أمينة
أمينة


«ضحية الغسالة» .. مازالت التحقيقات مستمرة ؟!

أخبار الحوادث

السبت، 02 أبريل 2022 - 12:00 م

حمدين بدوي

على مدار أكثر من ثمانية أشهر، كانت عائلة «أمينة» تؤمن بأنها لم تنتحر، وأنها قتلت، وزوجها هو القاتل، وبالرغم من أن الأحداث كلها تسير إلى نفي ما يؤمنوا به، ومجرى سير التحقيقات عكس ما يعتقدوه، إلا أنهم في قرارة أنفسهم يوقنون بأن ابنتهم قد قتلت، وأن قاتلها مازال بعد حرًا طليقًا. كل هذا كان يدور في عقل كل فرد من أسرة «فتاة الغسالة» لكن لم يجدوا من يصدقهم أو يقف بجانبهم طوال تلك الفترة، حتى جاء قرار النائب العام مرة أخرى وعاد الأمل إلى قلوبهم بعدما قدموا التماسًا وتم قبوله، وقرر فتح التحقيق في القضية مرة أخرى. تفاصيل تلك الأحداث ترويها السطور التالية.

 

شهدت مدينة بيلا بمحافظة كفرالشيخ، تجدد أحداث حادث وفاة زوجة، الشهيرة بـ» سيدة الغسالة»، حيث مضى أكثر من ثمانية أشهر على حادث الوفاة ولكن بدأت الأحداث تتفجر من جديد، بناءً على التظلُّم الذي قدمته عائلتها ضحية “حادثة الغسالة” ونفيهم انتحارها، بل تعرضها للقتل العمد من خلال زوجها وعائلته. بعد ولادتها بـ 45 يومًا.


بالفعل أعاد النائب العام المصري فتح التحقيقات مجددًا في الواقعة المأساوية. قرار النائب العام جاء بناءً على التظلم الذي قدمته عائلتها، حيث عاشت أمينة ابنة مدينة بيلا فى اسرة أبيها تنتظر العريس الذى سوف يأخذها على حصانه الأبيض، ويحقق لها أحلامها، التي طالما حلمت بها.

زوج صالح

مرت الأيام والشهور إلى أن طرق باب الأسرة ابن الحلال، الذى كان صديقًا لأخيها، توسموا فيه خيرًا، ورأت أمنية فيه الزوج الصالح والسند، تقدم للأسرة التى رحبت به، وتم الاتفاق على موعد تحديد الفرح، وبدأت الأسرتان الاستعداد لذلك.


 كانت أمينة فى قمة سعادتها لارتباطها بالشخص الذى تحبه، وقد شغل قلبها منذ سنوات، وبالفعل تم الاستعداد للفرح من قبل الجميع. عاشت فتاة بيلا الجميلة فى نشوة وسعادة طيلة الأيام إلى أن رزقهما الله بتوأم جميل، فازدادت فرحتهما وسعادتهما بالولدين الجميلين، وبدأ يهتمان بهما ويشتريان لهما كل احتياجاتهما، ويعتنيان بهما، ولما لا وهما الأمل الذي طالما طال انتظاره. لم تكن الفرحة قاصرة على أمينة وزوجها فقط، بل كلا الأسرتين في حالة من السعادة والفرحة، كل هذه السعادة انتهت في لحظة صادمة، سوداء، من فرط سوداويتها كست كلا الأسرتين بوشاح أسود وحسرة وحزن، عندما دق هاتف أم أمينة، ويقول لها زوج ابنتها عبر الهاتف: «أمينة ماتت غرقا داخل الغسالة».


كابوس

ملأ القلق كل أفراد الأسرة، قلق بعد علمهم بطريقة وفاة ابنتهما وكأن الجميع غاب عن الوعي وشهدوا في احلامهم كابوسًا واحدًا وعادوا من غفوتهم يحكونه سويًا، كيف لفتاة راشدة عاقلة جسدها قوي أن تغرق داخل غسالة؟!، وأثارت مخاوفهم تلك تساؤلات عدة وشكوك كبيرة حول وفاة ابنتهم «أمينة علاء»، وتساءل أهلها؛ «يعني إيه نصحى الصبح بعد ما كنا معاها، من كام ساعة يقولولنا إنها ماتت أو انتحرت إزاي يا جماعة»؟!، غسالة إيه اللي تنتحر فيها؟، وتساءلت أسرتها: «هي كانت عروسة لعبة»؟، «هو فيه حد ممكن يحط رأسه في ميه لحد ما يموت»؟!

 

وتعاظمت شكوك أسرة الضحية حول أسباب وفاة ابنتهم أمينة، بعدما وجدوا زوجها وحماتها إلى جوار جثتها ولم يكن إلى جوارها غسالة كما زعم زوجها، وقال شقيقها؛ «عندما رأتها أمي لم تكن بجوار الغسالة، مشيرا إلى وجود شبهة جنائية حول الحادث، وخاصة أن الجميع يشهد لها بالأخلاق الحميدة فى خدمة زوجها، وابنيها اللذين تركتهما فى سن ٤٥ يومًا.

فتح التحقيق

وفي حديثه لـ «أخبار الحوادث» أضاف محمد شقيق أمينة قائلا: «أختي ملحقتش تفرح بطفليها وتركتهما وعمرهما 45 يومًا، ملحقوش يشوفوها ولا ينطقوا كلمة ماما»، وتابع موضحًا: «بالمناسبة هيا ماتت غرقانة اسفكسيا الغرق)، حتى لا يفكر أحد أنها ماتت بالكهرباء من الغسالة ومكنش فيه غسيل ولا حاجة»، شكوك شقيق «أمينة»، تعارضت مع رواية الزوج الذي قال في أقواله بمحضر الشرطة وتحقيقات النيابة إنه استيقظ من النوم ولم يجدها حيث وجدها غرقانه في الغسالة.


وردًا على ما قاله زوجها أكد شقيقها قائلًا؛ «انتهينا من مراسم الدفن وبدأت من اليوم الثاني أبحث عن الحقيقة، حيث تسجيل كاميرا الضرائب العقارية اللي موجودة في الدور الأرضي للعمارة، والعقار الذي بجوارها أيضا، والمفاجأة أنني عثرت على الكاميرات مفصولة من ليلة الحادث، وهذا زاد من شكوكي أكثر، وبدأت أبحث عن مصدر ثاني، فوجدت كاميرا على بعد 50 مترا والتي ظهر فيها حاجة مريبة جدا»!، تفاصيل تلك الأشياء التي أثارت الريبة في نفس شقيق فتاة الغسالة يفندها قائلا: كان زوجها يقول أنه نائم، والكاميرا رصدته وهو داخل بيته قبل أن يتصل بأمها قبل دقائق قليلة، وهو ما ينفي ادعاءاته، ويؤكد أنه كان ينوي فعلا ارتكاب أمر ما يحاول إخفاء ما قام به».

 

البداية عندما تلقى مدير أمن كفر الشيخ إخطارًا من مباحث المركز وتم تحويل الواقعة إلى النيابة العامة والتى قررت وقتها أنه لا وجه لإقامة الدعوى الجنائية في وفاة «أمينة»بعد رواية زوجها بأنها توفيت غرقًا داخل غسالة ملابس داخل مسكنها بمركز بيلا، حتى فجرت النيابة العامة مفاجأة من العيار الثقيل بقرارها الصادر رسميًا بإعادة فتح التحقيق ثانيًا حول ملابسات الوفاة.


أمر المستشار حماده الصاوي النائب العام، بإلغاء الأمر بأنه لا وجه لإقامة الدعوى الجنائية الصادرة في واقعة وفاة سيدة غرقًا داخل غسالة ملابس بمسكنها بمركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ، واستكمال التحقيقات فيها، وكان المستشار النائب العام قد وجَّه مكتبه الفني بفحص القضية في ضوء التظلم المقدم فيها، والذي انتهى إلى إعادة التحقيق فيها، واتخاذ عدة إجراءات بها لبيان حقيقة ما أورده المتظلم بطلبه، والتأكد إذا كان ما نعاه قد يُغيِّر وجه الرأي في الدعوى أم يؤكد تصرف النيابة العامة السابق بها، وستُعلن النيابة العامة عن النتائج النهائية للتحقيقات عقب الانتهاء منها.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة