عبدالرحيم كمال
عبدالرحيم كمال


يوميات الاخبار

مصـر الحـال والأحـوال

الأخبار

السبت، 02 أبريل 2022 - 06:04 م

 

يكتبها اليوم : عبدالرحيم كمال

ويعرفون الكثير عن فنانيهم العظماء ليس فقط المخرجين ولكن الموسيقيين والشعراء والنجوم وكافة مجالات الفنون والثقافة

وجود وزيرة فنانة على كرسى وزارة الثقافة ،يشجع كثيرا على الأحلام ، فحينما يملك صاحب المنصب الرفيع خيال ووجدان فنان ممارس للموسيقى ، التى هى أرهف الفنون وأعظمها، تفتح الأحلام أبوابها أمامى وأجدنى فيما يرى الحالم المستيقظ قصور الثقافة فى محافظات مصر وهى تفتح أبوابها وقاعاتها وفى كل قصر يتم تحويل وإعادة إحياء قاعات العرض داخلها لن أقول شاشات عرض جديدة ،وتكاليف لا تستطيع تحملها الوزارة، فقط حائط أبيض وجهاز بروجيكتور والكراسى موجودة تتراص أمام بعضها وتصبح قاعة عرض أفلام، بأسعار مخفضة ٣٠ جنيها للكرسى وتشاهد أفلاما قديمة على شاشة كبيرة (سينماتيك) مصرى فى كل محافظة، تحمى الشباب من الفراغ والإرهاب، أفلام بالأبيض والأسود تعرض يوميا على مدار السنة ،أسابيع سينمائية لإحياء ذكرى فنانين ينتمون لمحافظات بعينها، أسبوع أفلام عاطف الطيب فى سوهاج مسقط رأسه فى قصر ثقافة سوهاج وأسبوع للمخرج صلاح أبوسيف فى بنى سويف حيث ولد وثالث ليوسف شاهين وأفلامه فى الإسكندرية وهكذا، أسبوع لأفلام من تأليف الدكتور طه حسين فى المنيا مسقط رأسه وهكذا لن نعدم فنانين كبار بعدد قصور ثقافتنا، وسيرى شباب الصعيد والدلتا ومرسى مطروح وسيوة وحلايب وشلاتين مئات الأفلام ويعرفون الكثير عن فنانيهم العظماء ليس فقط المخرجين ولكن الموسيقيين والشعراء والنجوم وكافة مجالات الفنون والثقافة، فيكون لدى كل طفل ومراهق فى المحافظة طموح أن يكون بليغ حمدى جديدا أو صلاح جاهين أو نعمان عاشور أو صلاح عبدالصبور
مازالت عيناى مفتوحتين وحلم اليقظة مستمر وطوابير الشباب والشابات والعجائز أيضا تمتد فى المراكز والمحافظات من أجل الفرجة، من أجل السحر والفن والجمال بعيدا عن الأفكار المغلوطة المتطرفة وأبواب الجحيم، قد أفيق من الحلم ثانية لكن بالتأكيد سأرويه كثيرا ولن أمل حتى يتحقق فى يوم من الأيام، ويعوق تحقيق ذلك الحلم محافظات عديدة لم يعد فيها دار عرض سينما واحدة.. تخيل ؟؟
تلك هى الحقيقة المؤسفة وهاهو الحلم أقصه على السيدة المحترمة الفنانة وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم التى أثق فيها وأحبها ومعها نحقق بعض من احلامنا
التنويرى المظلم
حتى تكون تنويريا لابد ان تكون بالأساس مستنيرا ،وحتى تطرح امام الناس فكرة جديدة ،عليك ألا تخاطبهم كجهلاء، فلن يفتح أحد أبدا بابه لمن يتعالى عليه ،لقد ظهر فى الآونة الأخيرة خلال العقدين الماضيين من الزمان الكثير من التنويريين ،عديمى الجماهيرية ، يحاربون الأفكار القديمة والتراث الذى يمتلىء حقا بالشوائب ولكن بلسان أعوج متعال متطرف فى نقده بشكل يجعل الناس تفضل القدامى الرجعيين عليهم لا لشيء إلا لرفضهم لذلك الخطاب المتعالى الجاف المتعجرف ، ربما كان ذلك هو السبب الرئيسى فى غياب التنويرى صاحب المصداقية والجماهيرية لدى الناس ، وأنا اعتقد أنه لا يوجد على الإطلاق صاحب رسالة او مصلح او رجل يحمل لمن حوله نورا ما وهو متجهم الوجه أو ضيق الصدر أو ثقيل الظل ، أتخيل أن ابتسامة الأنبياء كانت ساحرة الجمال وأنهم كانوا طويلى البال واسعى الصدر لديهم من اللطف والظرف والدماثة ما يجعل الناس يحبونهم حبًا جما، حبا يسبق كل شيء يحبونهم من قبل أن يلتزموا بتعاليمهم وإرشاداتهم، لو لم يكن حب الحواريين للسيد المسيح لم تكن هناك ديانة مسيحية ولو لم يكن حب الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن هناك دين إسلامى، هو الحب أولا وبعده يأتى كل شيء ، لذلك كان المستنير فى تلك الأيام محسوبا على الإعلام والشهرة وليس محسوبا على محبة الناس لعلمه ونوره وأفكاره، لم ينجح التنويرى المعاصر على جذب العقول والقلوب ، لأنه نور حجبه التعالى وعلم أخفاه حب النفس وفكرة أطفأها الانحياز والتعصب، الناس أوالجماهير او المتابعون يتلقون الأمر بقلوبهم ويحكمونها وبناء على حكمها يختارون أيضا نجومهم الروحيين، بعيدا عن أضواء الكاميرات وديكورات البرامج ، تجديد الخطاب الروحى يحتاج إلى مجددين حقيقيين يملكون قدرة على جعل قلوب وعقول الناس تميل إليهم وتقتنع بأقوالهم ، يحتاج ذلك إلى شخصيات على ثقة ودراية وبساطة وعلم وصدق ، فالممتليء بالعلم سهل الطبع ،هاديء النبرة تزينه ابتسامة صادرة من القلب ، عقله يضيء بثقة تنعكس عليه، فيحترم المخالفين ويرحم الأقل علما ويصنع بينهم الجسور ، فينتظره الناس بحب متبادل والحب يخلق فى أرواحهم أثرا يجعل التجديد ممكنا ، التنويرى الحقيقى يجب أن تبحث عنه الكاميرات وليس ذلك الباحث عن الكاميرات إلا تنويريا زائفا ، محتاجا الى نور يعوضه عن ظلمة طبعه.
كل أربع سنوات
ينتظر المصرى المحب لكرة القدم كل أربع سنوات أن يتحقق الحلم، وكأن المصريين جميعا سيسافرون الى الدولة التى تنظم كأس العالم وسيحملون جميعا كأسها الذهبى بعد ان يلقنوا البرازيل وألمانيا وهولندا وانجلترا وفرنسا وإيطاليا فنون لعب الكرة ويذيقونهم مرارة الهزيمة ، كأن ذلك هو الطموح ، القلوب تدق، الأعلام ترفرف فى البلكونات وفى السيارات وفى الاكشاك وفى كل ركن ،القنوات من الصباح تشحن ، الأغانى الوطنية تملأ الآذان وكأننا فى ذكرى انتصار عظيم ، والبرامج الرياضية تقدم الفقرات وتحضر لنا خبراء الكرة فى الملابس الرسمية ورابطات العنق الانيقة ،ليتحدثوا إلينا عن الكرة والحلم ويدلون بدلوهم وآرائهم فى كل شيء ولا نملك كجمهور سوى أن نتحمل منهم كل شيء فى سبيل اللحظة المنتظرة، ويأتى الماتش وتشخص الأبصار وتتوه العقول مع كل ركلة وهجمة وأمل ويأس ، ويصرخ الناس فى البيوت فى شاشة العرض كالمجانين يصرخون فى الشاشات نعم لعل المدير الفنى يسمع كلامهم وصرخاتهم ويجرى تبديلاته و للأسف دائما الجمهور أكثر فهما من المدير الفنى العنيد ودائما تأتى التغييرات متأخرة جدا ودائما ما يخرج المنتخب من السباق ولا يصل لكأس العالم، الا ثلاث مرات أيتام فقط، اين الخلل ؟،مصر بلد تمارس الكرة منذ ظهورها ، ولديها دورى كبير وفرق ميزانياتها تصل الى المليارات ، واحتراف فتح أبوابه حتى صار محمد صلاح اللاعب المصرى هو الأفضل أو الأفضل من ثلاثة على مستوى العالم، و إعلام رياضى سخرت له قنوات وميزانيات كبيرة جدا ، وجماهير بالملايين تعشق وتساند ، أين السبب الرئيسى وراء الإخفاق المتكرر ؟
لعل كل تلك الأسباب التى من المفترض أن تدفع للنجاح هى ذاتها اللى تدفعنا للفشل ،ربما نحتاج إلى إعلام رياضى أقل (أشك أحيانا أن عدد المشاركين فى الإعلام الرياضى صحافة وقنوات ومواقع تواصل اجتماعى اكبر من عدد ممارسى لعبة كرة القدم فى مصر) و نظام احترافى اكبر واندية كبرى أكثر شفافية ، ربما ميزانية الاهلى والزمالك وبيراميدز الكبيرة لا تقدم لنا فى النهاية كرة كبيرة تتناسب معها ، فنحتاج أن ننظر أكثر للصغار للناشئين الفقراء فى مراكز الشباب ، أولئك الموهوبون حقا، بعيدا عن مزايدات وكلاء وسماسرة اللاعبين.
أنا بالتأكيد لا أعلم القنوات الرياضية وعددها فى السنغال ولا أعلم عدد استديوهات التحليل هناك، لكننى على يقين أنها اقل بكثير جدا جدا جدا من العدد لدينا ، لا علم لى بطبيعة نظام الاحتراف هناك فى السنغال ، لكنهم استطاعوا ان يجعلوا فريق منتخبهم بالكامل يحترفون جميعا فى الاندية الكبرى فى أوروبا ، لا اعلم أسماء الفرق الكبرى فى السنغال ، لكن بالتأكيد ليس هناك الأهلى والزمالك وبيراميدز بميزانيات ضخمة منفردة والباقى يعانى ويوشك على الإفلاس ، لا أعلم سر فوزهم علينا فى نهائى إفريقيا وتصفيات كأس العالم مرتين متتاليتين ، يفصل بينهما أسابيع قليلة ، ولكنى على يقين أن لديهم شفافية أكبر وطموحا أصدق وخللا أقل وإعلاما رياضيا أكثر تقشفا.
كرة القدم فرع من الرياضة بشكل عام ولم أر فى العالم كله فرعا يستحوذ على كل هذا الدعم المادى والإعلامى والجماهيرى بلا طائل على الإطلاق.
رمضان شهر الأمل
يأتى شهر رمضان الكريم ويصاب الناس بالهلع والقلق وتزدحم الشوارع بالراغبين بشراء كل شيء وتزدحم القنوات بالإعلانات المستفزة التى تجمع بين إعلانات التسول والشحاذة وإعلانات الكومبوندات الفارهة ويتحول الشهر الكريم الى أيام متتالية من الإحباط واليأس، بينما حقيقة هذا الشهر أنه شهر مليء بالبركة والخير، شهر الأمل، شهر تتراحم فيه الناس، بالمعاملة الحسنة والكلمة الطيبة، لم يربط أبدا فى العصور الأولى المضيئة بالروح والفهم الصحيح بين الشهر الكريم والولائم الكبيرة الممتلئة ، لكنه كان شهرا ارتبط بالجهاد والنشاط البدنى والروحى الكبير ، فالأجساد لا تقوى بكثرة الطعام والكسل وقلة الحركة، لكنها تصان بالصوم وتنجو بقلة الطعام وتقوى بكثرة الحركة ،و ليت الشركات الكبرى التى تبالغ فى اعلاناتها بدعوة الناس للتسول ، تقدم فرص عمل حقيقية للفقراء فى شهر رمضان الكريم فالفقير ليس بحاجة للتسول لكنه بحاجة للعمل ، العمل هو الأمل الحقيقى ورمضان هو شهر الأمل والعمل وعلى الشركات الكبرى أن تراعى فى إعلاناتها أن تعامل الناس برحمة واحترام .

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة