صورة موضوعية
صورة موضوعية


الحرمان من التعليم.. صدمة للفتيات في أفغانستان تكتسي بطابع الألم

بوابة أخبار اليوم

السبت، 02 أبريل 2022 - 03:49 م

قامت وزارة التعليم في حكومة حركة "طالبان" في أفغانستان بحرمان الفتيات من التعلم، يوم الأربعاء 24 مارس، مما أدى إلى إغلاق الجامعات والمدارس.

ولم تقل الحكومة أي تفسير واضح لتغيير توجهها بشأن الفتيات في التعليم الثانوي في البلاد، بعد أشهر من سيطرة الحركة المتشددة على أوضاع الحكم في أفغانستان بدءًا من أغسطس من العام الماضي.

اقرأ أيضًا: الرئاسة الفلسطينية: التصعيد الإسرائيلي اليومي والمستمر سيفجر الأوضاع

وجاءت ردود الفعل الدولية من وزيرات خارجية 16 دولة حول العالم، في تصريح مناشدة حركة طالبان بالتراجع عن هذا القرار، قائلات "إنهن يشعرن بخيبة أمل شديدة من حرمان الفتيات الأفغانيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية والجامعات".

قلق عميق

وجاء في بيان: "بصفتنا نساء ووزيرات للخارجية، نشعر بخيبة أمل كبيرة وقلق عميق من حرمان الفتيات الأفغانيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية هذا الفضل الدراسي.

وأضاف البيان أن القرار "مقلق بشكل خاص بسبب إعلان "قياديي طالبان"، التزاماتهم المتكرر بفتح جميع المدارس للجميع".

وتابع البيان، "ندعو طالبان إلى التراجع عن قرارها الأخير ومنح المساواة في الوصول إلى جميع مستويات التعليم في جميع ولايات البلاد".

وأشارت الوزيرات، إلى أنهن يراقبن عن كثب وفاء طالبان بالتزاماتها، وسوف يتم تقييمها من خلال إجراءاتها، وليس من خلال تصريحات قادتها.

نطاق ومدى مشاركة بلداننا في أفغانستان بأكثر من المساعدات الإنسانية مرتبط بإنجازات "طالبان" في هذا الصدد".

كما ذكرت الوزيرات في البيان، أن الحصول على التعليم هو حق من حقوق الإنسان لكل فتاة وامرأة.

واقع أليم

وبعد هذا القرار بدا واقع الفتيات في أفغانستان يكتسي بطابع "الألم والحزن"، وقالت ملاحات حيدري، طالبة تبلغ من العمر 11 عامًا، في اليوم التالي لمغادرتها على عجل مدرسة "الفتح" للبنات في كابول، "أصبحت أفغانستان سجناً لنا". 

وأضافت "بكيت كثيراً"، وهي تمسح دموعها خلال مقابلة أجرتها معها وكالة "فرانس برس" في منزل عائلتها في منطقة راقية في العاصمة.
وتابعت "نعامل معاملة المجرمين فقط لأننا فتيات، ولهذا السبب طردونا من المدرسة".

وعززت "طالبان" بقرارها مخاوف المراقبين الذين يخشون أن يحظر قادة البلاد الجدد مرة أخرى تعليم الفتيات، كما فعلوا خلال فترة حكمهم الأولى، بين 1996 و2001.

جاءت عودة الفتيات إلى المدرسة الثانوية في أعقاب عودة الفتيان والفتيات إلى المدرسة الابتدائية فقط، وسمح لهؤلاء باستئناف الدراسة، بعد شهرين من سيطرة المتشددين الإسلاميين على كابول في أغسطس الماضي.

ولكن معلومات مسربة من اجتماع سري لكبار قادة طالبان في معقلهم الجنوبي في قندهار مساء الثلاثاء، أفادت أن الأسباب تراوح بين الحاجة إلى زِي موحد، والرفض الصريح لحاجة الفتيات إلى التعليم.

وتكرر الوزارة أن المدارس ستفتح، ولكن فقط عندما يتم تحديد توجيهات جديدة.

وعلي نفس المنوال، قالت أديبة (13 عامًا)، شقيقة ملاحات، "حتى أمس، لم أعتقد وحدي أن "طالبان" قد تغيرت، لكن كل من يتم سؤاله".

وأوردت ملاحات "عندما أرسلوا الجميع إلى المنزل، أدركنا أن طالبان لا تزال نفسها كما كانت قبل 25 عامًا".

وتابعت أديبة "نفتقد حريتنا. نفتقد زملاءنا في الدراسة والمعلمين".

والشقيقتان من عائلة ثرية ووالداهما متعلمان، وتم تشجيعهما دائماً على الدراسة.

شعور بالتهديد

وتعتبر نرجس جفري (14 عامًا)، التي تسكن في ناحية أخرى من المدينة وتنتمي عائلتها إلى الأقلية الشيعية "الهزارة" أنّ النساء المتعلمات يُشعرن "طالبان" بالتهديد.

وقالت لوكالة فرانس برس "يعتقدون إننا إذا درسنا سنكتسب المعرفة ونحاربهم".

وأضافت وهي تبكي جالسةً خلف طاولة أمام كتبها المنتشرة في منزل العائلة، "إنهم خائفون من ذلك".

وأكدت أن من الظلم أن ترى الفتيان في سنها يذهبون إلى المدرسة، بينما تُجبر على البقاء في المنزل، وقالت "إنه أمر صعب حقًا".

وتتذكر الطالبة في مدرسة "معرفات" الثانوية في كابول قصصا روتها لها والدتها حميدة، عن فترة حكم طالبان السابقة.

وقالت "في السابق كان ينتابني شعور غريب عندما كانت تخبرنا كيف ارتدت البرقع أو "الشادور"، وكيف لم يكن يُسمح للمرأة بالخروج بدون أن يرافقها رجل". 

وأضافت المراهقة "كل هذه الأخبار تعبر مخيلتي حاليًا".

وفرضت طالبان خلال سبعة أشهر من الحكم منذ الصيف الماضي مجموعة قيود على النساء، فتم استبعادهن من العديد من الوظائف الحكومية، مع مراقبة لباسهن ومنعهن من مغادرة مدنهن بمفردهن.

واعتقل عناصر الحركة العديد من الناشطات اللواتي تظاهرن من أجل حقوق النساء.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة