الكاتب الصحفي حاتم نعام
الكاتب الصحفي حاتم نعام


حاتم نعام يكتب: غزوة بدر ومفاتيح النصر

حاتم نعام

الخميس، 07 أبريل 2022 - 12:02 ص

ماذا لو لم ينتصر المسلمون في غزوة بدر؟ وكيف يمكن ان نتصور تلك النتيجة المرعبة لو لم تكسر شوكة الكفر في هذه المعركة؟ غزوة بدر أو معركة الفرقان أول معركة بين الإسلام والكفر بين الحق والباطل في الإسلام، وأول لقاء عسكري بين فئتين فئة قليلة بين فقر وحاجة انضم إليها الأحداث الصغار الذين لم يمارسوا حربا ولا قتالا من قبل.

ودل على ذلك ما يرويه عبد الرحمن ابن عوف فقد قال إني في الصف يوم بدر إذا التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن فكأني لم آمن بمكانهما إذا قال لي أحدهما سرا من صاحبه يا عم أرني أبا جهل فقلت يا ابن أخي ما تصنع به قال عاهدت الله إن رأيته أن أقتله او اموت دونه وقال لي الاخر سرا من صاحبه مثله فأشرت لهما إليه فشدا عليه مثل الصقرين فضرباه حتى قتلاه وقد استشهد هذان البطلان الصغيران سنا الكبيران عملا وجهادا وهما عوف ومعوذ ابنا عفراء وبين  عدو يفوقها عددا وعدة.


وسواء أقاتلت الملائكة قتالا حقيقيا كما ذهب بعض المفسرين أم كان نزولهم لتثبيت قلوب المؤمنين وبث الطمانينة في نفوسهم، وإلقاء الرعب في قلوب الذين كفروا في المعركة التي استمرت سحابة يوم الجمعة السابع عشر من رمضان في العام الثاني للهجرة ثم انجلت عن نصر ساحق لجند الله الذين اظهروا من صور البطولات وحسن البلاء ما يجعلهم وساما على صدور المسلمين، في الوقت الذي ذل فيه المشركين بهزيمة قاسية وتهاوت رؤس كانت شامخة مغرورة منهم أبو جهل مجرم هذه الحرب ومشعل فتيلها. ومنيت قريش بهزيمة لم يسبق لها في تاريخها كله ان منيت بهزيمة كهذه وخسرت العديد من أبطالها وصناديدها.


حققت معركة بدر نتائج معنوية لا حدود لها، ملأت قلوب المسلمين عزة واكسبتهم قوة وهيبة كبيرة في قلوب الاعداء وطارت اخبارها في كل مكان في شبه جزيرة العرب وفرضت نفسها وأعلنت عن عهدا جديدا بدأ وان كل شيئا سيكون مختلف عما كان قبله فكانت فرقانا بين عهدين  نقلت المسلمين من الضعف إلى القوة ومن الذلة إلى العزة.

وأصبح المسلمون أصحاب الكلمة العليا وسلطانهم مهيبا ولاشك ان لهذا النصر عوامله منها قوة الإيمان والروح المعنوية والقيادة الحكيمة الواعية التي تعرف كيف تقود جنودها وتعرف هدفها وتتحلى بالصبر في الشدائد والأخذ بالمشورة، وتجمع بين كل العناصر والمزايا للقيادة الناجحة  اما النتائج المادية فقد أسفرت عن غنائم ضخمة، وأسفرت عن قتل سبعين وأسر سبعين آخرين بينما استشهد من المسلمين أربعة عشر شهيدا.

وقد أمر الرسول بالقتلى فدفنوا ولم يتركهم للسباع والطيور تنهش أجسادهم رحمة بهم أما الأسرى فقد أمر بهم فشد وثاقهم وساقهم معه لكنه وصى أصحابه بحسن معاملتهم فقال استوصوا بالأسارى خيرا  فكان الأسرى في ضيافة وليسوا أسرى حرب دروس كثيرة مستفادة من معركة بدر أهمها الهزيمة الساحقة لقريش على يد الذي طاردته  وأخرجته هو وأصحابه من ديارهم وأموالهم ونصر كبير رفع هامات المسلمين وفتح الطريق أمام الإسلام.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة