محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

الحقيقة الغائبة

محمد بركات

الخميس، 07 أبريل 2022 - 07:14 م

لعل أكثر ما يلفت الانتباه فى الحرب المشتعلة على الأراضى الأوكرانية حاليا ومنذ ما يزيد على الشهر وعشرة أيام، هو غيبة الشفافية وغياب الحقيقة المؤكدة حول ماهية الأوضاع هناك، فى ظل التضارب الكبير فى الأنباء والأخبار والتصريحات الصادرة عن الأطراف المتحاربة، بل وتشكيك كل طرف فيما يعلنه الطرف الآخر وتكذيب كل منهما للآخر بصفة مستمرة.


والمؤكد أننا نشاهد ونتابع طوال الأربعين يوما، التى مرت حتى الآن على نشوب القتال حربا إعلامية ملتهبة، يتصارع خلالها كل من الطرفين على إعلان ونشر وجهة نظره، ويعمل على إبراء ساحته وإلقاء التبعة على الطرف الآخر، ويسعى بكل الطرق لنشر رؤيته لما يجرى وترسيخها فى أذهان العالم، فى ذات الوقت الذى يقوم فيه بتشويه وجهة نظر الخصم بكل الطرق وجميع الأساليب.


وفى هذا الإطار شاهدنا وتابعنا العديد من الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، حول ارتكاب جرائم حرب تستدعى التحقيق والإدانة، فى حين نرى نفيا من كل طرف لهذه الاتهامات، وإعلانه مسئولية الطرف الآخر عنها بالادعاء «والفبركة» والتزوير.


وآخر هذه الوقائع ما قامت به أوكرانيا من اتهام روسيا بارتكاب مذبحة فى مدينة «بوتشا» قبل انسحاب قواتها منها، وهو ما أنكرته روسيا تماماً، وطلبت اجتماعاً لمجلس الأمن لمناقشة ما تقوله بقيام أوكرانيا بفبركة وإعداد صور ووقائع مزيفة، بأمر من أمريكا ومساعدة الغرب لمحاولة إدانة القوات الروسية بهذا الاتهام الكاذب.


وقبل ذلك قامت روسيا باتهام أوكرانيا بالإعداد والتجهيز للقيام بحرب بيولوجية، وذلك من خلال استخدامها للجراثيم والفيروسات، التى طورتها فى المعامل البيولوجية على الأراضى الأوكرانية بالتعاون مع المخابرات المركزية الأمريكية،..، وتقدمت بالفعل بشكوى إلى مجلس الأمن ذكرت فيها أنها تملك القرائن على ذلك،..،

وبالطبع أنكرت أوكرانيا التهمة بل واتهمت روسيا بأنها تمهد لحرب بيولوجية.
وهكذا تظل الحقائق غائبة وسط الاتهامات المتبادلة، والنفى لكل اتهام والتكذيب من كل جانب للآخر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة