الأحد، 03 أبريل 2022 - 07:34 م

على انغام الناى الحزين، حيث يسود الهدوء يتمايل الراقصون فى انسيابية، بحركات دائرية مبهرة، تجذب إليها النفوس وكأنها دعوة للتخلص من هموم الدنيا ومشاغلها للحظة تسمو بها النفس إلى الذات الإلهية وربما يكون بها العلاج لتلك النفوس التى ضلت طريقها وتبحث عن زورق النجاة، فالرقص بشكل دورانى لساعات طويلة دون كلل أو ملل أشبه بمناجاة للخالق.

يحاكى المتصوفون فى دورانهم دوران الكواكب حول الشمس بالفضاء الفسيح، مسبحة خالقها الأعظم، نشأت تلك الرقصة على يد المتصوف جلال الدين الرومى، جذبت إليها الجميع من جميع البلدان خاصة فى المناسبات الدينية مثل ليالى رمضان والأعياد والموالد وغيرها وعندما استقرت فى مصر أطلق عليه  لقب رقصة «الدروشة» والتى تعنى الاستغناء عن متاع الدنيا والاكتفاء بالقليل الذى يكفى للحياة أو الزهد بمعنى آخر وتبدأ حلقة الذكر المولوية بتلاوة من القرآن الكريم من أحد المنشدين الجالسين فى السدة، ثم يؤدى رئيس الزاوية بعض الأدعية والابتهالات.

بعد ذلك ينشد أحد الدراويش شعراً يقول فيه: «إذا رمت المنى يانفس رومى، لمولانا جلال الدين الرومي» وعند كلمة مولانا تضرب ثلاث ضربات، ويبدأ العزف بالنايات، ثم ينهض الدراويش ويبدأون بالدوران بطريقة فنية خاصة. فينزعون عنهم العباءات التى ترمز إلى الحياة ومصاعبها ليظهروهم يرتدون ألبسة بيضاء فضفاضة على شكل نواقيس وهنا تبدا لحظة السمو بالنفس مع الله . ويبدؤون بالدوران على ايقاعات الإنشاد الدينى ويكون دورانهم سريعاً فتنفرد ألبستهم الفضفاضة وتصبح نتيجة الدوران السريع على شكل ناقوس، ويضعون على رأسهم اللبادة وأثناء الدوران يشيرون بأيديهم إلى السماء وكأنها نداء ورجاء من الله، ويشكلون بأيديهم ورأسهم لفظ الجلالة الله دون ان تتلامس ملابسهم معا، ثم يرددون بعض الأناشيد منه «يا إمام الرسل يا سندى، أنت باب الله معتمدى، يا إمام الرسل خذ بيدى».