإسقاط الكرة

4- عدم السماح للأشخاص غير المصرح لهم بالدخول إلى ميدان اللعب.
إلا أن الحكم الجزائرى لم ينفذ قوانين اللعبة وتجاهلها تماما من حساباته وهى على مسمع ومرأى الملايين وعلى سوف ما نرى عند التعرض للحالات الجسيمة التى ارتكبها مع المنتخب السنغالى بالمخالفة لقوانين اللعبة .

ثالثاً : أربع حالات محظور فيها على حكم المباراة تجاهل حكم الفيديو المساعد  (VAR)
يقول الدكتور محمد خفاجى وفقاً لقانون اللعبة الصادرة من المجلس الدولى التشريعى لكرة القدم «إيفاب»  (IFAB) هناك أربع حالات محظور فيها على حكم المباراة تجاهل استحداث حكم الفيديو المساعد  (VAR)  حيث يمكن مساعدة الحكم من قبل حكم الفيديو المساعد  (VAR) فقط فى حالات الخطأ الواضح و الظاهر أو الحادثة المهمة الغائبة المتعلقة بأربع حالات على سبيل الحصر هى :
الحالة الأولى هى  هدف / ليست هدفا.
الحالة الثانية هى ركلة جزاء / ليست ركلة جزاء.
الحالة الثالثة هى البطاقة الحمراء المباشرة / ليست البطاقة الصفراء الثانية.وذلك نتيجة اللعب العنيف أو المهاجمة بتهور أو استخدام إشارات عدوانية مسيئة أو مهينة أو السلوك المشين أو منع فرصة محققة لتسجيل هدف .
الحالة الرابعة هى الهوية الخاطئة عندما ينذرالحكم أويطرد اللاعب الخطأ من الفريق المخالف

ويتمثل نوع المساعدة من حكم الفيديو المساعد (VAR)  فى استخدام الإعادة للحادثة والتى بناء عليها يقوم حكم  المباراة باتخاذ القرار النهائى وله سلطة تقديرية فى أن يعتمد بشكل كامل على المعلومات من حكم الفيديو المساعد أو يكون له الحق فى  مراجعة الإعادة بشكل مباشر بحيث لا يكون له الحق فى التدخل بالعقاب بشأن مخالفة محتملة ومحظور عليه تجاهل حكم الفيديو المساعد فى الحالات الأربع المذكورة خاصة وأن ملايين المشاهدين والفيفا ذاته يرون الكتابة على التلفاز الناقل للمبارة باستدعاء حكم الفيديو المساعد للحكم الجزائرى للتأكد من بطاقة حمراء لتعمد الخشونة والإيذاء من لاعب السنغال ضد اللاعب المصرى الذى خرج مصابا على نقالة نتيجة الإيذاء المتعمد ، لكن الحكم الجزائرى تعمد إهمال حكم الفيديو المساعد رغم أن القانون يوجب عليه اللجوء للفار، كما يوجب عليه طرد اللاعب الذى يصدر منه اللعب العنيف ، وهى  مخالفات لاريب جسيمة تؤثر على نتيجة المباراة وكفيلة بتغيير مجرى أحداثها سلبا أو ايجابا على نحو يغاير ما انتهت إليه.

والرأى عندى أن الحكم الجزائرى خالف البروتوكول والمبادئ والتطبيقات العملية والإجراءات ، حيث إن تجاهل الحكم الجزائرى لاستدعاء حكم ال VAR له بالاخطار الذى وجهه إليه ووصل إلى علمه وفقا للقواعد التى استنها مجلس   (IFAB) يهدر ميزة مساعدة تكنولوجية واجبة أودتها بيئة تطور قوانين اللعبة ، ليحل بإرادته المنفردة محلها على نحو يناقض الغاية من تعديل استحداثها وهى التى تقررت لتعويض السهو البشرى البصرى لحكم المباراة فى جزء من الثانية أو حتى الفيمتو ثانية لواقعة اللعب العنيف أو السلوك المشين ، فلا هو استجاب لاخطار حكم ال VAR له  ولا هو شاهد داخل الميدان (OFR)  وهو ما يؤثر بلا أدنى شك على نتيجة المباراة .

مخالفات جسيمة
رابعاً : ست مخالفات جسيمة وقعت على الفريق المصرى طبقاً لقانون اللعبة :
لقد تعرض المنتخب المصرى خلال مباراته مع المنتخب السنغالى لإيذاءات عديدة منها

1- أن الجماهير السنغالية قامت بوضع لافتات عنصرية مسيئة ضد النجم المصرى وقائد المنتخب محمد صلاح.

2- تعرض حارس مرمى الفريق محمد الشناوى أيضًا لإلقاء زجاجات المياه عليه خلال فترة الإحماء قبل المباراة بل و خلال أحداث اللقاء مما دعاه إلى تنبيه الحكم حال اصطدامها بجسده وهو ما تجاهله الحكم الجزائرى مصطفى غربال تماما وكان يجب عليه التحفظ على إحدى تلك الزجاجات لبيان ما بها فى ضوء ما تردد أنها كانت ممتلئة بالبول واستحالة وصولها من المدرجات حتى الحارس وهى فارغة .

3- اعتداءات الجمهور السنغالى على اللاعبين قبل وأثناء المباراة، وعلى الجمهور المصرى الذى تواجد فى المدرجات وأصيب بعضهم . 

4- تسليط الليزر الضار بشكل جنونى جماعى على أعين اللاعبين أثناء تنفيذهم ضربات الجزاء لانخفاض الرؤية لديهم لدرجة أنها غطت نصف وجه اللاعب محمد صلاح ، وتأثيرها فى تشتيت ذهن اللاعبين وفقدان الصفاء النفسى اللازم للتصويب .

5- تعرض اللاعبين المصريين للإصابات خلال المباراة، بسبب التدخل العنيف من قبل اللاعبين السنغاليين، حيث ثبت خروج اللاعبين بسبب العنف هم رامى ربيعة وعمر جابر وحمدى فتحى من اللقاء بسبب الإصابة الناجمة عن التدخل العنيف، كان قانون اللعبة يوجب على الحكم الجزائرى طرد اللاعب إدريس جاى عقب التدخل العنيف على عمر جابر.

6- كما رفض الحكم فى أكثر من مرة العودة لتقنية الفيديو ورفض عن عمد الاستحابة لإخطار الفار له حيث إن طاقم تحكيم «الفار» تحدث معه فى سماعات الأذن كما هو متبع بل دونوا إخطارهم على شاشة التلفاز لاحتمالية اللجوء للكارت الأحمر بالطرد لكنه تجاهل الاستجابة لهم و قرر منفرداً دون رؤية وتمحيص استكمال اللعب بالمخالفة الجسيمة لقانون اللعبة الذى حظر عليه تجاهل الفار فى حالات أربع منها اخطاره من حكم الفيديو المساعد البطاقة الحمراء ، مما أفقده العدالة والحياد والنزاهة فى مهمته التحكيمية الفاصلة .وهى أحداث فى جملتها تؤثر تأثيرا مباشرا على نتيجة المباراة .

تحقيق العدالة
خامساً : تحقيق عدالة ونزاهة اللعبة أهم من تحصين نتيجة المبارة ! والفيفا مسئول عن خلق بيئة عادلة وآمنة لممارسة اللعبة :
يقول الدكتور محمد خفاجى مخاطبا أعضاء الفيفا أنه من هنا من أرض مصر الكنانة الطيبة‏ نقول لأعضاء الاتحاد الدولى لكرة القدم‏(‏الفيفا‏)‏، باعتباره شخصا من الأشخاص الدولية، إن لمصر حقوقًا يجب الحصول عليها‏.‏ وعليك أيها الاتحاد أن تحمى قواعد اللعبة، من العنف والايذاء والإرهاب الكروى داخل الملعب وخارجه المرتبط بسلامة اللاعبين ، والفعل الخطر، والمسلك الخشن، وذلك عن طريق انزال حكم القانون فى لوائحك وتفعيل العقوبات، لحماية قانون اللعبة الأخلاقى ورأب الصدع بما يجعل الشعوب تتقارب ولا تتباعد، وتدعو للسلام، لا البغضاء، ونبذ الفرقة والعداوة.

سادساً:  الفيفا مسئول عن إرساء مباديء اللعب النظيف الذى خالفته السنغال ‏:
يقول الدكتور محمد خفاجى أنه بمناسبة التدخل العنيف للاعبى المنتخب السنغالى ضد بعض اللاعبين بالمنتخب المصرى يثور التساؤل عن مدى مسئولية الاتحاد الدولى لكرة القدم ‏(‏الفيفا‏)‏ FIFA تجاه كل أفعال العنف فى الملاعب، خاصة من اللاعبين تجاه الفريق المنافس، وعلاقته بجماهير المشجعين، وتأثيرها على نتائج المباريات والجزاءات الواجب اتخاذها للحفاظ على اللعب النظيف العادل، كى تتحقق الأغراض التى من أجلها أنشيء ذلك الاتحاد على مستوى العالم‏.‏

ويضيف أن الاتحاد الدولى لكرة القدم أو ما يسمى بـ الفيفا أنشيء أساسًا من أجل عدة أهداف أهمها توطيد علاقات الصداقة بين الشعوب، خاصة أعضاء الاتحادات الوطنية والقارية والأندية والمسئولين، واللاعبين وكل شخص ومنظمة تهتم بكرة القدم فى إطار من الإنسانية والكرامة داخل المجتمعات‏، وأيضًا العمل على الحيلولة دون إحداث أى تمييز من أى نوع ضد بلد أو شخص أو جماعة أو شعب بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين أو السياسة أو لأى سبب آخر‏،‏ فضلًا عن تحسين لعبة كرة القدم باستمرار وتقدمها عالميا وتوحيد تعاليمها وثقافتها وقيمتها الإنسانية، من خلال النشء والشباب‏(‏ المواد‏4،3،2‏ من لوائح الفيفا‏)‏ مستهدفًا مباديء اللعب النظيف‏ ولاشك أن مهمة الفيفا أضحت تتمثل فى توطيد العلاقات الإنسانية، وتنمية أواصر الصداقة بين الشعوب، وتقريب المجتمعات الإنسانية نحو غايات سامية، تنبذ التفرقة العنصرية أو العرقية أو الدينية .

والاتحاد الدولى بهذه المثابة هو الرقيب على المحافظة على تلك الأهداف، باعتباره الشخص الدولى المسئول الذى عهد إليه القانون الدولى المحافظة على هذه الغايات، ووضع الأسس والاستراتيجيات والتعليمات التى تصون هذه الغايات وتلك الأهداف‏.‏

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة