إنتصار دردير
إنتصار دردير


صباح الفن

تجديد الخطاب الدرامى

إنتصار دردير

الجمعة، 01 أبريل 2022 - 08:12 م

تغيب الدراما الدينية والتاريخية عن مائدة شهر رمضان العامرة بأكثر من خمسين مسلسلاً عربياً، يحتاج المرءُ عمراً إلى عمره حتى يستطيع أن يلاحق هذا السباق المجنون لأعمال كوميدية واجتماعية وأكشن، بينما خرجت الدراما الدينية والتاريخية ولم تعد، فى وقت نحن أحوج ما يكون إليها من أجل أجيال نراهن عليها مستقبلاً، لا تعرف اليسير عن دينها ولا تاريخها.

قبل أيام تابعت عبر مواقع «السوشيال ميديا» لقطات مصورة مع مجموعة من الشباب، وجه إليهم سؤالان، فجرت ردودهم عليها الدموع بقدر ما أثارت الضحك، السؤال الأول كان: من هو النبى الذى جاء بعد محمد «صلى الله عليه وسلم»؟، والثانى ما هو الفرق بين حرب 1973 وحرب العاشر من رمضان؟، وقد جاءت الإجابات تؤكد أن أغلبية هذا الجيل لا يعرف شيئاً عن دينه ولا تاريخه، وبينما ذكر بعضهم أسماء أنبياء سبقت برسالتها خاتم الأنبياء والمرسلين، تحدث البعض الآخر عن أن حرب العاشر من رمضان وقعت فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.

قبل سنوات كانت الدراما الدينية تحجز مكانها على شاشة رمضان، وتعرض فى أهم توقيت لتجتمع حولها الأسرة، فظهرت مسلسلات مهمة لكبار نجوم التمثيل والمؤلفين والمخرجين، هذه الأعمال أدت رسالتها تجاه أجيال عصرها، لكنها لن تلقى نفس التأثير الآن فى جيل جديد يستقى كل معلوماته من مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يتلق تعليماً مؤثراً، ولا ثقافة تؤهله لأى شىء.

هذا الجيل الذى لا يعرف أبسط المعلومات عن دينه وتاريخه، لابد أن تتوجه له الدراما وتعود لإنتاج الأعمال الدينية والتاريخية بأسلوب قادر على جذبه لمتابعتها وليس بأسلوب عقود ماضية، وإذا كانت الدعوة لتجديد الخطاب الدينى تجد إهتماماً من الدولة والمؤسسات الدينية، فنحن نطالب أيضاً بالدعوة لتجديد الخطاب الدرامى الدينى والتاريخي، تجديد فى الطرح والأسلوب والتنفيذ ليغرى ويجذب هؤلاء لتعلم صحيح الدين ومعرفة تاريخهم، فى مواجهة كثير من المغالطات التى تطرحها أحياناً جهات هدفها التشكيك والزج بمعلومات مغلوطة، تروج إلى ثقافة سطحية تشكل عقولاً هشة يمكن اختراقها، إن لدينا كثيراً من القصص والحكايات الدينية التى تستحق أن تُروى، وفيضا من الوقائع التاريخية التى يجب أن تعرفها الأجيال الجديدة، وأن تؤثر فيها وتتأثر بها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة