الدكتور أسامة الأزهري، أحد علماء الأزهر الشريف، ومستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية
الدكتور أسامة الأزهري، أحد علماء الأزهر الشريف، ومستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية


أسامه الأزهري عن أبي حنيفة: كان ينظر بعين عقله مالا يراه بعين رأسه

محمد البنهاوي

الثلاثاء، 05 أبريل 2022 - 10:03 م

قال الدكتور أسامة الأزهري، أحد علماء الأزهر الشريف، ومستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، إن باعث الجمال في شخصية الإمام أبي حنفية النعمان، أنه كان عظيم التفقد والنظر في الناس، فكان يكتشف معادن الخلق، وكان له بصيرة نافذة في هذا، فكان عجيباً جداً، وبارعاً في أن يرى الأمور من ورا ستار وعن بعد. 

وتابع الأزهري، خلال لقائه ببرنامج "يحب الجمال" المذاع عبر فضائية "دي إم سي"، مساء اليوم الثلاثاء: كان من أجلّ تلامذة أبي حنيفة هو القاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، ومحمد بن الحسن الشيباني، وزفر الوذيل، فكانوا الثلاثة الذين ورثوا علمه، موضحاً أن حالي أبي يوسف في صغره كان رقيقا وفقيرا، وكان والده ينصحه بالعمل، لكنه كان يتلفت منه ويذهب لحضور دروس ومجلس الإمام، ويعجبه الفقه، ليلاحظ أبي حنيفة هذا على أبي يوسف.

وأوضح أنه عندما رأى والد أبي يوسف ابنه خارجاً من مجلس الإمام قال له "لا تمدن رجليك مع أبي حنيفة، فإن طعامه مشوي وأنت حالك رقيق وفقير، فبدأ الولد يتباطأ عن مجلس أبي حنيفة، وافتقده الإمام ليسأله: لماذا لم تعد منتظم في الدروس؟ فشرح له أبو يوسف وضعه وما قاله له والده، ليقول له الإمام: خذ 100 درهم ووسع على نفسك بهم وإذا احتجت قل لي، ولكن لا تنقطع عن درس العلم.

وأضاف: كان يقول الإمام أبي يوسف، كلما تقترب الـ 100 درهم من الانتهاء، يعطيني الإمام مائة درهم أخرى، رغم أني لا أخبره باقتراب انتهائها.. فلزمت الحلقة ولما مضت مدة يسيرة، ثم كان يتعاهدني، وما أخبرته بنفاد المال قط، كإنه يُخبر بنفادها حتى استغنيت وتمولت، موضحا أن الإمام بذلك كان يمتلك بصيرة ومنهجا.

ولفت إلى أنه عندما مات والد أبي يوسف، كررت عليه والدته حديث والده، فارادت أنه تمنعه عن درس العلم، ولكن قال لها الإمام "دعيه وأنا أعطيه ما يريد، حتى أنني أرى أن يأكل حلوى الفالوذج بالفسدق، لتقول له الوالدة: إني أراك شيخ كبير قد خرف، ليتغاطى الإمام عن حديثها ويقول لها أنه ملتزم بكل ما يحتاجه مثلما كان من قبل.

واستكمل: لكن مات أبو حنيفة، ومضت الأزمان وكبر أبو يوسف وعُرف بالعلم، وكان إماما عظيم القدر في العلم، وصار قاضي القضاة، مثل منصب النائب العام حاليا، ليمر الزمن ويكون أبي يوسف جالسا مع الرشيد أمير المؤمنين، ووضعت أصناف الطعام، ليوضع نوع من الحلوى فيسأل عنه قاضي القضاء أبو يوسف، فيقول له الرشيد "هذا الفالوذج بالفسدق"، فيتذكر قاضي القضاة كلام الإمام أبي حنيفة، وضحك أبي يوسف، فسأله الرشد عن سبب ضحكه وألح عليه، فأخبره القصة، فعجب الرشيد وقال: لعمري إن العلم ليرفع قدر المرء دينا ودنيا، وترحم على أبي حنيفة وقال: كان ينظر بعين عقله، مالا يراه بعين رأسه.

إقرأ أيضاً .. علي جمعة: الرشوة داء اجتماعي ومصيبة اجتماعية ينبغي محاربتها| فيديو

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة