يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

الاختيار 3

يوسف القعيد

الخميس، 07 أبريل 2022 - 09:13 م

يوشك هذا المسلسل أن يُلخِّص دراما رمضان هذا العام. فهو عمل جيد مُتقن الصنع. توفرت له كل أسباب النجاح التى يمكن أن تجعل منه مسلسل العام الرمضانى.

لا يسبقه مسلسل آخر ولا يقترب منه أى دراما رمضانية مغايرة. أعجبنى إهداء العمل إلى وحيد حامد "1 يوليو 1944 - 2 يناير 2021".

فالرجل صاحب قضية وكل ما كتبه وتركه من تُراث يؤكد أنه من مؤسسى الدراما التليفزيونية بأعماله التى أبدعها ونُفِّذت وتركها لنا نبراساً نهتدى به..

الجزء الثالث من الاختيار يختلف عن الجزءين السابقين الأول والثانى.

فهو على الأقل حتى الآن مضى أسبوع من رمضان.

وبالتالى 6 حلقات منه.

ورغم قلة عددها إلا أنها تُنبئ بالآتى من مفاجآت مثل هذا العمل الرمضانى المهم الذى سيؤرخ به فى دراما رمضان.

مثلما سَعِدنا من قبل مع ليالى ألف ليلة وليلة التى لم نكن نشعر أننا فى رمضان إلا بعد أن تتثاءب شهرزاد وتُنهى حكايتها بعد أن تعد شهريار بمزيد من القصص فى الليالى القادمة. ونسمع صياح الديك: كوكو كوكو.


وإن كانت ألف ليلة وليلة خيال فى خيال نما وتطور وأصبح جزءاً من وجداننا بعد سنوات طويلة. فإن الاختيار يختلف جذرياً. فهو يحكى لنا عما عشناه وعاصرناه. وكنا جُزءاً منه فى السنوات القريبة الماضية.

صحيح أن الجزء الثالث يبدأ والجماعة الإرهابية المنتهكة إياها تغتصب حكم البلاد. وتفعل بالعباد ما لم يحدث من قبل.. ونرى بتوسع مطلوب ولابد منه حجم مشروعهم لتخريب كل ما فى مصر.

ليس من أجل فكرة معينة ولا مُنجَز يهدفون إليه. ولكن بغرض وحيد هو الاستيلاء على السلطة أولاً وثانياً وثالثاً وأخيراً.


هذا العمل الجميل الذى يُلخِّص لنا رمضان هذا العام كتبه: هانى سرحان.

وأخرجه: بيتر ميمى. وقد قلت لنفسى أننى عشت هذه الأيام لحظة بلحظة. وتابعت ما جرى فيها بتفاصيله الكثيرة.

فما الذى يمكن أن يضيفه هذا العمل لى؟ وكان السؤال غير مُبرر. فحجم الإضافة ضخم سواء فى الأجزاء التسجيلية التى يظهر فيها الشخوص بوجوههم الحقيقية.

أو يأتى الممثلون الذين أدوا أدوارهم.. فى الحالتين أستمع بدهشة واستغراب واستنكار رغم أننى عايشت كل هذا من قبل. إلا أن إلقاء نظرة على ما جرى قد تجعل الأمور شبه مختلفة عند رؤيتها هنا والآن. حتى لحظة كتابتى لما أكتبه لم تظهر دراسات نسب المشاهدة ولا الإقبال على العمل ولا مقارنته بغيره من الأعمال الرمضانية..

فرمضان أصبح منذ سنوات ميدان الدراما التليفزيونية الحقيقى الذى تتقابل فيه كل الجهود ابتداءاً من الأفكار والكتابة، وتدوين السيناريو والحوار، والإخراج، والموسيقى التصويرية، وأداء الممثلين، والمناخ العام الذى يثيره هذا العمل فى أنفسنا. ونحمد الله كثيراً أننا نجونا من هذا الفخ الرهيب الذى كان يمكن أن يأخذنا إلى العصور الوسطى بكل ما يعنيه ذلك.

لولا شجاعة وبسالة الفريق أول ثم المشير، ولاحقاً الرئيس عبد الفتاح السيسى. مُخَلِّص مصر الحديثة من هذه العصابة. والذى لم يبالِ بشىء سوى إنقاذ الوطن من هذا المصير المجهول الذى كان ينتظره.. إنه فعلاً عمل العام الرمضانى الدرامى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة