هبة عمر
هبة عمر


وجع قلب

بحثا عن ظل

أخبار اليوم

الجمعة، 08 أبريل 2022 - 07:31 م

أصبح الاعتقاد السائد لدى كثيرين من سكان المدن فى مصر أن ثمة عداء لدى الأجهزة التنفيذية نحو الأشجار تتزايد حدته وسرعته بشكل مزعج، وفى مناطق كثيرة فى القاهرة والمحافظات، وحتى المدن الجديدة، ودائما المبرر هو التطوير، رغم أن بعض الأشجار التى يتم التخلص منها فى حدائق عريقة مثل المنتزه بالاسكندرية والميريلاند بمصر الجديدة، غير ما ينتظر حديقة الأسماك بالزمالك وحدائق الحيوان بالجيزة من تطوير مزمع لا تتضح معالمه أو موقفه من الأشجار المعمرة والتاريخية التى يصعب تعويضها.


أما أشجار الشوارع التى كانت تنتشر فى مناطق الدقى والعجوزة والمعادى والمنيل ومصر الجديدة وغيرها على طول كورنيش النيل بالقاهرة والأقصر وأسوان وفى حدائق وشوارع بور سعيد والإسماعيلية والغربية فهى عرضة لإجتثاثها فى أى وقت دون الرجوع لأى جهة مختصة، سواء وزارات الرى أو الزراعة أو البيئة، أو حتى السكان والسائرين فى الشوارع بحثا عن ظل فى قيظ الصيف الخانق.


ورغم أن التغيرات المناخية تدق أبواب العالم بعنف، بفعل ظاهرة الاحتباس الحراري، ورغم أهمية الأشجار فى خفض درجات الحرارة ومعدلات التلوث من خلال امتصاصها للكربون وتوفير الظل وامتصاص الاشعة فوق البنفسجية الضارة، إلى جانب دورها الجمالى وصعوبة تعويضها فى المدى القريب، تتعامل الإدارات المحلية وما يتبعها من مقاولى التنفيذ بشكل عنيف وعشوائى لإزالتها، فى نفس الوقت الذى يكلف مجلس الوزراء عددا من الوزارات بتبنى مبادرة لزراعة مليون شجرة، وهى مبادرة مهمة تتسق مع الاتجاه العالمى لزيادة زراعة الأشجار كمحاولة لتخفيف آثار التغيرات المناخية، ولكن أليس مجديا أيضا الحفاظ على ما نملكه بالفعل من ثروات شجرية بلغت عمرا يجعلها تحقق وظيفتها الأساسية والجمالية؟


وإذا كان قانون الموارد المائية يفرض عقوبة على قطع الأشجار والنخيل فى الأملاك العامة ذات الصلة بالرى دون ترخيص، فأرجو أن يتم تطبيقه على ما يحدث للأشجار على النيل من القاهرة حتى أسوان، ومادامت قوانين البيئة تحظر إقامة أى إنشاءات فى الفراغات العامة والمفتوحة أو الشوارع والميادين داخل المناطق ذات القيمة المعمارية المميزة ينتج عنها تداخل مع الصورة البصرية لواجهات المبانى مثل كبارى المشاة والطرق العلوية للسيارات أو الإعلانات واللافتات الإرشادية التى تقطع الشوارع والميادين للحفاظ على الأشجار الموجودة بها، فإن تنفيذه يجب أن يكون ملزما للجميع حتى لايكابد الناس بحثا عن ظل ذات يوم.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة