الجمعة، 08 أبريل 2022 - 08:35 م

عصر عزلة الدول وعدم التأثر بما يدور حولها من أزمات وحروب لم يعد قائما،فعالمنا تتشابك فيه دوائر المصالح، وتترابط فيه اقتصادات الدول بالدرجة التى تنعكس فيه تداعيات الأزمات والحروب على بعضها البعض  بوتيرة متسارعة وعميقة.

ومنطقتنا،والتى كانت ومازالت مسرحا للتوترات والأزمات المزمنة،كالقضية الفلسطينية،التى لا تحل عمدا دعما لمصالح أحادية لإسرائيل وقوى أخري،باتت ايضا الأكثر تأثرا بأحدث الأزمات الدولية بأوكرانيا، وكان من المهم التعاطى مع تلك التداعيات خاصة فى حالة الارتباط بعلاقات مع طرفيها،روسيا وأوكرانيا.

ومصر من الدول التى تأثرت بشكل كبير بهذه التطورات تحديدا فيما يتعلق بارتفاع أسعار الحبوب والنفط وتأثر قطاع السياحة القادمة من الدولتين،علاوة على خطورة تلك الحرب على أمن الطاقة والغذاء بالعالم والاستقرار العالمى الذى ينال الجميع،

كما ان هناك جالية عربية كبيرة بهذه المنطقة،والتى تتأثر من تدهور الأوضاع الإنسانية بمنطقة هذا الصراع.

ومن هنا اكتسبت الزيارة المكوكية  لوزير الخارجية ‎سامح شكرى ووزراء خارجية مجموعة الاتصال العربية،والتى تضم بجانب
مصر، الأردن والعراق والجزائر والسودان،وأمين عام جامعة الدول العربية،لموسكو ووارسو،أهمية بالغة سعيا للمساهمة فى إيجاد حل دبلوماسى لتلك الأزمة.
وقد جاءت  الزيارة تنفيذا لمخرجات مجلس الجامعة العربية بإجراء المشاورات والاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية،وللعلاقات التاريخية والقوية التى تربط العالم العربى بشعبى ودولتى روسيا وأوكرانيا. 

أخيرا تظل الحلول السلمية والدبلوماسية القائمة على الحوار والتعامل مع جذور الأزمة هى سبيل إنهائها فى اطار احترام مبادئ القانون الدولى،كما انه من الضرورى الانخراط فى الازمات التى تؤثر علينا.

ونتمنى ادراك خطورة مشاكل منطقتنا والتعامل معها من منطلق وحدة المصير والحرص على مستقبل شعوبنا ونتمنى كذلك ان تدرك القوى الاخرى ان امن واستقرار شعوبنا مهم للغاية ايضا.