مصطفى عدلى
مصطفى عدلى


بدون إزعاج

عداد الغاز «الغبى»

مصطفى عدلي

الخميس، 07 أبريل 2022 - 09:24 م

 

استيقظت صبيحة أول أيام رمضان، رتبت أوراقى جيدًا، لكن هبت رياح لم أشتهيها، وجدت زوجتى تخبرنى بأن الغاز توقف نهائيًا داخل الشقة، ظننت بسوء أنها أرادت أن تخبرنى بأن مائدة إفطارنا ستكون خاوية، لأن انقطاع الغاز يعنى إغلاق المطبخ لحين عودته سالمًا، هنا انتفضت، وقفت أسفل العداد بنظرات منكسرة، أطلب منه السماح، أداعبه، أتحدث إليه، أسأله كالمجنون: «كيف حدث ذلك ومازال الرصيد داخلك 140 جنيهاً؟»، وكعادة كل الجماد لم يجب، هنا قررت عدم التنازل عن سفرتنا الشهية أول يوم صيام، فقد حضرت قبلها بساعات فى أحلامى، وجدت نفسى وعلى غير العادة ألملم أغراضى وأتحرك مسرعًا لشركة الغاز بمحطة شارع العريش بالهرم، الآن أخبركم الحقيقة، لقد وصلت هناك، وجدت نفسى داخل «طابور» يبتعد عن شباك الاستعلامات بأكثر من 50 متراً، الكل يلهث عطشًا، بين جدران المكان غابت كل معايير الإنسانية، لم أستسلم، وصلت لهذا الذى اشتاق لرؤيته، فوجئت به يقول: «حضرتك كارتك مشحون، بس العداد هيفصل تلقائيًا فى اليوم الـ55 حتى لو فيه رصيد، حضرتك لازم تحضر عندنا وتقوم بتمرير الكارت فى الماكينة، تلك هى طبيعة عداد الغاز أبو كارت «الذكى»، هنا أقسمت له أن هذا العداد «غبى».. يا بشمهندس طارق الملا يا وزير البترول هل حقًا هذا هو التحول الرقمى الذى نحن بصدده أم أن ما حدث مجرد زلة لسان أو «هلاوس» موظف صائم.. أفدنا فى مصيبتنا ينوبك ثواب.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة