يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

مباراتنا مع السنغال

يوسف القعيد

الخميس، 31 مارس 2022 - 08:30 م

لست من هواة مشاهدة كرة القدم. وفى شبابى كنت أعتبر أن الوقت الذى أقضيه فى متابعة الكرة وقت ضائع. وعلينا أن نُحسن استخدامه. وأن نقضيه فيما يمكن أن يعود بالفائدة. ولكى أكون دقيقاً فإن الملايين تتابع كرة القدم.

والنزول من بيوتهم غير مُبالين بأحوال الطقس.. شاهدت مبارة مصر والسنغال ضمن بطولات كأس الأمم الأفريقية. قلت لنفسى ما المانع أن أجرِّب ما لم أفعله من قبل إلا مرات معدودة للغاية؟ وأنا أنتمى لجيل الستينيات بالثقافة المصرية الذى كان ينظر للرياضة على أنها مضيّعة للوقت. وأننا نبنى وطناً يستحق كل جهدٍ يُمكننا أن نبذله.


كان لدىَّ يقين أننا سنفوز. ليس لأنها من المرات القليلة التى أشاهد فيها مباراة وأؤجل كافة أعمالى الأخرى. ولكن لأن للرياضة فى مصر تاريخا مهما وعريقا. صحيح أننى لست جزءاً منه ولو حتى بالمشاهدة. ومتابعاتى قد تكون فيما ينشر فى الصحف بصفحات الرياضة من تعليقات وتحليلات. لكنها تجربة مهمة. قلت لنفسى علىَّ أن أخوضها وليكن ما يكون.


السنغال دولة إفريقية. الغالبية العظمى من سكانها من المسلمين. وتتحدث الفرنسية، ربما لأنها كانت محتلة من قبل فرنسا فى زمن الاحتلال. ولكن عشقى لمصر وذوبانى فيها يجعلنى لا أقارنها بأى دولة أخرى حتى لو كانت هذه الدولة الأخرى هى الولايات المتحدة الأمريكية ذات نفسها.

التى يُنظر إليها على أنها أهم دولة فى العالم الآن..

تبقى خصوصية مصر فى مواجهة أى دولة أخرى على ظهر الأرض لا تقبل الجدل ولا المناقشة. ويسبق كل هذا عشقى لها.

ما شاهدته من سلوك الجمهور السنغالى تجاه لاعبينا، وخاصة محمد صلاح البطل العالمى الذى لا يدانيه أحد.

وسبق لى أن كتبت عن كتابٍ صادر عنه من قبل. فهو بطولة فردية شديدة الأهمية لابد من التوقف أمامها سواء الآن أو فى المستقبل القريب أو البعيد..

من المعروف أن المباراة كانت تُلعب على أرض السنغال.

والجمهور الكثيف كان سنغالياً. وهناك من سافروا من مصر من شدة إعجابهم بالكرة وتعصبهم لها واستعدادهم لبذل ما يمكن أن يقوموا به من أجل مشاهدة مباراة يخوضها الفريق المصرى مع فريق أجنبى هو هذه المرة فريق السنغال.


الهدف المبكر جداً الذى أحرزه محمد صلاح فى الدقائق الأولى فى مباراة الذهاب مع السنغال جعلنى مطمئناً. فمن يُحرز الهدف الأول يمكن أن يصيب الطرف الآخر فى عزيمته ويجعله فى حالة دفاع عن النفس.

وهكذا لم أتصور أبداً النتيجة التى انتهت إليها هذه المباراة.. وأعتقد أنه لابد من التحقيق فى الأمر على مستويين: تحقيق عندنا فى مصر، ما الذى جعلنا نصل إلى هذا المستوى؟

وتحقيق تقوم به الجهات الدولية خاصة تجاه التجاوزات الرهيبة التى قام بها الجمهور السنغالى والذى شكَّل أغلبية مطلقة فى مدرجات الملعب بصورة تجعله يُرهب أى جهة أخرى.

ليست لدىَّ أرقام بأعداد الجمهور الذى سافر من مصر إلى داكار لمتابعة المباراة وتشجيع فريقنا.

ولكن الأعداد كانت لصالح الطرف الآخر بشكل مطلق.. لابد أن نحقق فى الأمر ونطالب بإعادة المباراة حتى ولو كانت بدون جمهور.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة