عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

إسرائيل والعالم الجديد!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 31 مارس 2022 - 08:28 م

بعد أن اندلعت الحرب فى أوكرانيا، وقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بينت يتحدث فى حفل تخرج دفعة جديدة من ضباط الجيش الإسرائيلى فقال لهم: ( تبدأون اليوم مشواركم فى صفوف الجيش خلال فترة يتغير فيها النظام العالمى الذى عرفناه..

حيث يصبح العالم أقل استقرارا إلى حد كبير وتتغير ملامح منطقتنا هى الأخرى يوما بعد يوم).. ولعل هذا الكلام يفسر لنا أسباب النشاط الإسرائيلى الخارجى خلال الفترة الأخيرة، والذى اتسع ليشمل عرضا بأن تكون إسرائيل وسيطا بين روسيا وأوكرانيا، أو على الأقل قناة تواصل غير مباشر بينهما بعد ان اختارت موسكو تركيا بعد بيلاروسيا لتستأنف فيها مفاوضاتها مع الحكومة الأوكرانية، خاصة بعد صدام إسرائيلى بالتصريحات مع موسكو حول الأوضاع فى سوريا..

كما امتد هذا النشاط الإسرائيلى أيضا ليشمل زيارات ولقاءات عديدة مع قادة منطقتنا، والتى أفضت إلى عقد اجتماع فى النقب بين أربعة من وزراء خارجية عرب ومعهم وزير الخارجية الأمريكى والمضيف وزير الخارجية الإسرائيلى، وهو الاجتماع الذى  حرص وزير الخارجية المصرى أن يعلن بعد انتهائه وعودته للقاهرة أنه لم يشارك فيه من أجل الانخراط فى حلف ضد أى دولة. 


وما قاله رئيس الحكومة الإسرائيلى لا يعكس وجهة نظر شخصية فقط أو حتى وجهة نظر حكومته الائتلافية كلها وإنما هى قناعة إسرائيلية أوسع لمؤسساتها المختلفة، خاصة المعنية بالأمن ورسم السياسات بأننا بعد اندلاع الحرب الأوكرانية وتداعياتها السياسية والاقتصادية  إزاء عالم جديد تتشكل ملامحه الخاصة التى سوف تؤثر على دوله، ومن بينها دول منطقتنا..

وهذا يمكن استنتاجه مما قاله مؤخرا ايضا الرئيس الاسرائيلى هرتزوج حينما عبر أن اعتقاده بأن (الوقت قد حان لشرق أوسط متجدد ) مؤكدا ان ذلك الاعتقاد قائم على تحليل عميق ومحادثات مع القادة فى المنطقة والجهات المئثرة فيها والعالم بأسره..

ولعل ذلك يذكرنا بمصطلح الشرق الأوسط الجديد الذى ابتدعته واشنطن فى بدايات القرن الحالى، وان كان الاسرائيليون يبغونه شرقا أوسط لا يضمنون فيه فقط حماية أمنية لهم وإنما يتطلعون الى دور قيادى فيه، بينما كان الأمريكان يرمون إلى تغيير الأنظمة السياسية فى الشرق الأوسط الجديد بأنظمة جديدة على غرار النظام التركى الذى يقدم نموذجا لنظام ينتمى للإسلام السياسى وفى ذات الوقت يتحالف معهم! 


وهنا يجب أن يكون لنا دورنا الخاص بِنَا  فى محيطنا العربى والاقليمى الذى لا يحافظ فقط على مكانتنا فيه وإنما يعزز من هذه المكانة فى أى نظام عالمى جديد يتم رسم ملامحه الآن  بالأسلحة النارية والعقوبات الاقتصادية.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة