داليا جمال
داليا جمال


في أروقة السياسة

الشقيانين فى الأرض!

داليا جمال

الجمعة، 01 أبريل 2022 - 08:16 م

لكل شىء فى الحياة وجه آخر.. قد نلمحه أحيانا، و لا نراه غالبا!
وكما كتبت فى مقالى الأسبوع الماضى عن نوعية من البشر، ممن يرفضون الحصول على المال من سكة  الجهد والتعب والعمل بحجة عدم مناسبته لهم ولظروفهم، مفضلين طريق المساعدات المادية بالإستعطاف والشحتفة  دون تعب!

قررت أن أكتب اليوم  عن نوع آخر من البشر على النقيض من السادة المأنتخين، وهم طبقة عمال البناء  الشقيانين فى الأرض حرفيا، وذلك  بعد ان جمعتنى الظروف لمعايشتهم عن قرب ورصد تفاصيل حياتهم الصعبة، بحثا عن لقمة عيشهم المغموسة بالصبر والعرق والدموع.

لوجربت أن تكون فى يوم عامل بناء باليومية، ستكتشف أن يومك يبدأ فى الخامسه فجرا، لتلحق بعربية شحن الأنفار لموقع العمل، وإلا هتضطر تدفع ٧٠ جنيه من يوميتك مواصلات من قريتك الى موقع العمل فى مدينة من المدن الجديدة، لتبدأ العمل فى الثامنة صباحا، عتالة او حمل أسمنت ورمل وطوب، تقلهم يهد حيل جبل، لتتسلق بهم سلالم طويلة لا تنتهي، ممنوع الراحة إلا فى وقت غذاء قصير تجتمع فيه مع زملاءك، لتتناول ارغفة خبز مع فتافيت قليلة من ارخص نوع جبنة وكيس شيبسى تملأ بيهم رغيفك لتشبع، ثم تواصل العمل من جديد حتى الخامسة مساء، وينتهى يومك وأنت بتستلم يوميتك ٢٠٠ جنيه، صرفت منهم ٢٠ جنيه فى الغدا، لتعود لبيتك واولادك بـ١٨٠ جنيه، وجسمك مكسر ومهدود الحيل، تدعى ربنا يديمها عليك نعمة ويحفظها من الزوال، لأنك ساعات ممكن تعدى عليك ايام كتير ما فيش شغل، وده معناه أن يعيش بيتك واولادك بلا طعام ولا مصاريف .

عن هؤلاء... اكتب اليوم فى أول ايام شهر رمضان الكريم، أرجوكم ان تبحثوا عن عمال البناء الشقيانين وليس المتسولين المقنعين، زوروهم فى بيوتهم، أو أرسلوا لأسرهم هدايا رمضان من أموال الزكاة وكراتين الطعام،  لأنهم يقضون أغلب أيام رمضان دون عمل، فهؤلاء هم المتعففون والمستحقون للعون على قسوة الحياة، وبلاها جمعيات تحصد من جيوبنا ملايين، لتذهب مكافآت لمن لا يستحق،  ولا تصل لمثل هؤلاء الشقيانين فى الأرض.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة