جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

صلاح.. ده بس من العشم!!

جلال عارف

الجمعة، 01 أبريل 2022 - 08:18 م

نجمنا الرائع محمد صلاح يعرف مكانته فى قلوب المصريين جميعا، كما تعرف الجماهير المحبة للكرة أن أفضل لاعب فى العالم لا يعتز بشىء قدر اعتزازه بوطنه، ولا يدخر جهدا لكى يحقق للكرة المصرية كل بطولة ممكنة رغم العقبات الكثيرة على الطريق.

لم نر دموع صلاح إلا عندما لم يحالف الحظ منتخبنا فى بطولة إفريقيا الأخيرة وفى بلوغ مونديال ٢٢ بضربات الجزاء الترجيحية لكننا نعرف أن صلاح قادر تماما على تخطى التحدى ليواصل قيادة منتخب بلاده فى رحلة لابد منها لتصحيح المسار ومعانقة البطولات الكبرى من جديد، ونعرف أيضا أن لا أحد يستطيع أن يتحمل ما تحمله فى طريقه الصعب، ولا أن يقود المنتخب فى ظل الظروف التى تعانيها الكرة المصرية منذ سنوات بهذه الكفاءة وروح المسئولية، لنصل إلى نقطة لم نكن نحتاج فيها إلا للقليل من الحظ لنفوز ببطولة القارة السمراء ولنكون أهم الممثلين لها فى المونديال!

لا أظن أن تعليقا سخيفا على إضاعته ضربة جزاء فى مباراة العودة مع السنغال يمكن أن يؤثر فى نجمنا الكبير ما تعرض له صلاح قبل وأثناء وبعد المباراة كان فوق الاحتمال. مشهد «الليزر» على عيون صلاح وهو يسدد ضربة الجزاء، ومشاهد إلقاء الحجارة وزجاجات المياه وتوجيه السباب لصلاح كافية وحدها لإثبات الظلم الذى وقع على المنتخب لو كانت عند «الفيفا» موازين لتحقيق العدالة.. وسنري!!

لا أجد مجالا لأى ثرثرة حول إمكانية اعتزال صلاح للعب الدولي. ليس صلاح من يفعل هذا. تذكروا الدقائق الحاسمة التى أوصلتنا إلى مونديال موسكو وحلم الوصول للمونديال يتراجع بعد أن سجلت الكونغو هدف التعادل معنا قبل نهاية المباراة بدقيقتين وكيف كان رد فعل صلاح، ثم كيف استطاع أن يتمالك أعصابه وأن يتقدم بلا تردد لكى يسدد ضربة الجزاء التى أوصلتنا للمونديال فى الوقت بدل الضائع!
مازال أمام صلاح الكثير ليقدمه لمصر وللكرة العالمية. ومازال عليه أن يسترد حقنا المستحق فى البطولات الدولية وأن يقود المنتخب إلى المونديال فى ظروف أفضل. وما زال عليه أن يدرك أن قيادته للمنتخب ضرورية فى أى برنامج لاصلاح حقيقى للكرة المصرية. نعرف أن هذا حديث يتردد دائما فى مثل هذه المناسبات، لكننا نأمل أن يكون الأمر مختلفا هذه المرة.. مع تنامى الوعى بضرورة الإصلاح الشامل والجذري، ومع الدرس الذى مثله صلاح الذى يقول إننا نملك المواهب التى تتألق مع الإدارة السليمة فى الخارج.. وفى الخارج فقط!!
سنعيد ما قلناه وقاله غيرنا على مدى سنوات..

هل يقود دورى الشركات الذى نعايشه إلى كرة حقيقية؟
وهل يمكن فى ظل الإدارة بالفهلوة أو المحسوبية وفى غياب الرؤية العلمية أن تقود إلى شيء غير ما تعانيه الكرة المصرية منذ سنوات؟.. وإذا كان الحديث عن عودة الرياضة للمدارس مستبعدا قبل أن تعود المدارس لأداء وظائفها الأساسية، والأندية بعيدة عن الغالبية العظمى من المواطنين، والمواهب الحقيقة مطالبة بأن تفعل المستحيل لكى تجد الفرصة.. فهل يمكن أن ننتظر الأفضل إلا بخطة شاملة للاصلاح لا تتوقف عند استبدال مدرب بآخر، أو تفضيل لاعب على لاعب، بل تقول الحقيقة وتنشد الاصلاح.

والحقيقة هى أننا نحتاج للكثير لكى ننهض بكرة القدم، وبالرياضة عامة. وأننا نفتقد أى خطة جادة للتطوير. نفتقد الملاعب والمدرب الوطنى الكفء ونفتقد الرعاية المطلوبة للأندية الجماهيرية التى كانت وستظل تمثل الأمل فى كرة مصرية متقدمة.. و«الاصلاح» طريقه معروف، واقتراحاته موجودة فى أدراج اتحاد الكرة منذ سنوات، ولو فتحوا ادراجهم لما كنا فى هذا الموقف، ولكانت الكرة المصرية فى مكان آخر!!

المنتخب قدم أقصى ما لديه، وصلاح تحمل مسئولية قيادة المنتخب بكل كفاءة. المشكلة فى مكان آخر، وصلاح يعرف جيدا أن عتاب الجماهير كان من باب العشم!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة