وردة الحسيني
وردة الحسيني


اللاجئون.. أزمة الجميع

وردة الحسيني

الجمعة، 01 أبريل 2022 - 06:27 م

عانت، ولاتزال، منطقتنا من أزمة اللاجئين، فالملايين من الفلسطينيين ومنذ عقود طويلة يعيشون فى مخيمات إيواء وحاصلون على لقب «لاجئ»، ومع ما أطلقوا عليه ربيعا عربيا اضيف اليهم السوريين ايضا.
وأزمة اللجوء تندلع مع الاحتلال واشتعال الحروب وانهيار الدول.

وما عاشته منطقتنا وشعوبنا لم يكن خافيا عن انظار العالم وبالرغم من ذلك تم غض البصر عنه و الإمعان فى الكيل بمكيالين، فالتعامل مع ما يحدث هنا من انتهاكات حقيقية لحقوق الانسان الفلسطينى تحديدا يختلف تماما عما يحدث فى مكان اخر ترتبط الدول الكبرى بمصالح احادية به!

جميعنا يتذكر مأساة الطفل السوري، الذى لم يتجاوز الثالثة من العمر، والذى مات غرقاً على أحد شواطيء تركيا، حيث كان برفقة والديه وأخيه أثناء محاولتهم الوصول إلى اليونان بواسطة قارب صغير انطلق من سواحل تركيا محملاً باللاجئين السوريين الهاربين من جحيم الحرب، وغرق الطفل بعدما انزلق من يد والده مع انقلاب القارب فى عرض البحر المتوسط، وتوفى معه فى هذا الحادث والدته وشقيقه، وآنذاك قيل إن هذه المأساة قد أعطت بعداً آخر لمعاناة اللاجئين فى كل مكان، ولكن ذلك ظل حبرا على ورق ولم يتم التعامل معه بخطوات جدية يلمسها اللاجئون أنفسهم!

أخيرا..لاشك ان قضية اللاجئين خطيرة وانه قد آن الاوان،خاصة بعد التطورات الاخيرة فى اوربا،النظر اليها نظرة شاملة لا تفرق بين عربى وأوربى، والحل الأمثل قبل المطالبة بعدم الكيل بمكيالين فى التعامل مع هذه الأزمة سواء جاءت من الشمال او الجنوب او من الشرق او الغرب،هو التعامل مع مسبباتها، فلا شك ان تلك القضية وما تكتنفه من تداعيات خطيرة ومأساوية تهز الضمير العالمي، ولكن للأسف لا يستمر ذلك طويلا خاصة اذا لم توجد مصلحة للدول الكبرى فى ذلك،حيث يتم العودة سريعا الى مربع «غض البصر»!

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة