خاطر عبادة
خاطر عبادة


أنوار رمضان.. وعمارة المساجد 

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 01 أبريل 2022 - 02:24 م

يا باغى الخير أقبل.. يتشوق أكثر من مليار و800 مليون مسلم فى أنحاء العالم لاستقبال خير الشهور وزينة الأيام؛ لتمتلىء من جديد ساحات المساجد بالمصلين و تعمر بيوت الله وترتفع أصوات الذاكرين والذاكرين والدعوات..

 وتبدأ أجمل لحظات العام مع أول النسائم والروائح العطرة لشهر رمضان المبارك .. وتتهيء فيه النفس لبلوغ حالة من الصفاء والنقاء مع أول ساعات الصيام عسى أن تمحى فيه الذنوب والأخطاء وأن يشملنا المولى بعطفه وعفوه وتمتليء أيامنا بالبركات..

العودة إلى الله.. هى الهدف الأسمى لكل مسلم والتى تجعل من رمضان لحظة ثمينة لإعادة بوصلة الحياة.. تلك العبادة الجماعية الجميلة هى سر بهجة أجواء رمضان الساحرة وما يصاحبها من طقوس تقليدية ودافع للوحدة وصلة الأرحام التى بدأت تقتصر عند البعض فى مثل تلك المناسبات الموسمية

حوافز عديدة و مكافآت يمنحها المولى الكريم فى مواسم الطاعات لإعادة بوصلة القلب الشارد إلى اتجاه القبلة و أنوار الحياة وسط زحام وتراكم الأعباء النفسية و إرهاق ومشاغل الحياة اليومية وروتينها القاسى يأتى رمضان كطوق نجاة.. من منا يمكنه الاستغناء عن معونة الله وسط أمواج من الكربات والضغوطات والظلام.. ؟ فلا تضيع لحظاته الغالية ولا  تجعل لحظات الأنس وعوامل الترفيه تنسيك قيام لياليه ومناجاة الخالق وقراءة القرآن وحسن صيامه بالنهار.

الصيام هو صون وصيانة وضبط النفس والأعضاء عن الخطأ وأن تترك لعقلك عبادة التدبر وتشغل قلبك ولسانك بذكر الله.. والغرض منه هو التقوى واستشعار مراقبة ومعية الله للعبد فى كل وقت.. وهو دافع كبير للتكافل والتراحم بين الناس وزيادة أعمال الخير.. من منا لا ينتظر تلك اللحظة لتدارك ما فات.. وفرصة لصفاء النفوس وإزالة القطيعة والبغضاء أو على الأقل تستحى النفس الأمارة بالمعصية من التطاول و أذية الناس احتراما للصيام

هلت أنوار رمضان وطقوسه الجميلة .. ضيف كريم له طلة العيد.. تستقبله الشوارع والحارات بأنوار وزينة رمضان قبلها بأيام وسط فرحة الأطفال والكبار .. وتتزين المساجد وتستعد الأسر و المنازل بإعلان حالة الطواريء وأجواء رمضان تشعر بها فى زحام الشوارع والأسواق.. ثم تنطلق أول مظاهر البهجة فى رمضان بقيام صلاة التراويح فى أولى ليالى وسهرات رمضان التى تستمر حتى مطلع الفجر وأول خيوط الصباح.. وتشرق  أنواره طيلة الشهر المبارك 

وفى صباح رمضان.. تشعر النفس بحالة من الصفاء الخالص والملائكية  مع أول ساعات الصيام .. نستثمرها فى أن يرحم بعضنا بعضا عسى أن  يشملنا جميعا عفو المولى وتتنزل الرحمات ويزول الغلاء والوباء.

ويا باغى الشر أدبر.. حالة النقاء وصفاء النفس فى رمضان.. احذر أن تجرحها مع أول موقف يستفزك فيه سلوك خاطيء أو صوت شجار لأشخاص لا يبالون بقدر ومعنى الصيام؛ فالمغزى من الصيام هو الصفاء لذا فإن المشاحنة والكراهية لا تفسد مزاج الصائم فحسب بل معنى الصيام وجوهره أو تحجب رفع الدعوات فى شهر التقرب إلى الله.. 

الاتصال بالله هو العلاج الأمثل لانطفاء الروح وسر السعادة الحقيقية الدائمة.. والعبادة فى رمضان هى عمل جماعى تتيسر فيه الطاعة وتهون ساعات الصيام لكن فى المقابل تحتاج النفس للاختلاط بأصحاب النفوس السليمة والإعراض عن مثبطى الهمم أو عمن تفتر عزيمتهم سريعا بمجرد أن تنقضى سحر البدايات 

.. لابد أن تطغى أنوار الشهر الفضيل وتستثمر سحر البدايات ويدوم أثرها.. لاسيما أن أفضل جائزة وهدية مدخرة فى العشر الأواخر وهى ليلة القدر.. عسى المولى أن يشملنا فيها  المولى بعفوه فى الدنيا والآخرة 

شهر المناجاة والخير والقرآن تتيسر فيه الطاعات ويكثر فيه الإنفاق ابتغاء مرضاة الله.. أيام الترويح عن النفس والسعادة، وفرصة لإزالة الصدأ عن الروح.. وتجديد روح المحبة والوحدة والتراحم فى عمل جماعى رائع.. 30 يوم عيد و سعادة وعبادة وضبط للنفس وتزكية وممحاة للذنوب والغفران 

تحتاج النفس للتعرض لمثل تلك النفحات فى كل عام حتى لا تمل وتصدأ .. ولا تركن للحزن أو المعاصى.. فالعبادة هى سر السعادة 

ضبط النفس.. يمكن هزيمة الشيطان بأقل مجهود.. لكن النفس تحتاج إلى التعرض لمثل تلك النفحات فى مواسم الطاعات للترويض
يلزم فى هذه الأيام المباركات المراجعة.. وقفة مع النفس والهوى، الحد من التعلق بعادة تحجبنا عن العبادة.. وتخفيف التعلق بمادة تنسيك حب الله واستبدالها بعبادة جماعية جميلة وعمل مجتمعى رائع فى مواسم الطاعات.. تستحضر فيها المعانى الجميلة من وحدة وتكافل ورحمات وزيادة الخيرات والبهجات

رمضان كريم  وضيف كريم .. يقترن معناه بالرحمة والتسامح ؛ فالمسامح كريم.. فطالما ارتقت النفس وصفت وصارت نقية فهى أقرب للتسامح

والهدف من فريضة الصيام هو التقوى.. وهذا يفسر أيضا سبب امتلاء المساجد فى شهر الصيام، لكن بمجرد انقضاء أيامه تتكاسل و تفتر العزيمة والهمة وتفرغ المساجد.. ثم تعود الكرة من جديد وهذا سبب المشاكل! .. ربما حصلت على المغفرة في رمضان لكن العبرة تكمن فى الزاد لباقى العام.. حتى تستقيم أمورك.. لا تتكاسل بعد طول اشتياق وعودة لسر الحياة.

ورمضان هو فى حد ذاته شهر للترفيه والتقارب والمحبة وصلة الرحم خصوصا فى مجتمع غالبيته العظمى يلتزم بطقوسه الدافئة من قديم الزمان .. والقديم دائما هو الدفا 

لكن الترفيه عن القلب له حدود مع الإكثار من فضائل الخير والشهر الكريم - وطالما لم تخرج عن الهدف الأسمى للصيام وهو التقوى .. اللهم احفظ هذا البلد الكريم وسائر بلاد المسلمين 

..كل عام ومصر والأمة الإسلامية بخير وسلام..

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة