صورة أرشيفية لتوريد القمح العام الماضى
صورة أرشيفية لتوريد القمح العام الماضى


غـلال مصـر فـي أمان (٢)

طفرة غير مسبوقة في مشروعات الصوامع بالمحافظات

سناء عنان- محسن جود- محمد الشامي- سليمان محمد- نبيل التفاهني

الثلاثاء، 05 أبريل 2022 - 09:01 م

شهدت المحافظات خلال السنوات القليلة الماضية طفرة كبيرة فى إنشاء صوامع الغلال للحفاظ على القمح المحلى المقرر حصاده في أبريل، خطوات جادة اتخذتها الحكومة متمثلة فى وزارات التموين والمالية والزراعة لتوفير القمح طوال العام، والأساليب الحديثة فى التخزين خاصة بعد الأزمة الروسية الأوكرانية ومعوقات استيراد القمح من الخارج.

ومن جانبهم شدد المحافظون على ضرورة الانتهاء الكامل من كل الاستعدادات لاستلام المحصول من المزارعين والتنسيق مع الحكومة لإعلان سعر الإردب طبقا لدرجة النقاء.

الشرقية: 8 صوامع عملاقة جديدة و4 حقلية

تشهد محافظة الشرقية خلال الفترة الحالية طفرة هائلة غير مسبوقة فى قطاع صوامع الغلال .. حيث تم إنشاء 8 صوامع جديدة وجار إنشاء ٤ صوامع حقلية باستثمارات قدرها ٩٨٠ مليون جنيه بتمويل من الموازنة العامة للدولة والمنح والقروض المقدمة من دول الإمارات والسعودية وإيطاليا وبذلك يصل عدد الصوامع القديمة والجديدة بالمحافظة إلى 15 صومعة تستوعب ٥٦٢ ألف طن من الأقماح وتوفر ٤٥٥ فرصة عمل .


يقول المحافظ الدكتور ممدوح غراب إن الشرقية تزرع سنويا ما يقرب أكثر من 423 ألف فدان بمحصول القمح وتتبوأ المركز الأول على مستوى المحافظات من حيث الإنتاج والتوريد .


وكانت أهم المشكلات التى تواجه هذا المحصول الاستراتيجى هى التخزين .. حيث إن المحافظة لم تكن تمتلك سوى ٣ صوامع معدنية قديمة بمركزى الزقازيق والحسينية مملوكة لشركتى المطاحن والمضارب تقدر طاقتهما الاستيعابية ٧٢ ألف طن ولم يكن أمامنا خيار سوى تخزين باقى المحصول فى الشون المكشوفة التى يتعرض فيها المحصول للتلف بسبب العوامل الجوية.. هذا علاوة على حدوث فاقد كبير بسبب عبث الطيور والحشرات والحيوانات به.


وظلت منظومة تخزين الغلال تعانى قصوراً شديداً لسنوات طويلة حتى تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مسئولية قيادة مصر حيث أيقن منذ اللحظة الأولى مخاطر تخزين الغلال فى الشون فقرر إعطاءها أولوية خاصة فى مهام عمله وأعطى توجيهات بإطلاق المشروع القومى للصوامع بجميع محافظات مصر .


ولقد كان للشرقية نصيب الأسد به حيث تقرر إنشاء ٥ صوامع جديدة بمدن أبو حماد وههيا والعاشر من رمضان وصان الحجر البحرية بطاقة استيعابية قدرها ٣١٠ آلاف طن بتكلفة ٦٦٨مليونا و٦٠٠ ألف جنيه بتمويل من الموازنة العامة للدولة والمنح والقروض المقدمة من دولتى الإمارات والسعودية .


وقد تم الانتهاء من إنشاء تلك الصوامع التى أقيمت على مساحة ١٢٦ألف متر مربع من الأراضى الفضاء المملوكة للدولة ووفرت كل صومعة ٣٥فرصة عمل لشباب الخريجين.


إلا أن كميات القمح التى يتم توريدها سنويا لا تتناسب مع السعة التخزينية الخاصة بالصوامع القديمة والجديدة.. ولتوفير الصوامع التى تتناسب مع إنتاجية المحافظة من الذهب الأصفر تقرر إنشاء 7 صوامع جديدة تم الانتهاء من ٣ صوامع كبيرة إحداهما بمدينة الصالحية الجديدة خصص لها ٤٢ ألف متر مربع وتقدر سعتها الاستيعابية بـ٩٠ ألف طن والثانية بصان الحجر وتقام على مساحة ٢٢ ألف متر مربع ش١وتقدر سعتها الاستيعابية ٦٠ألف طن وتكلفتها ٢٣٠مليون جنيه.. والثالثة بمنطقة الكسارة بمركز ومدينة الحسينية ومقامة على مساحة ١٢ فدانا باستثمارات قدرها ٢٥٠ مليون جنيه وسعتها ٩٠ ألف طن .


و4 صوامع صغيرة جار إقامتها على أراضى الشون المملوكة لشركة مطاحن شرق الدلتا وبنك التنمية والائتمان الزراعى بمدن منيا القمح وأبو حماد وقريتى القراموص ونزلة خيال بمركز أبو كبير وفاقوس وذلك بتمويل قدره ٧٢مليون جنيه منحة إيطالية لا ترد وتقدر السعة التخزينية لها ٣٠ طنا بواقع ٥ آلاف طن لكل منها .


ويؤكد المحافظ أن السعات التخزينية للصوامع الجديدة والقديمة تتناسب مع كميات القمح التى يتم توريدها سنويا لمديرية التموين بالمحافظة و بعد إنشاء جميع الصوامع ،  سوف تنتهى مشكلة تخزين القمح بالمحافظه نهائيا .. ولم يعد هناك حاجة للاستعانة بأى شون أو مراكز تجميع تابعة للقطاع الخاص .


وتقول فايزة عبد الرحمن وكيل وزارة التموين والتجارة الداخلية بالمحافظة إن الصوامع المعدنية تتميز بسهولة التركيب والفك والنقل وأنها محكمة الغلق وغير قابلة للصدأ وعاكسة للحرارة وقوية ومتينة لا تتأثر بالعوامل الجوية ويصل عمرها أكثر من 40 عاما .


وأشارت إلى أن الصوامع المعدنية آمنة وتحافظ على المحصول من التلف حيث إنها مزودة بأجهزة تحكم فى درجتى الحرارة والرطوبة وتدار إلكترونيا  ، كما أنها توجد بها فتحات صغيرة أعلى كل صومعة لتغير دورة الهواء خلال موسم تخزين القمح كما أنها مزودة بأجهزة إنذار.


وأضافت أنه يتم سحب عينات من الأقماح المشونة على فترات دورية لتحليلها للتأكد من جودة عمليات التخزين .


ويتوجه مزارعو القمح بالشرقية بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى لحرصه على تحديث منظومة تخزين الذهب الأصفر الذى يعد من السلع الاستراتيجية المهمة باعتباره مصدر إنتاج الدقيق اللازم لصناعة الخبز البلدى الذى يمثل أهمية عند جميع فئات الشعب.. وتوجهوا بالدعاء إلى الله بأن يطيل فى عمره ويحفظه من مكائد الأشرار الذين لا هدف لهم سوى النيل من أمن واستقرار الوطن .

ويقول المزارع عبد الرحمن عبد الفتاح من قرية شنبارة الميمونة مركز الزقازيق إن إنشاء صوامع لتخزين الغلال بالشرقية كان بمثابة بشرة خير لجميع المزارعين حيث إنها تحافظ على محصول القمح من التلف وتسهم فى رفع المعاناة عن كاهلهم والتى تتمثل فى الانتظار فى طوابير طويلة أمام الشون ولعدة ايام .. ويقول السيد سعد عبد الحليم من قرية المحمودية إن إطلاق الرئيس السيسى للمشروع القومى للصوامع كان بمثابة ضربة معلم حيث إنها تحافظ على المحصول من التلف أثناء تخزينه وتوفر نسبة الفاقد الذى كنا نخسره سنويا بسبب الشون المفتوحة.

بورسعيد : أكبر مشروع بالميناء القديم ومحطة لحبوب الصب

ارتبطت بورسعيد بسلعة القمح من عقود طويلة باعتبارها أحد الموانئ المصرية التى تستقبل شحنات القمح المستوردة من الخارج ورغم ذلك افتقدت المحافظة وجود صوامع لتخزين القمح واعتمدت طوال السنوات الماضية على مخازن القمح الصغيرة داخل الميناء وتسليمه أولا بأول إلى المطاحن المختلفة بالجمهورية ولكن بعد إقامة أول مطحن للقمح فى بورسعيد منذ ١٠ سنوات بدأت الصوامع تعرف طريقها للمحافظة.

ويقول اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد إن ميناء بورسعيد القديم شهد عمليات تصاعدية فى استيراد واستقبال شحنات القمح من الخارج بعد زيادة الكميات المستوردة ووصلت مؤخرا إلى مليون طن فى العام لحساب هيئة السلع التموينية وكان لابد من التحرك لإنشاء صوامع لاستيعاب جزء من هذه الشحنات وبالفعل أقيمت صومعتان بمعرفة القطاع الخاص سعة كل منهما ١٠ آلاف طن ولعبا دورا أساسيا فى توفير كميات القمح المطلوبة لمطحن بورسعيد بخلاف وجود صومعة داخل المطحن سعتها ١٠ آلاف طن ورغم ذلك فإنها تعتبر سعة تخزينية قليلة نسبيا فكان التنسيق مع وزارة التموين لتنفيذ أكبر مشروع تخزينى فى تاريخ المحافظة داخل ميناء بورسعيد القديم ولا ننسى المشروع الأضخم والذى تم توقيع عقده بين الهيئة الاقتصادية لقناة السويس وإحدى شركات الاستثمار المصرية لإقامة محطة كاملة لاستقبال حبوب الصب فى ميناء شرق بورسعيد وعلى رأسها القمح باستثمارات ٢ مليار جنيه وتداول ما يقرب من ١٠ ملايين طن أو أكثر سنويا من الحبوب وستكون أكبر مطحنة لحبوب الصب فى العالم كما ستكون بورصة مصرية لتداول الحبوب من مختلف دول العالم .

وعن المشروع الحالى للصومعة الجديدة الجارى العمل فيها بميناء غرب بورسعيد ، يقول ناصر ثابت وكيل وزارة التموين بالمحافظة إن الدكتور على مصيلحى وزير التموين واللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد أعطيا إشارة البدء فى أكتوبر من العام الماضى لإقامة أكبر مشروع تخزينى على رصيف عباس داخل الميناء على مساحة ١٥ ألف متر يتكون من صومعة معدنية بطاقة ١٠٠ ألف طن بها ٨ خلايا وتبلغ استثمارات المشروع ٥٢٠ مليون جنيه.
 

القليوبية : زيادة السعة التخزينية إلى 226 ألف طن

نفذت محافظة القليوبية، خلال الأعوام القليلة الماضية، مشروعات قومية كبرى كان من بينها مشروع صوامع القمح بعرب العليقات بالخانكة وتطوير صوامع بنها لرفع السعة التخزينية لمحصول القمح بالمحافظة.


وأكد المحافظ عبدالحميد الهجان أن مشروع صوامع الغلال بمنطقة عرب العليقات بالخانكة أحدث نقلة نوعية فى مجال تخزين الحبوب ويعد الأكبر على مستوى الجمهورية وساعد على استيعاب كميات كبيرة من محصول القمح، كما أنهى مشاكل الشون الترابية وسوء تخزين القمح خاصة أن المحافظة تُعد من أوائل المحافظات فى توريد محصول القمح سنويًا، حيث يزرع ما يقرب من 51 ألف فدان .

وأوضح عربى عبدالحليم، وكيل وزارة التموين بالقليوبية، أنه تم رفع الطاقة التخزينية للصوامع والشون والهناجر والبناكر بالمحافظة ليصل إلى 226 ألف طن لاستقبال الأقماح بعد دخول الصوامع الجديدة بعرب العليقات بالخانكة التى تبلغ طاقتها التخزينية 90 ألف طن ويجرى تجهيز جميع المواقع والمساحات التخزينية عن طريق فرع البنك الزراعى بالقليوبية لاستقبال موسم توريد القمح تتضمن تنفيذ عمليات التطهير لأرضيات الشون وتبخير الفوارغ لضمان تحقيق أعلى معايير جودة التخزين وتوفير أجولة الجوت الجديدة للتعبئة، علاوة على توفير موازين البيسكول ومراجعة جميع إجراءات الأمن والسلامة بالمواقع المختلفة لضمان تحقيق أعلى معايير الأمن والسلامة حفاظاً على الأقماح المخزنة وسلامة العاملين فى تلك المواقع.
 

الأقصر: أعلى معايير جودة التخزين

وجه محافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم، برفع درجة الاستعداد التام استعدادا لموسم توريد القمح والتأكد من جاهزية الصوامع والشون والمواقع والمساحات التخزينية المخصصة لاستقبال موسم توريد القمح وضمان تحقيق أعلى معايير جودة التخزين وأعلى معايير الأمن والسلامة حفاظا على الأقماح المخزنة وسلامة العاملين فى تلك المواقع مع تقديم كل التسهيلات والتيسيرات اللازمة للمزارعين.

صرح بذلك الدكتور تامر صلاح وكيل وزارة التموين بمحافظة الأقصر، بأنه طبقا لأحكام القرار الوزارى المشترك بين وزير الزراعة ووزير التموين بشأن استلام وتخزين الأقماح المحلية موسم 2022 يتم توريد محصول القمح المنتج محليا موسم 2022 لحساب الهيئة العامة للسلع التموينية على أن يبدأ موسم التوريد من أول أبريل المقبل وحتى نهاية أغسطس 2022.

وأضاف أن ذلك يأتى فى إطار استعدادات المحافظة لاستقبال القمح المحلى الذى يبدأ أول شهر أبريل المقبل، مشيرا إلى أن السعة التخزينية للمحافظة تبلغ ٣٤ ألف طن مقسمة كالآتى بنكر اسنا ٢٣ ألف طن وشونة إسنا ٥ آلاف طن وشونة أرمنت ٥ آلاف طن وصومعة أرمنت ألف طن.
 

المنوفية : 14 صومعة جاهزة لخيرات الأرض

أكد  اللواء إبراهيم أحمد أبو ليمون محافظ المنوفية رفع درجة الاستعداد التام والجيد لموسم توريد القمح هذا العام 2022 والتأكد من جاهزية الصوامع والشون والهناجر ومراعاتها لكل الاشتراطات الفنية اللازمة لعملية التخزين حفاظاً على المحصول، مع التأكيد على منع تداول الأقماح خارج نطاق أماكن التخزين المخصصة لها واستبعاد الشون الترابية خوفاً على المحصول من العوامل الجوية .


واكد المحاسب عاطف الحمال وكيل وزارة التموين بالمحافظة  تأهب  الصوامع والشون والهناجر على مستوى المحافظة والتى ستبدأ فى استقبال محصول القمح وفقاً للتوقيتات والضوابط المقررة لذلك ، مشيراً إلى أن مواقع التخزين للأقماح المحلية بنطاق المحافظة بلغت 14 موقعا ما بين صوامع وشون وهناجر منها 8 شون وهناجر تابعة للبنك الزراعى المصرى تستخدم كمراكز تجميع و 4 صوامع معدنية مؤجرة لصالح شركة مطاحن وسط وغرب الدلتا وصومعتان  تابعتان  للشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين .


وأضاف المهندس محمد التركاوى  وكيل وزارة الزراعة بأن إجمالى المساحة المزروعة بالقمح  بنطاق المحافظة بلغت 126 ألفا و266 فدانا فى حين يبلغ المستهدف تحقيقه هذا العام 220 ألفا و966طنا، وتم تشكيل لجنة للإشراف على عملية التسويق وتيسير عملية التوريد أمام المزارعين.


من جهة أخرى عقد محافظ المنوفية اجتماعاً لمناقشة خطة جاهزية المحافظة استعداداً لبدء عمليات توريد محصول القمح .

جاء ذلك بحضور نائبه  محمد موسى واللواء عمر إدريس السكرتير العام المساعد والمحاسب عاطف الجمال وكيل وزارة التموين والمهندس محمد التركاوى وكيل وزارة الزراعة وممثلى الشركة العامة  القابضة للصوامع وشركة مطاحن وسط وغرب الدلتا وممثل عن البنك الزراعى المصري ، حيث شدد المحافظ  على ضرورة التيسير على المزارعين تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية مشددا على مديريات التموين والزراعة بالمتابعة والمراقبة اليومية لعمليات استلام محصول القمح وفحصه من قبل اللجان المختصة بذلك على مستوى المحافظة وتذليل العقبات التى تواجه اللجان وتقديم كل التسهيلات والتيسيرات اللازمة مع إعداد تقرير يومى بالكميات التى تم توريدها مؤكداً بأن الدولة تولى اهتماماً بالغاً بمحصول القمح ولا تدخر جهداً فى تقديم الدعم والتسهيلات اللازمة للمزارعين بهدف تحسين المستوى المعيشى والاقتصادى لهم .جاء ذلك فى إطار استعدادات محافظة المنوفية لاستقبال الموسم الزراعى لحصاد وتوريد محصول القمح بمختلف قرى ومراكز المحافظة كونه محصولاً استراتيجياً مهماً.
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة