حسين عبد القادر
حسين عبد القادر


حسين عبد القادر يكتب: في وداع عاطف حزين

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 03 أبريل 2022 - 02:10 ص

اليوم فقدته صديق  العمر ورفيق الدرب في بلاط صاحبة الجلالة..عاطف حزين أحد نجوم جيل الوسط في عالم الصحافة   والذي حفر اسمه في كل مكان عمل به  ابن  بورسعيد والتي رغم  نجاحه و تألقه وسرقته الاضواء بالقاهرة ظل متيما ببورفؤاد مسقط رأسه وداخله دائما كانت تطفو  مرارة ذكريات الهجرة خارجها بعد نكسة ٦٧ وربما كانت تنقلاته واحزانه وراء ولادة موهبته وابداعاته الادبية والمهنية   ولادته المهنية كانت في جريدة شباب  بلادي  جريدة الحزب الوطني حيث ظهرت ابداعاته وكتاباته الراقية وكانت تبدو في رقيها وكأنها لكاتب  محترف   كبير ومخضرم حتي اكتشف امر سنه  الحقيقي.  .فأختطفته "اخبار اليوم"  ليأتي الينا ونصبح زملاء بصدور قرار تعيين واحد لنا..اصبحنا اكثر من اصدقاء لا أتذكر رغم علاقة تجاوزت الخامسة والثلاثين. اننا تخاصمنا في ولو مرة واحدة. ظل مع مرور السنوات يكبر ولكنه يظل  محتفظا داخله بقلب طفل   الذي يظل صغيرا ولايكبر مهما تقدم به العمر. 


 كان محيرا في امر مواهبه المتعددة فهو المبهر بكتابته في اي حقل مهني  يرتاده.  اذا كتب في الرياضة يكون منافسا لرموز النقد الرياضي. و في الفن كان يبدو وكأنه ولد في كواليس الاستديوهات و صاحب العلاقات العميقة بأهل الفن. لا أنسي موقف  المطربة  التونسية  "لطيفة" والتي ساهم بكتابته العديدة    في انتشارها عند بداية وصولها القاهرة وكتب يوما مقالا انتقدها بحدة وبكت لكل من يعرفها  من قسوة مقاله ..وكان المرة التي شاهدت فيها "مادلين طبر " وجه  لوجه في" اخبار اليوم " يوم جاءت لتشكره خصيصابعد كتابته عنها قائلة  ان ماكتبه عاطف  شهادة ميلاد فنية من جديد تعتز بها. 


كان من اكثر الرائعين المتمكنيين في اعداد  المراجعة  الموضوعات الصحفية  الخاصة بزملائه..ولكن كم كانت المتعة الحقيقية  عندما تقرأ له حوارا  آو تحقيق صحفي  وكان ما ينتجه هو موضوع جاهز ليدرس بما يحتويه من افضل معايير العمل الصحفي المؤثر والهادف .


كانت احلامه وطموحاته تبدو داخله انها تحتاج مساحة إكبر ليعطي اكثر وإفضل ولهذا كثرت تنقلاته بين  احضان المواقع الصحافة  فقضي فترة من مشواره الاكبر في" اخبار اليوم" ثم يذهب ليستكمل رحلة نجاحه بين احبائه الجدد في الاهرام  وفيها كانت نهاية المشوار. 


نال منه المرض اللعين  وبعد عودته من رحلة علاجه في المانيا ظل فترة حتي بدأ المرض يفترسه وينهشه شيئا فشيئا لم يكن يتألم  ولكنه ظل حالما ..ولكن بمرور الوقت كان قراري بالانسحاب من السعي الي لقائه في مقه‍ي الصحافة امام "مبني اخبار القديم"   فبعدهالم يعد عاطف حزين هو عاطف  سوي مجرد جسد تحمل الكثير  واصبح  لقائه لا يحمل  لي سوي الحسرة والالم علي انسان يعيش رحلة عذاب فوق قدرات البشر. ..
رحمات الله عليك يا عاطف وجعلك من عتقاء الشهر الكريم.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة