توزيع جوائز “الأوسكار”
توزيع جوائز “الأوسكار”


صفعة على وجه «أوسكار» النجوم !

أخبار النجوم

السبت، 02 أبريل 2022 - 02:30 م

إنچي ماجد

لأول مرة في تاريخ حفلات جوائز الأوسكار”، تواجه “الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم السينما” تحديا استثنائيا لم يسبق  من قبل أن واجهته، وذلك بسبب النسخة الأخيرة التي تحمل رقم 94 والتي ترتب عليها الانقسام ما بين معسكرين متواجهين، يفصل بينهما تساؤل واحد: “هل من المفترض أن يكون الحفل حول صناعة الأفلام؟، أم حول المشاهير أنفسهم؟”.

 

على الرغم من أن تيمة حفل توزيع جوائز “الأوسكار” لهذا العام كان “Movie Lovers Unite”، إلا أن منتج الحفل ويل باكر انضم بشكل واضح إلى معسكر المشاهير، لتكون ليلة الأحد عرضا لا نهائيا للمشاهير، وكان ذلك على حساب الفكرة التي يقام عليها الحفل من الأساس، وهو تكريم الصناعة السينمائية الأكثر تميزا.


وكانت أكثر اللحظات إثارة للصدمة في الحفل من نصيب المشاهير - وليس لصالح السينما - لكن ربما ليست بالطريقة التي كان يخطط لها ويل باكر، وجمعت بين أسطورة هوليوود ويل سميث والممثل الكوميدي كريس روك، بعد أن أدلى كريس بمزحة قارن فيها مظهر شعر جادا بينكيت سميث بـمظهر النجمة ديمي مور في فيلمها “G.I Jane”، وهو ما أثار غضب زوجها سميث، ليصعد على خشبة المسرح ويصفع روك على وجهه في مشهد لم يتوقعه الحضور، وليتم قطع البث الصوتي من البث التلفزيوني، بعدما بدأ سميث يصرخ قائلا: “أبق اسم زوجتي بعيدا عن فمك!”، بحسب المراسلين الموجودين في المسرح.

 

ويبدو أن ويل أراد أن يكون هذا الحفل استثنائيا بالنسبة له بفعلته التي لم يتوقع أحد حدوثها، ثم بفوزه أخيرا بأول جائزة أفضل ممثل له عن فيلمه “King Richard”، الذي جسد فيه دور “ريتشارد ويليامز” والد ومدرب نجمات التنس فينوس وسيرينا ويليامز. 

 

ومع الدموع التي تنهمر على وجهه، ألقى سميث خطابا غير متماسك ومشتت إلى حد ما، واعتذر فيه للأكاديمية وزملائه المرشحين، وفي مرحلة ما بدا وكأنه يقارن نفسه بالرجل الذي لعب دوره، والذي قال إنه كان “مدافع شرس عن عائلته”، ليضيف قائلا: “الحب سيجعلك تفعل أشياء مجنونة”، في محاولة منه لتبرير ما فعله، ورغم ذلك لم يعتذر سميث لروك.

 

بصرف النظر عن أعمال العنف العفوية، كان الحفل بمثابة عودة إلى شكله الأصلي، بعد أن عاد ليحتضنه من جديد مسرح “دولبي”، وهي عودة مرحب بها بعد تجربة العام الماضي المملة بعض الشيء، بسبب عدم وجود مقدم رئيسي للحفل، والذي أقيم في محطة “يونيون” بمدينة لوس أنجلوس، وبعد العودة إلى أحضان مسرح “دولبي”، عادت ليلة “الأوسكار” لتقدمها 3 من نجمات الكوميديا، ريجينا هول وإيمي شومر وواندا سايكس، ورغم روح الدعابة العالية لدى كلا منهن، إلا أنهن لم ينجحن في تقديم جرعة كوميدية عالية كانت منتظرة منهن.

 

وبنهاية الحديث عن صفعة سميث التي استحوذت على إهتمام العالم أكثر من الجوائز نفسها، نبدأ الإلتفات إلى الفائزين هذا العام، وتأتي البداية مع النجمة جيسيكا شاستاين، التي نالت جائزة أفضل ممثلة رئيسية لأول مرة عن دورها في فيلم السيرة الذاتيةThe Eyes of Tammy Faye” “، وهو أول فوز لها بعد 3 ترشيحات سابقة.

 

أما المخرجة النيوزيلندية جين كامبيون فحققت إنجازا تاريخيا بحصولها على جائزة “الأوسكار” الثانية لها لأفضل إخراج عن فيلم “The Power of the Dog”، وهو أول فيلم تخرجه منذ 12 عاما، لكن المفاجأة كانت فيلم “CODA” الذي اقتنص جائزة أفضل فيلم، متغلبا على منافسيه الشرسين. 
ويبدو أن الإنجازات هذا العام جاء معظمها على يد النساء، فإلى جانب ما حققته جين كامبيون، أصبحت أريانا ديبوز أول ممثلة “أفرو لاتينية” تفوز بجائزة التمثيل، بعد حصولها على جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم “Story West Side”.

 

أما إنجاز الرجال في النسخة الرابعة والتسعين فكان الحدث الأبرز فيه من نصيب الممثل تروي كوتسور، الذي فاز بجائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم CODA، ليصبح ثاني ممثل أصم يفوز بجائزة التمثيل، بعد الممثلة مارلي ماتلين عن فيلمها “Children of a Lesser God” وذهبت جائزة أفضل سيناريو أصلي إلى السير كينيث براناه عن رائعته “Belfast”، لتكون أول جائزة “أوسكار” له بعد 8 ترشيحات.

ولإفساح المجال أمام الفواصل الإعلانية التي يقدمها نجوم هوليوود، وفي نفس الوقت تقليل الفترة الزمنية للحفل، قامت الأكاديمية بعدم إذاعة الفائزين بـ8 جوائز على الهواء مباشرة، وهي جوائز أفضل “موسيقى أصلية، مونتاج سينمائي، تصميم الإنتاج، المكياج وتصفيف الشعر، الصوت، الفيلم الوثائقي القصير، الفيلم القصير الحي، فيلم الرسوم المتحركة القصير”، واستبدلت الأكاديمية ذلك بعرض مقطع غير محترف يضم عدد من اللقطات لإعلان الفائزين، وذلك في محاولة لزيادة نسبة المشاهدة، وكذلك الحفاظ على ألا تزيد مدة الحفل عن 3 ساعات، وهو ما لم يحدث بعدما أستمر الحفل لمدة 3 ساعات و40 دقيقة، أي حوالي 20 دقيقة أطول من حفل العام الماضي.

 

وفاز الملحن الأسطوري هانز زيمر بجائزة أفضل موسيقى تصويرية عن فيلم “Dune”، وهو العمل الذي أبتكر من أجله آلة موسيقية مستحدثة، ليضيف تلك القطعة الموسيقية إلى أعماله الخالدة، والتي جعلته من أعظم الموسيقيين الذين عملوا في “الفن السابع”، لكن زيمر لم يكلف نفسه عناء الحضور إلى الحفل، ويبدو ذلك نتيجة طبيعية لعلمه المسبق بعدم الإعلان عن نتيجة الجائزة بشكل مباشر ضمن فقرات الحفل، وهو بحق لا يلام على ذلك. 

 

ومع التجاهل الواضح من الأكاديمية لفئات الجوائز الثمانية السابق ذكرها، تم إضافة جائزتين جديدتين تم التصويت عليهما من جانب الجمهور، وهما Oscars fan Favorite”” و””Oscars Cheer Moment؛ ويبدو أن تصويت المعجبين المشاركين جاء قليلا، بعد فوز عملين لنفس المخرج بالجائزتين، والمخرج المحظوظ هو زاك سنايدر الذي فاز بالجائزتين عن فيلميه “”Army of the Dead و””Justice League، وقد يكون صاحب الفضل في ذهاب الجائزتين إليه، هو جيشه الضخم من المعجبين عبر حسابه على “تويتر”. 

 

كما تم قضاء القليل من الوقت الثمين للحفل في تكريم أفلام من الماضي، منها فيلم “Juno” الذي تم الاحتفال بمرور 15 عاما على صدوره، و”White Men Can’t Jump” بمناسبة مرور 30 عاما على عرضه، وكذلك فيلم “Godfather” في الذكرى الخمسين على عرضه، و”Dr. No” بمناسبة مرور 60 عاما على صدوره، وأخيرا فيلم “Pulp Fiction” لمرور 28 عاما على عرضه، ومنحت تلك الفقرة المزيد من الفرص لتعبئة المسرح بمزيد من المشاهير، وكان أبرزهم الأسطورتين آل باتشينو وروبرت دي نيرو. 


أما اللقطة التي تم تسريبها بشكل ذكي ومرتب، فكانت الحديث عن الحرب في أوكرانيا، والتي لم يتم ذكرها حتى ما يقرب من مرور ساعة و40 دقيقة من البث التلفزيوني، وعندما طلبت الأكاديمية من الحضور لحظة صمت، أعقبها عرض مقطع فيديو على المسرح تضمن رسالة مكتوبة تؤكد على دعم الجانب الأوكراني في الحرب الدائرة حاليا، كما تضمن الفيديو رمز QR”” يمكن للناس من خلاله التبرع بالمال للضحايا الأوكرانيين، كما أرتدى بعض الحاضرين شرائط زرقاء منقوش عليها هاشتاج “#مع_اللاجئين”، وفي وقت لاحق من الحفل صرخ المخرج الكبير فرانسيس فورد كوبولا:  “تحيا أوكرانيا”.

 

يذكر أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لم يظهر في مقطع الفيديو الذي تم بثه، على الرغم من أن إيمي شومر كانت تريده أن يظهر عبر الأقمار الصناعية، ناهيك عن تهديدات النجم شون بن بإذابة جائزتي “الأوسكار” التي فاز بهما من قبل إذا لم يتم دعوة زيلينسكي لحضور الحفل، وفي النهاية يبدو أن زعيم البلد الذي مزقته الحرب لديه أشياء أكثر أهمية ليقوم بها. 

 

على الرغم من بذل قصارى جهده، لم يحصل ويل باكر على العرض الأقصر الذي كانت تحلم به الأكاديمية، لكن يبدو أن الأكاديمية تريد ذلك بشدة، وستفعل كل ما لديها حتى تحقق ذلك في حفل 2023، لكن المؤكد أن باكر حصل على ليلة كبرى.. ليلة الاحتفال بالمشاهير، وذلك بفضل لحظة واحدة سيئة السمعة كان البطل فيها صفعة.. هي الصفعة التي لن تنسى أبدا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة